السلام عليكم ورحمه الله و بركاته
بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
حياكم الله واسعد اوقاتكم بكل خير
تنبيه هام انا لا استخدم الجن لا صالحهم ولا طالحهم حتى لا يقول قائل اني ادافع من اجل هذه المصلحة التي تخصني او لاني من
مستخدمي الجن ولا اكشف بالاسم ولا باسم الام ولا اعمل بحمد الله لا سحر محبة ولا سحر كره.... اعاذنا الله من السحر والسحرة
بحمد الله اعالج بالرقية الشرعية والطب النبوي وللعلم فالعلاج ليس وقفي انما اجتهادي مبني على التجربة والممارسة والبحث ومسايرة التقدم العلمي والتكنولوجي ... وهذا موضوع اخر نفصله في ما بعد ان شاء الله تعالى
اما الان فلنبقى مع مسالة استخدام الجن وانها جائزة حلال ولكن لمن له القدرة والعلم والايمان والمؤهلات الكافية لفعل ذلك ممن انعم الله عليهم بالعلم والمعرفة والهداية ويسعون بالخير لاجل الصالح العام وهذا ناذر وقليل ممن يعالجون ويرقون من الشيوخ الربانيين
اما من يدعي ذلك ويتخذه مطية للنصب والاحتيال واستغلال المرضى فحسابه عند ربه وعلينا نصحه والا فضحه والتحذير منه
والان مع التحليل .... الفقيه الداودي
وللاشارة لا بد من رجوع الى اقوال شيخ الاسلام واقوال العالم المعروف ابن عثيمين التي نقلتها في هذا المنتدى حتى يتبين لمن له الشك في استخدام الجن اليقين التام واننا لا نحلل ونحرم من عند انفسنا بل نبحث ونقلب المواضيع على عدة اوجه وناتي بالبراهين والادلة ولا بد من التفريق بين كلمة الاستعانة التي لا تجوز الا بالله سبحانه وبين الاستخدام
اترككم مع الموضوع
أعلم انني
بطرحي لهذا الموضوع اخوض منطقة شائكة شديدة الحساسية لدي الكثير من أ
عامة المسلمين, فقد توطدت عقيدة الناس في الغالب على عدم التفرقة بين "الجن" و بين
"الشياطين", و انحاز اغلبهم للدعاية الخاطئة عن حرمة العلاقة بين العالمين حتي في
صورتها المحمودة, و اني هنا بعلمي المتواضع أحاول تفنيد ما جاء في موضوع "حكم
استخدام بالحن و هل يكفر المستعين به ام يأثم" وواضح من خلال عنوان الموضوع الحكم
المسبق في الموضوع, فقد حصره صاحب الموضوع في نتيجتين الأولى هي الكفر و الثانية هي
الاثم, و لم يعط الفرصة لجواب ثالث, انه "ممكن بشروط"!!!
مستعينا بالله ابدأ
كلامي.
ان اول ما اود طرحه هو ان الكتاب و السنة هما مصدر التشرع الأساسي و
الوحيد في كل مناحي الحياة, و في كل امور المسلم من كبيرها لصغيرها, و لكن . . . .
. . . الكتاب و السنة ليسا مصدر لكل العلوم, وهناك العديد من الأمور العلمية التى
لم ترد بالشرع الا اجمالا و ليس تفصيلا, و ما لم يرد به نص قاطع فهو خاضع للاجتهاد
و التجربة العملية و قد يتغير حكمه من زمان الى اخر و من مكان الى اخر, و هذا ما
اود التنويه اليه اولا.
أمر اخر اود طرحه, ان الجن بأشكالهم و اطيافهم
المختلفة و قبائلهم لم ترد بالكتاب و السنة تفاصيل كثيرة عن حياتهم المعيشية و
القوانين التى تحكم عالمهم, و ليس هذا سببا للإعراض كليا عن هذا العلوم, انهم
مخلوقات خلقها الله و هم كأي مادة بالكون يمكن ان تخضع للبحث العلمي التجريبي, قد
لا تراهم اعيننا كما لا تري الكثر من مواد و خواص الكون الفسيح, نحن لانري الكهرباء
و الفايروس و موجات الارسال التلفزيوني, و لكن هناك من الاجهزة و المعدات ما يمكننا
من رصد هذه الظواهر و دراستها, لانها أولا واخير من مخلوقات الله الذي امرنا بأن
نتدبر الكون, و نتدبر بديع صنعه سبحانه, ولكن ما يصعب الأمر بالنسبة للجن انهم
"مادة عاقلة" قد يتيغير سلوكها كثيرا بين الفينة والآخري طبقا لما يخبرها بها عقلها
و ارداتها, سأترك هذا النقطة مع وعد العودة اليها بعد ان افند النقاط التي اعتمد
عليها موضوع "حكم الاستعانة بالجن . . . . . ", لنتكلم عنها بتفصيل
أكثر.
النقطة الأولى:
"1)- لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا
عن خلفائه الراشدين وأصحابه والتابعين وسلف الأمة - رضوان الله عليهم أجمعين -
فعلهم ذلك ، أو استعانتهم بالجن ، واللجوء إليهم ، والتعلق بهم"
اقول: ليس
كل ما لم يثبت عن الرسول حرام, كما ان الرسول صلي الله عليه و سلم لم "يثبت" عنه
النهي في هذا الأمر.
النقطة الثانية
2)- السمة العامة لأقوال الجن
والشياطين الكذب والافتراء ، وقد ثبت من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - ، والشاهد
من الحديث ( صدقك وهو كذوب ) ( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه – برقم 2311
)
اقول:
اولا
اعترض اولا على كلمة "الجن و الشياطين", لان
الشياطين طائفة من طوائف الجن, تتميز بالكفر الشديد, و معصية الله, في حين ان الجن
بهم طوائف اخري تؤمن بالله.
ثانيا
حديث ابي هريرة رضي الله عنه يتكلم عن واحد
من الشياطين و لهذا قال النبي "صدقك و هو كذوب", إذن دعونا لا نعمم الأحكام, و لا
نتهم الجن افتراء انهم جميعا كاذبون, لان الله سبحانة سيحاسبنا على هذا الاتهام
لأخواننا في الله.
النقطة الثالثة:-
"3)- جهل عامة الناس في العصر الحاضر
، والبعد عن منهج الكتاب والسنة ، وقلة طلب العلم الشرعي ، كل ذلك جعل الكثيرين
منهم لا يفرقون بين السحرة وغيرهم ممن يدعون الاستعانة بالجن الصالح - بزعمهم -
وبذلك تختلط الأمور وتختل العقائد التي تعتبر أغلى ما يملكه المسلم ، ولأن في صحة
العقيدة وسلامتها ضمان للفوز والنجاة في الدارين
أقول:جهل العامة بأحكام
الشريعة و عدم التفرقة بين الدجال و المعالج ليس سببا وجهيا لتحريم الاستعانة
بالجن, و لكن الصواب هو ان نعلم الناس ما يجهلون, و الجاهل بعقيدته سيرتكب الكثير
من المخالفات سواء في هذا الموضوع او غيره.
النقطة الرابعة:-
"
4)-
يترتب على الاستعانة فتنة للعامة ، نتيجة التعلق والارتباط الوثيق بالأشخاص من
الإنس والجن ، دون الارتباط والاعتماد والتوكل على الخالق سبحانه وتعالى
أقول:-
اقول لو استعنت بأحد مشرفي المنتدي للعلاج و توكلت عليه فهو
حرام, إذن الحرمة ليست في الاستعانة, الحرمة في نية الشخص المستعين.
و أقول انه
لو توفر التوكل على الله لزال هذا السبب, و اقول ان الانسان الذي لا يتوكل على الله
و يعتمد بقلبه على الاسباب سيقوم بهذا العمل في كل امور حياته و ليس في الاستعانة
بالجن.
النقطة الخامسة
"5)- الجن مكلفون وغير معصومين من الأهواء
والزلل ، وقد يخطئون ، وينقاد المستعين بهم وراء ذلك الخطأ ، وقد يقع في الكفر أو
الشرك أو محظور شرعي بحسب حال مخالفته الشرعية
وأقول:
يستوي في ذلك
الجن و الأنس معا, فنحن جميعا غير معصومين, و لو كان عدم العصمة سببا لتحريم
التعامل او الاستعانة لحرمنا الاستعانة بالبشر أيضا في أي أمور
الحياة.
النقطة السادسة:-
")- إن اللجوء إلى الجن والاستعانة بهم تجعل
المستعين ضعيفا في نظرهم وفي نظر غيرهم من الجن والإنس ، وأما الاستعانة بالله
سبحانه وتعالى فتجعل الإنسان قويا واثقا لاستعانته بخالق الكون ، المتصرف الذي له
ملك السماوات والأرض وهو على كل شيء قدير "
أقول:-
اولا:-وما يدرينا ان
الاستعانة بهم تجعل المستعين ضعيف في نظرهم و في نظر غيرهم؟ انهم اسباب خلقها الله
كما خلق غيرها.
ثانيا:و هل الاستعانة بمخلوقات الله تنافي الاستعانة بالله؟ لا
حول ولا قوة الا بالله,و إن لله وان اليه راجعون
النقطة السابعة:-
"7)- الاستعانة غالبا ما تكون
نتيجة تلبس الجني لبدن المعالج أو أحد أفراد أسرته ، وهـذا مشاهد محسوس ملموس ،
تقره الخبرة والتجربة العملية ، وفي ذلك مخالفة شرعية صريحة لنص الآية الكريمة : (
الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَالا يَقُومُونَ إلا كَمَا يَقُومُ الَّذِى
يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ) ( البقرة – 275 ) ، ووجود الجني
داخل جسد الإنسان بهذه الكيفية وعلى هذا النحو غير جائز وغير مسوغ من الناحية
الشرعية ، وليس من عقيدة المسلم أن الغاية تبرر الوسيلة ، إنما الوسيلة كما بينها
الشرع الحنيف هي اتخاذ الأسباب الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة والأثر ، وكذلك
الأسباب الحسية المباحة لعلاج تلك الأمراض الروحية :
وأقول:-
قد يصح هذا
في بعض الحالات و هي بالقطع خاطئة, لان تلبس الجن بالجسد أمر غير شرعي بالمرة, و
لكن عندما تنشأ الاستعانة عن صداقة بين الطرفين, و تعاون علي البر و التقوي فأعتقد
انها ليست بحرام.
النقطة الثامنة:-
"- إن الحكم على الأشخاص بالصلاح
والاستقامة أساسه ومنبعه الالتزام بمنهج الكتاب والسنة ، والشهادة للإنسان بالصلاح
والاستقامة تكون بناء على المعرفة المسبقة به من حيث التزامه وخلقه ومنهجه وورعه
وتقاه وسمته الحسن ، ومع ادراك كافة تلك المظاهر الا أن التزكية الشرعية تبقى أمرا
صعبا بسبب تعلق كل ذلك بمعرفة الله سبحانه وتعالى لعبده واضطلاعه على ما يحمله في
قلبه وسريرته ، وقد ثبت ذلك من حديث أسامة - رضي الله عنه - قال : قال له رسول الله
صلى الله عليه وسلم : ( ألا شققت عن قلبه حتى تعلم من أجل ذلك قالها أم لا ؟ من لك
بلا إله إلا الله يوم القيامة ) ( متفق عليه )
قال النووي : ( وقوله صلى الله
عليه وسلم " أفلا شققت عن قلبه " فيه دليل للقاعدة المعروفة في الفقه والأصول أن
الأحكام يعمل فيها بالظواهر ، والله يتولى السرائر ) ( صحيح مسلم بشرح النووي )
و أقول: لست ادري الغرض من هذا النقطة في هذا الأمر بالذات, ان الحكم على
المسلم "انس أو جن" يخضع لنفس القاعدة, الظواهر, و الله أعلم ببواطن
الأمور.
النقطة التاسعة:-
" 9)- استدراج الشيطان للمستعين بكافة الطرق
والوسائل والسبل للايقاع به في الكفر أو الشرك أو المحرم ، وقد سمعنا من القصص
قديما وحديثا ما يؤيد ذلك ويؤكده ، فكم من رجال عرفوا بالاستقامة والصلاح ، وتم
استدراجهم ، وماتوا على الكفر أو المعصية والعياذ بالله !
قال ابن كثير : ( قال
عبدالله بن مسعود في هذه الآية : ( كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ للإِنسَانِ
اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّى بَرِىءٌ مِنْكَ إِنِّى أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ
الْعَالَمِينَ ) ( الحشر – الآية 16 ) : كانت امرأة ترعى الغنم وكان لها أربعـة
إخوة ، وكانت تأوي بالليل إلى صومعة راهب قال : فنزل الراهب ففجر بها فحملت
فأتاه الشيطان فقال له : اقتلها ثم ادفنها فإنك رجل مصدق يسمع قولك فقتلها ثم
دفنها ، قال : فأتى الشيطان إخوتها في المنام فقال : لهم إن الراهب صاحب الصومعة
فجر بأختكم فلما أحبلها قتلها ثم دفنها في مكان كذا وكذا ، فلما أصبحوا قال رجل
منهم : والله لقد رأيت البارحة رؤيا ما أدري أقصها عليكم أم أترك ؟ قالوا لا بل
قصها علينا فقصها فقال الآخر : وأنا والله لقد رأيت ذلك ، فقال الآخر : وأنا
والله لقد رأيت ذلك قالوا : فوالله ما هذا إلا لشيء ، قال : فانطلقوا فاستعدوا
ملكهم على ذلك الراهب ، فأتوه فأنزلوه ثم انطلقوا به فلقيه الشيطان فقال : إني أنا
الذي أوقعتك في هذا ولن ينجيك منه غيري فاسجد لي سجدة واحدة وأنجيك مما أوقعتك فيه
قال : فسجد له ، فلما أتوا به ملكهم تبرأ منه وأخذ فقتل ، وكذا روي عن ابن عباس
وطاوس ومقاتل بن حيان نحو ذلك ، واشتهر عند كثير من الناس أن هذا العابد هو برصيصا
فالله أعلم )( تفسير القرآن العظيم–4/341)"
و أقول:
مرة أخري نخلط بين
"الجن" و "الشياطين", ان ما ذكر ينطبق تماما على الشيطان و نحن لا نتحدث عن
"الاستعانة بالشياطين" و لكن "الاستعانة بالجن", ارجو الا نعمم الحكام و أرجو من
قائل هذا الكلام ان يستغفر الله على هذا الاتهام الخطير للجن لان بهم مسلمون
سيسئلون الله يوم القيامة عما قال عنهم, و أذكر مرة اخري ان الجن منهم من قال "انا
سمعنا قرآنا عجبا يهدي الى الرشد فأمنا به و لن نشرك بربنا أحدا", فهل من المعقول
ان نساوي هئولاء بالشياطين؟
انا شخصيا أعلم بعض الحالات الى يستعان فيها
بالشيطان و قد ضل اصحابها ضلالا بعيدا والعياذ بالله, و لكني اتكلم عن "العلاقة
المحمودة بين مسلمي الانس و مسلمي الجن", و التى لها أمثلة كثيرة ناصعة مشرقة عظيمة
واضحة.
النقطة العاشرة:-
"10)- تؤدي الاستعانة إلى حصول خلل في
العقيدة ، فترى المستعين يلجأ إليهم ويتعلق بهم تعلقا يبعده عن الخالق سبحانه
وتعالى "
و أقول:
لو أدت الاستعانة الى حدوث خلل في العقيدة فهو حرام, و
لكن لماذا نجزم ان الاستعانة تؤدي الى هذا الخلل؟ لماذا نستبق الأحكام؟ انا ما ذكر
ينطبق على كافة مناحي الحياة, لو أدت استعانتي بكاتب الموضوع الى التعلق به من دون
الله لكان شركا و حراما, لماذا نعمم الحكم؟ كان الأولى ان نقول "لو ادت الاستعانة
بالجن الى خلل في العقيدة فهو حرام و لو لم تؤدي الى هذا فلا يوجد ما يحرم هذا
الأمر.
النقطة الحادية عشر:-
"11)- قد يستخدمون لغير الأعمال الصالحة
، والمسلمون من الجن غالبا ليسوا على قدر كبير من العلم الشرعي ، والمعرفة بأحكام
الحلال والحرام ، ونتيجة للألفة والمودة من جراء تلك العلاقة المطردة ، فقد يكلفون
القيام ببعض الأعمال التي تتعارض مع أحكام الشريعة والدين في لحظات ضعف تمر
بالإنسان ، والنفس أمارة بالسوء ، فيلجأ المستعين للانتقام لنفسه أو لغيره ويعينونه
على ذلك "
وأقول:
أولا:-كلمة "قد" لا تبرر تحريم الاستعانة, لان الكاتب
نفسه ليس على يقين من ألأمر.
ثانيا:-لما يجزم الكاتب بأن مسلمي الجن ليسوا على
قدر من العلم الشرعي؟ و ما الدليل؟
ثالثا: قاعدة "النفس أمارة بالسوء" قاعدة
عامة لكل المخلوقات العاقلة و هي تنطبق على الانس ايضا, فلماذا نخص بها الجن او
المستعين بهم؟
ولماذا لا نفترض ان المستعين قد اتاه الله علما و ايمانا و توكلا
عليه سبحانه, هذا هذا مستحيل؟
النقطة الثانية عشر:-
"12)- تكون
الاستعانة حجة لكثير من السحرة على ادعاء معالجتهم بالرقية الشرعية وقراءة القرآن ،
لعلمهم أن الناس أدركت خطورتهم وكفرهم ، فيدعون الرقية والاستعانة بالصالحين من
الجن ، فيطرق الناس أبوابهم ، ويطلبون العلاج على أيديهم ، وكثير من أولئك ينساقون
وراءهم إما لضعف اعتقادهم ، أو خوفا منهم ومن إيذائهم وبطشهم ، والقصص والشواهد على
ذلك كثيرة جدا ، والواقع الذي يعيشه الناس يؤكد ذلك أيضا
"
أقول:-
أولا:- لماذا نتكلم عن السحرة؟ نحن لا نبحث حل او حرمة السحر,
اننا نتكلم عن "الاستعانة بالجن المسلم" و من استعان به فهو ليس
بساحر.
ثانيا:-إذا استغل بعض الجاهلون او الفاسقون موضوع الاستعانة لخداع الناس,
فالأولى ان نحاربهم و نكشف زيفهم لا ان نحرم الاستعانة بالصالحين من الجن, و إذا
أخطا البعض فالعيب فيه و ليس في مبدأ الاستعانة.
ثالثا:إذا انساق الناس وراء
هؤلاء المشعوذون فالصحيح ان نبصر الناس و نعلمهم كيف يفرقون بين المشعوذ و "مستخدم
الجن المسلم", لا ان نغلق الباب كليا اما هذا الأمر.
النقطة الثالثة عشر:-
"13)- ابتعد كثير من الناس
اليوم عن منهج الكتاب والسنة ، ولجوا في الفسق والمعصية والفجور ، وأصبح جل همهم
الدنيا وزينتها ، فقل طلب العلم الشرعي ، وأصبح كثير منهم لا يفرق بين الحلال
والحرام ، وجمعوا المال بحله وحرامه ، دون خوف أو وجل من الله تعالى ، وكذلك الحال
بالنسبة للجن ، وكل ذلك يجعلهم يخطئون ولا يتوانون عن فعل أمور كثيرة مخالفة للكتاب
والسنة ، إما لجهلهم بالأحكام الشرعية ، أو لعدم اكتراثهم لما يقومون به ويفعلونه ،
وينقلب الأمر وتصبح الاستعانة وسيلة إلى الضلال أو الشرك أو الكفر بحسب حالها 00
والعياذ بالله "
وأقول:-
يستوي في هذا الانس و الجن, و على اي زائر لهذا
الموقع ان يضعها في الاعتبار قبل طلب مشورتكم مثلا, من باب الاطمئنان.
