قال شيخ الاسلام ابن تيمية ( 11/307 -308)
(والمقصود هنا ان الجن مع الانس على احوال
فمن كان من الانس يأمر الجن بما أمر الله به رسوله من عبادة الله وحده
وطاعة نبيه ويأمر الانس بذلك فهذا من أفضل اولياء الله تعالى وهو فى ذلك
من خلفاء الرسول ونوابه
ومن كان يستعمل الجن فى أمور مباحة له فهو كمن استعمل الانس فى أمور مباحة
له وهذا كأن يأمرهم بما يجب عليهم وينهاهم عما حرم عليهم ويستعملهم فى
مباحات له فيكون بمنزلة الملوك الذين يفعلون مثل ذلك وهذا اذا قدر انه من
اولياء الله تعالى فغايته ان يكون فى عموم اولياء الله مثل النبى الملك مع
العبد الرسول كسليمان ويوسف مع ابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله
وسلامه عليهم أجمعين
ومن كان يستعمل الجن فيما ينهى الله عنه ورسوله إما فى الشرك واما فى قتل معصوم الدم او فى العدوان عليهم بغير القتل كتمريضه
وانسائه العلم وغير ذلك من الظلم واما فى فاحشة كجلب من يطلب منه الفاحشة
فهذا قد استعان بهم على الاثم والعدوان ثم ان استعان بهم على الكفر فهو
كافر وان استعان بهم على المعاصى فهو عاص إما فاسق وإما مذنب غير فاسق وان
لم يكن تام العلم بالشريعة فاستعان بهم فيما يظن انه من الكرامات مثل ان
يستعين بهم على الحج أو ان يطيروا به عند السماع البدعى أو ان يحملوه الى
عرفات ولا يحج الحج الشرعى الذى امره الله به ورسوله وأن يحملوه من مدينة
الى مدينة ونحو ذلك فهذا مغرور قد مكروا به
وكثير من هؤلاء قد لا يعرف ان ذلك من الجن بل قد سمع ان اولياء الله لهم
كرامات وخوارق للعادات وليس عنده من حقائق الايمان ومعرفة القرآن ما يفرق
به بين الكرامات الرحمانية وبين التلبيسات الشيطانية فيمكرون به بحسب
اعتقاده فان كان مشركا يعبد الكواكب والاوثان اوهموه انه ينتفع بتلك
العبادة ويكون قصده الاستشفاع والتوسل ممن صور ذلك الصنم على صورته من ملك
او نبى او شيخ صالح فيظن انه صالح وتكون عبادته فى الحقيقة للشيطان قال
الله تعالى ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون
قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون
(والمقصود هنا ان الجن مع الانس على احوال
فمن كان من الانس يأمر الجن بما أمر الله به رسوله من عبادة الله وحده
وطاعة نبيه ويأمر الانس بذلك فهذا من أفضل اولياء الله تعالى وهو فى ذلك
من خلفاء الرسول ونوابه
ومن كان يستعمل الجن فى أمور مباحة له فهو كمن استعمل الانس فى أمور مباحة
له وهذا كأن يأمرهم بما يجب عليهم وينهاهم عما حرم عليهم ويستعملهم فى
مباحات له فيكون بمنزلة الملوك الذين يفعلون مثل ذلك وهذا اذا قدر انه من
اولياء الله تعالى فغايته ان يكون فى عموم اولياء الله مثل النبى الملك مع
العبد الرسول كسليمان ويوسف مع ابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله
وسلامه عليهم أجمعين
ومن كان يستعمل الجن فيما ينهى الله عنه ورسوله إما فى الشرك واما فى قتل معصوم الدم او فى العدوان عليهم بغير القتل كتمريضه
وانسائه العلم وغير ذلك من الظلم واما فى فاحشة كجلب من يطلب منه الفاحشة
فهذا قد استعان بهم على الاثم والعدوان ثم ان استعان بهم على الكفر فهو
كافر وان استعان بهم على المعاصى فهو عاص إما فاسق وإما مذنب غير فاسق وان
لم يكن تام العلم بالشريعة فاستعان بهم فيما يظن انه من الكرامات مثل ان
يستعين بهم على الحج أو ان يطيروا به عند السماع البدعى أو ان يحملوه الى
عرفات ولا يحج الحج الشرعى الذى امره الله به ورسوله وأن يحملوه من مدينة
الى مدينة ونحو ذلك فهذا مغرور قد مكروا به
وكثير من هؤلاء قد لا يعرف ان ذلك من الجن بل قد سمع ان اولياء الله لهم
كرامات وخوارق للعادات وليس عنده من حقائق الايمان ومعرفة القرآن ما يفرق
به بين الكرامات الرحمانية وبين التلبيسات الشيطانية فيمكرون به بحسب
اعتقاده فان كان مشركا يعبد الكواكب والاوثان اوهموه انه ينتفع بتلك
العبادة ويكون قصده الاستشفاع والتوسل ممن صور ذلك الصنم على صورته من ملك
او نبى او شيخ صالح فيظن انه صالح وتكون عبادته فى الحقيقة للشيطان قال
الله تعالى ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون
قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون