هل الجن يُرون بالعين ؟
1- الراجح من أقوال أهل العلم هو عدم إمكانية رؤية الجن على خلقتهم التي خلقوا عليها
2- يمكن رؤيتهم إذا تمثلوا وتحولوا على صور شتى كالإنسان والحيوان ونحوه ، ومن قال بمثل ذلك فلا يقدح به أو بقوله ، وقد ثبت ذلك في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
يقول الحق جل وعلا في محكم كتابه : (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لا غَالِبَ لَكُمْ الْيَوْمَ مِنْ النَّاسِ وَإِنِّى جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتْ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّى بَرِىءٌ مِنْكُمْ إِنِّى أَرَى مَا لا تَرَوْنَ إِنِّى أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) ( سورة الأنفال – الآية 48)
وقد بين الإمام البغوي - رحمه الله - ذلك في تفسيره بقوله : ( وكان تزيينه أن قريشا لما اجتمعت للسير ذكرت الذي بينها وبين بني بكر من الحرب ، فكاد ذلك أن يثنيهم فجاء إبليس في جند الشياطين معه رايته ، فتبدى لهم في صورة سراقة بن مالك بن جعشم ) ( تفسير البغوي – 3 / 366 )
وقصة أبو هريرة - رضي الله عنه - مع الشيطان الذي جاء يحثو من ثمار الصدقة دليل وشاهد على ذلك أيضا
3- إن الله سبحانه وتعالى جعل ذلك ممكنا للأنبياء والرسل ، وادعاء غير ذلك لا يستند إلى دليل شرعي وهو قول بغير علم
وبالعودة لأهل الدراية والخبرة والمتخصصين في مجال الرقية الشرعية وعالم الجن والشياطين لم يرد التواتر لديهم بأن الناس قد رأوا الجن بعد تمثلهم على خلقة واحدة ، فكل أعطى وصفا مختلفا عمن سواه ، والحقيقة الشاهدة أن أجسام الجن والشياطين أجسام مخلوقة من مادة لا يعلم كيفيتها وكنهها إلا الله وهي أجسام لطيفة ليس بمقدور الإنسان أن يراها على حقيقتها بسبب أنها خارجة عن نطاق إدراكه وتصوره ، والأساس في هذه المسألة الاعتقادية هو العودة للكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح وأقوال أهل العلم .
كما أنه قد شاع في الآونة الأخيرة بين الناس انتشار صورة يدعى بأنها صورة جني ، وقد سئل بذلك فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين على النحو التالي :
يتداول الناس في هذه الأيام صورة يشاع أنها التقطت ( لجني ) وهو في داخل جبل القارة بالأحساء ، وأن صاحبها قد مات بعد أن التقط تلك الصورة ، علما أن هذه الصورة قد انتشرت حتى في المدارس بنين وبنات وبشكل ملفت ، وأصبحت حديث المجالس 000 لذا نرجو من فضيلتكم التكرم وبيان الحكم في ذلك ، وهل يمكن تصوير الجن على هيئاتهم الحقيقية التي خلقها الله ؟
فأجاب –حفظه الله- : ( وبعد فمن المعلوم أن الجن أرواح بلا أجساد ولا يتمكن الإنس من رؤيتهم على هيأتهم وخلقتهم الروحية ولا يقدر أحد أن يرى الأرواح فالملائكة لا يراهم البشر وهم على خلقتهم الأصلية ، وكذا الشياطين لا نراهم مع قربهم منا وكذلك الجن فإنهم سموا بذلك لكونهم يجتنون عن النظر أي يختفون ، كأنهم في ظلمة ، فالظلمة تسمى " جنة " قال تعالى : (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ ) أي أظلم ويسمى البستان كثير الأشجار جنة لأنه يستر من دخلها ويختفي بأشجارها ، قال تعالى : ( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ) والمراد بقبيله من على شاكلته كالجن ، كما أن روح الإنسان عند خروجها لا يراها الحاضرون بل لا يعرفون كنهها وكيفيتها كما قال تعالى : ( قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا ) فعليه نقول أن هذه الصورة خيالية منقوشة على الخيال أو صورة لشخص في حالة قبيحة فلا يغتر بها ، وعلى من وجدها أن يتلفها للأمر بطمس الصور 0 والله أعلم ) ( المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين – ص 252)
هل من الجن والشياطين ذكور وإناث ؟
في الصحيحين من حديث أنس - رضي الله عنه – قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال : اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث " وفي رواية : " إذا أراد أن يدخل " متفق عليه .
قال الإمام الخطابي : " الخبث بضم الباء جمع الخبيث ، والخبائث جمع الخبيثة ، قال : يريد ذكران الشياطين وإناثهم " . ومن هذا يفهم أن منهم ذكوراً وإناثاً .