المعاصي و
قلة طلب العلم سمة عامة في عصرنا هذا, و ليس من العدل ان نتهم اخواننا من الجن بما
ظهر فينا اولا, و ليس من العدل ان نحرم التعامل معهم لهذا السبب و الا لحرمنا ايضا
التعامل مع الانس و هذا ما لا يقبله عاقل.
النقطة الرابعة عشر:-
14)-
يتمادى الأمر بالمستعين إلى طلب أثر وغيره ، وينزلق في هوة عميقة تؤدي إلى خلل في
العقيدة ، وانحراف في المنهج والسلوك ، مما يترتب عن ذلك غضب الله وعقوبته
وطلب الأثر وغيره يكون وفق تعليمات من قبل الجن للمستعين ، وما يثير الدهشة
والتساؤل حصول هذه الطلبات وبهذه الكيفية من قبل الجن ، مع إمكانية فعلهم ذلك دون
المساعدة أو الحاجة إلى طلب تلك الآثار وغيرها ، وعالم الجن عالم غيبي لا يرى من
قبل الإنس ، ولديهم الإمكانات والقدرات التي تفوق كثيرا قدرات وإمكانات الإنس ، مما
يوفر لهم إمكانية الاستقصاء والبحث دون الحاجة لتلك الأساليب والوسائل ، ونقف
من خلال هذه النظرة على حقيقة ثابتة من جراء استخدام تلك الوسائل بهذه الكيفيات
المزعومة ، أن الغاية والهدف من حصولها هو إيهام الناس وجعلهم يتمسكون بالأمور
المادية المحسوسة الملموسة دون اللجوء لخالقها سبحانه وتعالى
"
وأقول:-
أولا: لم يرد بالشرع ما يحرم طلب الاثر
ثانيا: الاثر
بالنسبة للجن احد الطرق التى تمكنهم من الوصول للشخص المراد بسرعة, صحيح لديهم من
الوسائل و الامكانيات من يتيح لهم الوصول اليه دون الحاجة الى الاثر لكنه سيكون بعد
عناء, لهذا يفضلون الاثر لسرعة انجاز الأمر.
ثالثا:من خلال الأثر يستطيع الجن
معرفة العديد من الأمور الخاصة بطبيعة الانسان صاحب الأثر.
إذن النتيجة :-
الاثر يمكن استخدامة استخداما محمودا او مذموما طبقا لنوع العلاقة او لغرض الحصول
عليه, و بالتالى فتحليل أو تحريم الاثر يتبع الهدف من هذا الأثر شرعي؟ ام
لا؟
النقطة الخامسة عشر:-
"15)- إن قول بعض علماء الأمة كشيخ الإسلام
( ابن تيمية ) - رحمه الله - بجواز الاستعانة ضمن كلام موزون يوجب وقفة وتذكرا
بالعصر الذي عاشوا فيه حيث كان الإسلام قويا ، ويحكم فيه بشرع الله ومنهجه ، وكان
الوعي والإدراك الديني آنذاك - عند العلماء والعامة - أعظم بكثير مما نعيشه اليوم ،
والاعتقاد الجازم أن الاستعانة لا يمكن أن تفهم بمفهومها الدقيق في هذا العصر كما
فهمت أيام شيخ الإسلام ابن تيمية ، ولا بد من وقفة تأمل مع كلامه - رحمه الله -
فأقول :"
وأقول:-
اولا:-اتوقف عند كلمة "الاستعانة لا يمكن ان تفهم
بمفهومها الدقيق كما فهمت ايام شيخ الاسلام"
اتمني ان يتم توضيح هذا المفهوم
الدقيق لعل الله ان ينفعنا به.
ثانيا:لماذا نحارب الاستعانة كليا بجميع
مفاهيمها؟ لماذا لا نحارب المفهوم الخاطئ و نوضح المفهوم الصحيح؟ لماذا نعمم
الأحكام؟
ثالثا:ان الشيخ ان تيمية ربط موضوع الاستعانة بتوافر العلم الشرعي, و
هذا هو أهم شروط الاستعانة.
و في نفس النقطة ايضا:-
"أ)- إن الكلام في
المسألة عام ولم يتطرق - رحمه الله - إلى قضايا الاستعانة في التطبب والرقية
والعلاج "
أقول:-
انه رحمه الله لم يتطرق الى الاستعانة في التطبب و
الرقية و العلاج الأن الأولى هو بحث "الاستعانة من عدمه" فإذا صحت الاستعانة, صح ما
يليها من الرقية و العلاج.
اذن الشيخ بحث موضوع الاستعانة و اقره, و لم يعر
الباقي اهتماما لانه صحيح لا يحتاج الى بحث جديد.
النقطة السادسة
عشر:-
"16)- قد يتذرع البعض بجواز الاستعانة ، وذلك بالعودة لبعض الآثار الواردة
في ذلك ، وكافة تلك الآثار الواردة جاءت بصيغة ( روي ) وهذا ما يعتبره أهل العلم
صيغة ( تمريض ) أي عدم ثبوت تلك الآثار بسندها عن الرواة "
أقول:-
ايضا
لم ترد اثار صحيحة عن الرسول او حديث حسن في تحريم الاستعانة, لا يجد نص شرعي قاطع,
و بالتالى الموضوع يخضع للاجتهاد و الذي يتغير من زمان الى اخر و من مكان الى اخر
بل قد يتغير من شخص الى اخر.
النقطة السابعة عشر:-
"17)- ولو لم يذكر
أي من النقاط السابقة ، فالقاعدة الفقهية ( باب سد الذرائع ) تغنينا عن ذلك كله ،
والذرائع التي ذكرت سابقا هي التي تسدها الشريعة ، ( ودرء المفسدة مقدم على جلب
المصلحة ) والناس اليوم يدركون ويعلمون كم من المفاسد العظيمة ترتبت على هذا الأمر
! وبنحو أصبح الولوج فيه أقرب الى طرق السحر والشعوذة والكهانة والعرافة فنسأل الله
العفو والعافية "
و أقول:
انا اتحدث عن النموذج الحسن في العلاقة بين
الطرفين والذي لا يمكن بأي حال من الأحوال ان ينكره عاقل.
و اخيرا اخواني
الكرام
أقول ان العلاقة بين الطرفين و للأسف لم تلاقي حظها من البحث العلمي
الجاد نتيجة لعدة أسباب:-
أولا:- رفض الكثير من المسلمين خاصتهم و عامتهم لهذا
العلاقة ظنا انها شرك فيخلطون بين "الجن" و بين "الشياطين", و لا يعطون الفرصة لبحث
العلاقة المحمودة بين الطرفين, بل يغلقون الباب كليا امام هذا الأمر و هو
خطأ.
ثانيا:- منطق الدولة العلماني الذي يحكم معظم دول الاسلام و لا حول ولا
قوة الا بالله, فالعديد من المسلمين للأسف لا يعترفون بوجود الجن.
ارجو
ان اكون قد اوضحت الرد القاطع على من حرم استخدام الجن الصالح
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه
بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
حياكم الله واسعد اوقاتكم بكل خير
تنبيه هام انا لا استخدم الجن لا صالحهم ولا طالحهم حتى لا يقول قائل اني ادافع من اجل هذه المصلحة التي تخصني او لاني من
مستخدمي الجن ولا اكشف بالاسم ولا باسم الام ولا اعمل بحمد الله لا سحر محبة ولا سحر كره.... اعاذنا الله من السحر والسحرة
بحمد الله اعالج بالرقية الشرعية والطب النبوي وللعلم فالعلاج ليس وقفي انما اجتهادي مبني على التجربة والممارسة والبحث ومسايرة التقدم العلمي والتكنولوجي ... وهذا موضوع اخر نفصله في ما بعد ان شاء الله تعالى
اما الان فلنبقى مع مسالة استخدام الجن وانها جائزة حلال ولكن لمن له القدرة والعلم والايمان والمؤهلات الكافية لفعل ذلك ممن انعم الله عليهم بالعلم والمعرفة والهداية ويسعون بالخير لاجل الصالح العام وهذا ناذر وقليل ممن يعالجون ويرقون من الشيوخ الربانيين
اما من يدعي ذلك ويتخذه مطية للنصب والاحتيال واستغلال المرضى فحسابه عند ربه وعلينا نصحه والا فضحه والتحذير منه
والان مع التحليل .... الفقيه الداودي
وللاشارة لا بد من رجوع الى اقوال شيخ الاسلام واقوال العالم المعروف ابن عثيمين التي نقلتها في هذا المنتدى حتى يتبين لمن له الشك في استخدام الجن اليقين التام واننا لا نحلل ونحرم من عند انفسنا بل نبحث ونقلب المواضيع على عدة اوجه وناتي بالبراهين والادلة ولا بد من التفريق بين كلمة الاستعانة التي لا تجوز الا بالله سبحانه وبين الاستخدام
اترككم مع الموضوع
أعلم انني
بطرحي لهذا الموضوع اخوض منطقة شائكة شديدة الحساسية لدي الكثير من أ
عامة المسلمين, فقد توطدت عقيدة الناس في الغالب على عدم التفرقة بين "الجن" و بين
"الشياطين", و انحاز اغلبهم للدعاية الخاطئة عن حرمة العلاقة بين العالمين حتي في
صورتها المحمودة, و اني هنا بعلمي المتواضع أحاول تفنيد ما جاء في موضوع "حكم
استخدام بالحن و هل يكفر المستعين به ام يأثم" وواضح من خلال عنوان الموضوع الحكم
المسبق في الموضوع, فقد حصره صاحب الموضوع في نتيجتين الأولى هي الكفر و الثانية هي
الاثم, و لم يعط الفرصة لجواب ثالث, انه "ممكن بشروط"!!!
مستعينا بالله ابدأ
كلامي.
ان اول ما اود طرحه هو ان الكتاب و السنة هما مصدر التشرع الأساسي و
الوحيد في كل مناحي الحياة, و في كل امور المسلم من كبيرها لصغيرها, و لكن . . . .
. . . الكتاب و السنة ليسا مصدر لكل العلوم, وهناك العديد من الأمور العلمية التى
لم ترد بالشرع الا اجمالا و ليس تفصيلا, و ما لم يرد به نص قاطع فهو خاضع للاجتهاد
و التجربة العملية و قد يتغير حكمه من زمان الى اخر و من مكان الى اخر, و هذا ما
اود التنويه اليه اولا.
أمر اخر اود طرحه, ان الجن بأشكالهم و اطيافهم
المختلفة و قبائلهم لم ترد بالكتاب و السنة تفاصيل كثيرة عن حياتهم المعيشية و
القوانين التى تحكم عالمهم, و ليس هذا سببا للإعراض كليا عن هذا العلوم, انهم
مخلوقات خلقها الله و هم كأي مادة بالكون يمكن ان تخضع للبحث العلمي التجريبي, قد
لا تراهم اعيننا كما لا تري الكثر من مواد و خواص الكون الفسيح, نحن لانري الكهرباء
و الفايروس و موجات الارسال التلفزيوني, و لكن هناك من الاجهزة و المعدات ما يمكننا
من رصد هذه الظواهر و دراستها, لانها أولا واخير من مخلوقات الله الذي امرنا بأن
نتدبر الكون, و نتدبر بديع صنعه سبحانه, ولكن ما يصعب الأمر بالنسبة للجن انهم
"مادة عاقلة" قد يتيغير سلوكها كثيرا بين الفينة والآخري طبقا لما يخبرها بها عقلها
و ارداتها, سأترك هذا النقطة مع وعد العودة اليها بعد ان افند النقاط التي اعتمد
عليها موضوع "حكم الاستعانة بالجن . . . . . ", لنتكلم عنها بتفصيل
أكثر.
النقطة الأولى:
"1)- لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا
عن خلفائه الراشدين وأصحابه والتابعين وسلف الأمة - رضوان الله عليهم أجمعين -
فعلهم ذلك ، أو استعانتهم بالجن ، واللجوء إليهم ، والتعلق بهم"
اقول: ليس
كل ما لم يثبت عن الرسول حرام, كما ان الرسول صلي الله عليه و سلم لم "يثبت" عنه
النهي في هذا الأمر.
النقطة الثانية
2)- السمة العامة لأقوال الجن
والشياطين الكذب والافتراء ، وقد ثبت من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - ، والشاهد
من الحديث ( صدقك وهو كذوب ) ( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه – برقم 2311
)
اقول:
اولا
اعترض اولا على كلمة "الجن و الشياطين", لان
الشياطين طائفة من طوائف الجن, تتميز بالكفر الشديد, و معصية الله, في حين ان الجن
بهم طوائف اخري تؤمن بالله.
ثانيا
حديث ابي هريرة رضي الله عنه يتكلم عن واحد
من الشياطين و لهذا قال النبي "صدقك و هو كذوب", إذن دعونا لا نعمم الأحكام, و لا
نتهم الجن افتراء انهم جميعا كاذبون, لان الله سبحانة سيحاسبنا على هذا الاتهام
لأخواننا في الله.
النقطة الثالثة:-
"3)- جهل عامة الناس في العصر الحاضر
، والبعد عن منهج الكتاب والسنة ، وقلة طلب العلم الشرعي ، كل ذلك جعل الكثيرين
منهم لا يفرقون بين السحرة وغيرهم ممن يدعون الاستعانة بالجن الصالح - بزعمهم -
وبذلك تختلط الأمور وتختل العقائد التي تعتبر أغلى ما يملكه المسلم ، ولأن في صحة
العقيدة وسلامتها ضمان للفوز والنجاة في الدارين
أقول:جهل العامة بأحكام
الشريعة و عدم التفرقة بين الدجال و المعالج ليس سببا وجهيا لتحريم الاستعانة
بالجن, و لكن الصواب هو ان نعلم الناس ما يجهلون, و الجاهل بعقيدته سيرتكب الكثير
من المخالفات سواء في هذا الموضوع او غيره.
النقطة الرابعة:-
"
4)-
يترتب على الاستعانة فتنة للعامة ، نتيجة التعلق والارتباط الوثيق بالأشخاص من
الإنس والجن ، دون الارتباط والاعتماد والتوكل على الخالق سبحانه وتعالى
أقول:-
اقول لو استعنت بأحد مشرفي المنتدي للعلاج و توكلت عليه فهو
حرام, إذن الحرمة ليست في الاستعانة, الحرمة في نية الشخص المستعين.
و أقول انه
لو توفر التوكل على الله لزال هذا السبب, و اقول ان الانسان الذي لا يتوكل على الله
و يعتمد بقلبه على الاسباب سيقوم بهذا العمل في كل امور حياته و ليس في الاستعانة
بالجن.
النقطة الخامسة
"5)- الجن مكلفون وغير معصومين من الأهواء
والزلل ، وقد يخطئون ، وينقاد المستعين بهم وراء ذلك الخطأ ، وقد يقع في الكفر أو
الشرك أو محظور شرعي بحسب حال مخالفته الشرعية
وأقول:
يستوي في ذلك
الجن و الأنس معا, فنحن جميعا غير معصومين, و لو كان عدم العصمة سببا لتحريم
التعامل او الاستعانة لحرمنا الاستعانة بالبشر أيضا في أي أمور
الحياة.
النقطة السادسة:-
")- إن اللجوء إلى الجن والاستعانة بهم تجعل
المستعين ضعيفا في نظرهم وفي نظر غيرهم من الجن والإنس ، وأما الاستعانة بالله
سبحانه وتعالى فتجعل الإنسان قويا واثقا لاستعانته بخالق الكون ، المتصرف الذي له
ملك السماوات والأرض وهو على كل شيء قدير "
أقول:-
اولا:-وما يدرينا ان
الاستعانة بهم تجعل المستعين ضعيف في نظرهم و في نظر غيرهم؟ انهم اسباب خلقها الله
كما خلق غيرها.
ثانيا:و هل الاستعانة بمخلوقات الله تنافي الاستعانة بالله؟ لا
حول ولا قوة الا بالله,و إن لله وان اليه راجعون
النقطة السابعة:-
"7)- الاستعانة غالبا ما تكون
نتيجة تلبس الجني لبدن المعالج أو أحد أفراد أسرته ، وهـذا مشاهد محسوس ملموس ،
تقره الخبرة والتجربة العملية ، وفي ذلك مخالفة شرعية صريحة لنص الآية الكريمة : (
الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَالا يَقُومُونَ إلا كَمَا يَقُومُ الَّذِى
يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ) ( البقرة – 275 ) ، ووجود الجني
داخل جسد الإنسان بهذه الكيفية وعلى هذا النحو غير جائز وغير مسوغ من الناحية
الشرعية ، وليس من عقيدة المسلم أن الغاية تبرر الوسيلة ، إنما الوسيلة كما بينها
الشرع الحنيف هي اتخاذ الأسباب الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة والأثر ، وكذلك
الأسباب الحسية المباحة لعلاج تلك الأمراض الروحية :
وأقول:-
قد يصح هذا
في بعض الحالات و هي بالقطع خاطئة, لان تلبس الجن بالجسد أمر غير شرعي بالمرة, و
لكن عندما تنشأ الاستعانة عن صداقة بين الطرفين, و تعاون علي البر و التقوي فأعتقد
انها ليست بحرام.
النقطة الثامنة:-
"- إن الحكم على الأشخاص بالصلاح
والاستقامة أساسه ومنبعه الالتزام بمنهج الكتاب والسنة ، والشهادة للإنسان بالصلاح
والاستقامة تكون بناء على المعرفة المسبقة به من حيث التزامه وخلقه ومنهجه وورعه
وتقاه وسمته الحسن ، ومع ادراك كافة تلك المظاهر الا أن التزكية الشرعية تبقى أمرا
صعبا بسبب تعلق كل ذلك بمعرفة الله سبحانه وتعالى لعبده واضطلاعه على ما يحمله في
قلبه وسريرته ، وقد ثبت ذلك من حديث أسامة - رضي الله عنه - قال : قال له رسول الله
صلى الله عليه وسلم : ( ألا شققت عن قلبه حتى تعلم من أجل ذلك قالها أم لا ؟ من لك
بلا إله إلا الله يوم القيامة ) ( متفق عليه )
قال النووي : ( وقوله صلى الله
عليه وسلم " أفلا شققت عن قلبه " فيه دليل للقاعدة المعروفة في الفقه والأصول أن
الأحكام يعمل فيها بالظواهر ، والله يتولى السرائر ) ( صحيح مسلم بشرح النووي )
و أقول: لست ادري الغرض من هذا النقطة في هذا الأمر بالذات, ان الحكم على
المسلم "انس أو جن" يخضع لنفس القاعدة, الظواهر, و الله أعلم ببواطن
الأمور.
النقطة التاسعة:-
" 9)- استدراج الشيطان للمستعين بكافة الطرق
والوسائل والسبل للايقاع به في الكفر أو الشرك أو المحرم ، وقد سمعنا من القصص
قديما وحديثا ما يؤيد ذلك ويؤكده ، فكم من رجال عرفوا بالاستقامة والصلاح ، وتم
استدراجهم ، وماتوا على الكفر أو المعصية والعياذ بالله !
قال ابن كثير : ( قال
عبدالله بن مسعود في هذه الآية : ( كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ للإِنسَانِ
اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّى بَرِىءٌ مِنْكَ إِنِّى أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ
الْعَالَمِينَ ) ( الحشر – الآية 16 ) : كانت امرأة ترعى الغنم وكان لها أربعـة
إخوة ، وكانت تأوي بالليل إلى صومعة راهب قال : فنزل الراهب ففجر بها فحملت
فأتاه الشيطان فقال له : اقتلها ثم ادفنها فإنك رجل مصدق يسمع قولك فقتلها ثم
دفنها ، قال : فأتى الشيطان إخوتها في المنام فقال : لهم إن الراهب صاحب الصومعة
فجر بأختكم فلما أحبلها قتلها ثم دفنها في مكان كذا وكذا ، فلما أصبحوا قال رجل
منهم : والله لقد رأيت البارحة رؤيا ما أدري أقصها عليكم أم أترك ؟ قالوا لا بل
قصها علينا فقصها فقال الآخر : وأنا والله لقد رأيت ذلك ، فقال الآخر : وأنا
والله لقد رأيت ذلك قالوا : فوالله ما هذا إلا لشيء ، قال : فانطلقوا فاستعدوا
ملكهم على ذلك الراهب ، فأتوه فأنزلوه ثم انطلقوا به فلقيه الشيطان فقال : إني أنا
الذي أوقعتك في هذا ولن ينجيك منه غيري فاسجد لي سجدة واحدة وأنجيك مما أوقعتك فيه
قال : فسجد له ، فلما أتوا به ملكهم تبرأ منه وأخذ فقتل ، وكذا روي عن ابن عباس
وطاوس ومقاتل بن حيان نحو ذلك ، واشتهر عند كثير من الناس أن هذا العابد هو برصيصا
فالله أعلم )( تفسير القرآن العظيم–4/341)"
و أقول:
مرة أخري نخلط بين
"الجن" و "الشياطين", ان ما ذكر ينطبق تماما على الشيطان و نحن لا نتحدث عن
"الاستعانة بالشياطين" و لكن "الاستعانة بالجن", ارجو الا نعمم الحكام و أرجو من
قائل هذا الكلام ان يستغفر الله على هذا الاتهام الخطير للجن لان بهم مسلمون
سيسئلون الله يوم القيامة عما قال عنهم, و أذكر مرة اخري ان الجن منهم من قال "انا
سمعنا قرآنا عجبا يهدي الى الرشد فأمنا به و لن نشرك بربنا أحدا", فهل من المعقول
ان نساوي هئولاء بالشياطين؟
انا شخصيا أعلم بعض الحالات الى يستعان فيها
بالشيطان و قد ضل اصحابها ضلالا بعيدا والعياذ بالله, و لكني اتكلم عن "العلاقة
المحمودة بين مسلمي الانس و مسلمي الجن", و التى لها أمثلة كثيرة ناصعة مشرقة عظيمة
واضحة.
النقطة العاشرة:-
"10)- تؤدي الاستعانة إلى حصول خلل في
العقيدة ، فترى المستعين يلجأ إليهم ويتعلق بهم تعلقا يبعده عن الخالق سبحانه
وتعالى "
و أقول:
لو أدت الاستعانة الى حدوث خلل في العقيدة فهو حرام, و
لكن لماذا نجزم ان الاستعانة تؤدي الى هذا الخلل؟ لماذا نستبق الأحكام؟ انا ما ذكر
ينطبق على كافة مناحي الحياة, لو أدت استعانتي بكاتب الموضوع الى التعلق به من دون
الله لكان شركا و حراما, لماذا نعمم الحكم؟ كان الأولى ان نقول "لو ادت الاستعانة
بالجن الى خلل في العقيدة فهو حرام و لو لم تؤدي الى هذا فلا يوجد ما يحرم هذا
الأمر.
النقطة الحادية عشر:-
"11)- قد يستخدمون لغير الأعمال الصالحة
، والمسلمون من الجن غالبا ليسوا على قدر كبير من العلم الشرعي ، والمعرفة بأحكام
الحلال والحرام ، ونتيجة للألفة والمودة من جراء تلك العلاقة المطردة ، فقد يكلفون
القيام ببعض الأعمال التي تتعارض مع أحكام الشريعة والدين في لحظات ضعف تمر
بالإنسان ، والنفس أمارة بالسوء ، فيلجأ المستعين للانتقام لنفسه أو لغيره ويعينونه
على ذلك "
وأقول:
أولا:-كلمة "قد" لا تبرر تحريم الاستعانة, لان الكاتب
نفسه ليس على يقين من ألأمر.
ثانيا:-لما يجزم الكاتب بأن مسلمي الجن ليسوا على
قدر من العلم الشرعي؟ و ما الدليل؟
ثالثا: قاعدة "النفس أمارة بالسوء" قاعدة
عامة لكل المخلوقات العاقلة و هي تنطبق على الانس ايضا, فلماذا نخص بها الجن او
المستعين بهم؟
ولماذا لا نفترض ان المستعين قد اتاه الله علما و ايمانا و توكلا
عليه سبحانه, هذا هذا مستحيل؟
النقطة الثانية عشر:-
"12)- تكون
الاستعانة حجة لكثير من السحرة على ادعاء معالجتهم بالرقية الشرعية وقراءة القرآن ،
لعلمهم أن الناس أدركت خطورتهم وكفرهم ، فيدعون الرقية والاستعانة بالصالحين من
الجن ، فيطرق الناس أبوابهم ، ويطلبون العلاج على أيديهم ، وكثير من أولئك ينساقون
وراءهم إما لضعف اعتقادهم ، أو خوفا منهم ومن إيذائهم وبطشهم ، والقصص والشواهد على
ذلك كثيرة جدا ، والواقع الذي يعيشه الناس يؤكد ذلك أيضا
"
أقول:-
أولا:- لماذا نتكلم عن السحرة؟ نحن لا نبحث حل او حرمة السحر,
اننا نتكلم عن "الاستعانة بالجن المسلم" و من استعان به فهو ليس
بساحر.
ثانيا:-إذا استغل بعض الجاهلون او الفاسقون موضوع الاستعانة لخداع الناس,
فالأولى ان نحاربهم و نكشف زيفهم لا ان نحرم الاستعانة بالصالحين من الجن, و إذا
أخطا البعض فالعيب فيه و ليس في مبدأ الاستعانة.
ثالثا:إذا انساق الناس وراء
هؤلاء المشعوذون فالصحيح ان نبصر الناس و نعلمهم كيف يفرقون بين المشعوذ و "مستخدم
الجن المسلم", لا ان نغلق الباب كليا اما هذا الأمر.
النقطة الثالثة عشر:-
"13)- ابتعد كثير من الناس
اليوم عن منهج الكتاب والسنة ، ولجوا في الفسق والمعصية والفجور ، وأصبح جل همهم
الدنيا وزينتها ، فقل طلب العلم الشرعي ، وأصبح كثير منهم لا يفرق بين الحلال
والحرام ، وجمعوا المال بحله وحرامه ، دون خوف أو وجل من الله تعالى ، وكذلك الحال
بالنسبة للجن ، وكل ذلك يجعلهم يخطئون ولا يتوانون عن فعل أمور كثيرة مخالفة للكتاب
والسنة ، إما لجهلهم بالأحكام الشرعية ، أو لعدم اكتراثهم لما يقومون به ويفعلونه ،
وينقلب الأمر وتصبح الاستعانة وسيلة إلى الضلال أو الشرك أو الكفر بحسب حالها 00
والعياذ بالله "
وأقول:-
يستوي في هذا الانس و الجن, و على اي زائر لهذا
الموقع ان يضعها في الاعتبار قبل طلب مشورتكم مثلا, من باب الاطمئنان.
المعاصي و
قلة طلب العلم سمة عامة في عصرنا هذا, و ليس من العدل ان نتهم اخواننا من الجن بما
ظهر فينا اولا, و ليس من العدل ان نحرم التعامل معهم لهذا السبب و الا لحرمنا ايضا
التعامل مع الانس و هذا ما لا يقبله عاقل.
النقطة الرابعة عشر:-
14)-
يتمادى الأمر بالمستعين إلى طلب أثر وغيره ، وينزلق في هوة عميقة تؤدي إلى خلل في
العقيدة ، وانحراف في المنهج والسلوك ، مما يترتب عن ذلك غضب الله وعقوبته
وطلب الأثر وغيره يكون وفق تعليمات من قبل الجن للمستعين ، وما يثير الدهشة
والتساؤل حصول هذه الطلبات وبهذه الكيفية من قبل الجن ، مع إمكانية فعلهم ذلك دون
المساعدة أو الحاجة إلى طلب تلك الآثار وغيرها ، وعالم الجن عالم غيبي لا يرى من
قبل الإنس ، ولديهم الإمكانات والقدرات التي تفوق كثيرا قدرات وإمكانات الإنس ، مما
يوفر لهم إمكانية الاستقصاء والبحث دون الحاجة لتلك الأساليب والوسائل ، ونقف
من خلال هذه النظرة على حقيقة ثابتة من جراء استخدام تلك الوسائل بهذه الكيفيات
المزعومة ، أن الغاية والهدف من حصولها هو إيهام الناس وجعلهم يتمسكون بالأمور
المادية المحسوسة الملموسة دون اللجوء لخالقها سبحانه وتعالى
"
وأقول:-
أولا: لم يرد بالشرع ما يحرم طلب الاثر
ثانيا: الاثر
بالنسبة للجن احد الطرق التى تمكنهم من الوصول للشخص المراد بسرعة, صحيح لديهم من
الوسائل و الامكانيات من يتيح لهم الوصول اليه دون الحاجة الى الاثر لكنه سيكون بعد
عناء, لهذا يفضلون الاثر لسرعة انجاز الأمر.
ثالثا:من خلال الأثر يستطيع الجن
معرفة العديد من الأمور الخاصة بطبيعة الانسان صاحب الأثر.
إذن النتيجة :-
الاثر يمكن استخدامة استخداما محمودا او مذموما طبقا لنوع العلاقة او لغرض الحصول
عليه, و بالتالى فتحليل أو تحريم الاثر يتبع الهدف من هذا الأثر شرعي؟ ام
لا؟
النقطة الخامسة عشر:-
"15)- إن قول بعض علماء الأمة كشيخ الإسلام
( ابن تيمية ) - رحمه الله - بجواز الاستعانة ضمن كلام موزون يوجب وقفة وتذكرا
بالعصر الذي عاشوا فيه حيث كان الإسلام قويا ، ويحكم فيه بشرع الله ومنهجه ، وكان
الوعي والإدراك الديني آنذاك - عند العلماء والعامة - أعظم بكثير مما نعيشه اليوم ،
والاعتقاد الجازم أن الاستعانة لا يمكن أن تفهم بمفهومها الدقيق في هذا العصر كما
فهمت أيام شيخ الإسلام ابن تيمية ، ولا بد من وقفة تأمل مع كلامه - رحمه الله -
فأقول :"
وأقول:-
اولا:-اتوقف عند كلمة "الاستعانة لا يمكن ان تفهم
بمفهومها الدقيق كما فهمت ايام شيخ الاسلام"
اتمني ان يتم توضيح هذا المفهوم
الدقيق لعل الله ان ينفعنا به.
ثانيا:لماذا نحارب الاستعانة كليا بجميع
مفاهيمها؟ لماذا لا نحارب المفهوم الخاطئ و نوضح المفهوم الصحيح؟ لماذا نعمم
الأحكام؟
ثالثا:ان الشيخ ان تيمية ربط موضوع الاستعانة بتوافر العلم الشرعي, و
هذا هو أهم شروط الاستعانة.
و في نفس النقطة ايضا:-
"أ)- إن الكلام في
المسألة عام ولم يتطرق - رحمه الله - إلى قضايا الاستعانة في التطبب والرقية
والعلاج "
أقول:-
انه رحمه الله لم يتطرق الى الاستعانة في التطبب و
الرقية و العلاج الأن الأولى هو بحث "الاستعانة من عدمه" فإذا صحت الاستعانة, صح ما
يليها من الرقية و العلاج.
اذن الشيخ بحث موضوع الاستعانة و اقره, و لم يعر
الباقي اهتماما لانه صحيح لا يحتاج الى بحث جديد.
النقطة السادسة
عشر:-
"16)- قد يتذرع البعض بجواز الاستعانة ، وذلك بالعودة لبعض الآثار الواردة
في ذلك ، وكافة تلك الآثار الواردة جاءت بصيغة ( روي ) وهذا ما يعتبره أهل العلم
صيغة ( تمريض ) أي عدم ثبوت تلك الآثار بسندها عن الرواة "
أقول:-
ايضا
لم ترد اثار صحيحة عن الرسول او حديث حسن في تحريم الاستعانة, لا يجد نص شرعي قاطع,
و بالتالى الموضوع يخضع للاجتهاد و الذي يتغير من زمان الى اخر و من مكان الى اخر
بل قد يتغير من شخص الى اخر.
النقطة السابعة عشر:-
"17)- ولو لم يذكر
أي من النقاط السابقة ، فالقاعدة الفقهية ( باب سد الذرائع ) تغنينا عن ذلك كله ،
والذرائع التي ذكرت سابقا هي التي تسدها الشريعة ، ( ودرء المفسدة مقدم على جلب
المصلحة ) والناس اليوم يدركون ويعلمون كم من المفاسد العظيمة ترتبت على هذا الأمر
! وبنحو أصبح الولوج فيه أقرب الى طرق السحر والشعوذة والكهانة والعرافة فنسأل الله
العفو والعافية "
و أقول:
انا اتحدث عن النموذج الحسن في العلاقة بين
الطرفين والذي لا يمكن بأي حال من الأحوال ان ينكره عاقل.
و اخيرا اخواني
الكرام
أقول ان العلاقة بين الطرفين و للأسف لم تلاقي حظها من البحث العلمي
الجاد نتيجة لعدة أسباب:-
أولا:- رفض الكثير من المسلمين خاصتهم و عامتهم لهذا
العلاقة ظنا انها شرك فيخلطون بين "الجن" و بين "الشياطين", و لا يعطون الفرصة لبحث
العلاقة المحمودة بين الطرفين, بل يغلقون الباب كليا امام هذا الأمر و هو
خطأ.
ثانيا:- منطق الدولة العلماني الذي يحكم معظم دول الاسلام و لا حول ولا
قوة الا بالله, فالعديد من المسلمين للأسف لا يعترفون بوجود الجن.
ارجو
ان اكون قد اوضحت الرد القاطع على من حرم استخدام الجن الصالح
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه