موقع الحكمة اللآلئ والمرجان

موقع الحكمة يرحب بكم موقع للعلاج بالرقية الشرعية من القران الكريم والسنة النوية وكذلك العلاج بالاعشاب الطبية والحجامة مرحبا بكم للتسجيل والمشاركة في المنتدى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

موقع الحكمة اللآلئ والمرجان

موقع الحكمة يرحب بكم موقع للعلاج بالرقية الشرعية من القران الكريم والسنة النوية وكذلك العلاج بالاعشاب الطبية والحجامة مرحبا بكم للتسجيل والمشاركة في المنتدى

موقع الحكمة اللآلئ والمرجان

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع الحكمة اللآلئ والمرجان للعلاج بالقرآن الكريم والطب النبوي والاعشاب والحجامة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته  موقع الحكمة للعلاج بالرقية الشرعية والاعشاب والحجامة رقية  المس والصرع الشيطاني مس الجن رقية العين وفك السحر بجميع انواعه

    البراغماتية

    avatar
    موقع الحكمة
    مشرف


    ذكر
    عدد المساهمات : 557

    المزاج : الحمد لله

    البراغماتية Empty البراغماتية

    مُساهمة من طرف موقع الحكمة الأربعاء 25 نوفمبر 2009, 09:29

    يترجم مصطلح البراغماتية إلى العربية بمصطلح الذرائعية, ولكن هذه الترجمة غير دقيقة ,لأنها لاتعكس جوهر الكلمة الأجنبية, بل تقدم جزءاً من معناها فقط. أما المصطلح العربي الأقرب إليها فهو "النفعية".

    تعرف البراغماتية بأنها طريقة حل المشكلات والقضايا بواسطة وسائل عملية. وهذا التعريف وسيلة براغماتية بحد ذاته, لأنه محاولة لإخفاء جوهرها, القائم على قياس كل عمل أو شيء, أو حالة, بما تحققه من فائدة أو ضرر, فالشيء جيد وصالح إذاكان نافعاً, وهو سيىء إذا كان ضاراً. والسؤال هنا هو من يقرر الفائدة والضرر? إنه الشخص المعني معتمداً على معاييره الخاصة كأداة لتقييم الأعمال والأشياء, ومن ثم يفقد الشيء خصائصه الموضوعية, " مثلاً الحق يصبح نسبياً, حسب الشخص المتعامل معه, وليس حالة تحددها عوامل موضوعية", ويصبح عرضة لثقافة ومزاج ومصالح ونوعية قيم الشخص ذاته!‏

    أصل البراغماتية‏

    يمكن رصد المعاني المختلفة السائدة للبراغماتية في المجالين الاجتماعي والسياسي, ففي الغرب بشكل عام, يضعون البراغماتي مقابل الإيديولوجي, وكنقيض له, فحينما تقول "هذا الإنسان إيديولوجي", فإنك تقصد أنه يتقيد بمنظومة أفكار وأهداف ثابتة تحدد مواقفه العامة سلفاً, كالوطنية والقومية والدين. مقابل هذا النمط يقال "هذا الرجل براغماتي", ويقصد بذلك أنه متحرر من كل إيديولوجيا, أو موقف مسبق, ويتصرف وفق اللحظة أو الظرف, مستهدياً بما ينفعه ويضره هو شخصياً. لذلك فالبراغماتية, أساساً, هي منطلق فردي, وتجمع هذه المنطلقات عددياً, أي دون أن تصبح ذات مصدر جمعي واحد, لتعبر عن " مصالح مشتركة" بين أفراد توجد بينهم اختلافات وتناقضات جوهرية وثانوية كثيرة.‏

    وازدهار هذه الفلسفة في أمريكا يفسر وبوضوح جوهرها, فأمريكا ليست دولة ذات هوية قومية, كفرنسا وايطاليا مثلاً, بل هي ملاذ تجمعات مهاجرين, تركوا بلدانهم الأصلية من أجل الرزق, أو تم نفيهم إليها من السجون التي اكتظت بالمجرمين, أو من الهاربين من الاضطهاد الديني, لذلك كان طبيعياً أن تختلف, بل وتتناقض, ثقافاتهم ودوافعهم, وهنا برزت أهمية وجود فلسفة تلبي رغباتهم المختلفة, فازدهرت البراغماتية لأنها تخاطب, وتستجيب, للمصلحة الفردية وتمنحها غطاء المشروعية الذاتية.‏

    يستخدم هذا المصطلح في السياسة, فيقال: فلان براغماتي, والحركة الفلانية حركة براغماتية, وفي أغلب الأحوال يقصد بها النفعية أو العملية...‏

    فما هي البراغماتية?!‏

    الأصل اللغوي للمصطلح يرجع إلى الكلمة اليونانية ]rogma وتعني (عمل) أو (مسألة علمية), ولقد استعار الرومان المصطلح واستخدموا عبارة ]rogmaticus فقصدوا بها "المتمرس" وخاصة المتمرس في المسائل القانونية.‏

    أما من ناحية تاريخ الفكر فالمصطلح يشير إلى تلك الحركة الفلسفية التي ظهرت في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين وارتبطت بأسماء الفلاسفة الأمريكيين بيرس ووليام جيمس وجون ديوي والتي تتمركز فلسفتها حول مقولة مؤداها:‏

    لا يمكن التوصل إلى معاني الأفكار, ومن ثم لا يجب تفسيرها, إلا بالنظر إلى النتائج المترتبة عليها, كما أنه لا يمكن تحديد المعتقدات أو تبرير التمسك بها إلا بالأخذ في الاعتبار النتائج العملية المترتبة على الإيمان بهذه المعتقدات,‏

    فالحقيقة إذن ثانوية إذا ما قورنت بالممارسة العملية, ذلك أن الحقيقة وفقاً للنظرية البراغماتية ما هي إلا الحل العملي والممكن لمشكلة ما, كما أن المبرر الوحيد للإيمان بأي شيء هو أن التمسك به والعمل وفقاً له يجعل الفرد في وضع أفضل مما لو كان إذا لم يتمسك به.‏

    أما بصورة أوسع فالمصطلح يستخدم للإشارة إلى أي مدخل يركز بالأساس على ما يمكن عمله في الواقع لا على ما يجب عمله بالنظر إلى عالم المثاليات.....‏

    فالبراغماتية بدلاً من أن تركز على مقدمات الأفكار فإنها تركز على النتائج المترتبة على تلك الأفكار, فهي تُوجه نحو الاهتمام بالأشياء النهائية وبالنتائج ومن ثم, هي لا تعني بالسؤال عن ماهية الشيء أو أصله بل عن نتائجه, فتوجه الفكر نحو الحركة ونحو المستقبل.‏

    ورغم أن البعض يؤمن أن البراغماتية ما هي إلا أحد أشكال الأمبيريقية, إلا أن البراغماتية تجد جذورها في أفكار ومذاهب متعددة مثل فكرة العقل العملي لكانط, وفي تمجيد شوبنهور للإرادة, وفي فكرة داروين أن البقاء للأصلح, وفي النظرية النفعية التي تقيس الخير بالنظر إلى مدى نفعيته, وبالتأكيد في المفاهيم الأمبيريقية للفلاسفة الإنجليز, وكذا في طبيعة المجتمع الأمريكي الجديد.. فالبراغماتية تُعَد بحق رد الفعل الدفاعي للمفكرين الأمريكيين تجاه الفكر الأوروبي, خاصة الفكر الألماني المغرق في الميتافيزيقا.‏

    ولعل هذا التنوع في الأصول الفكرية لمذهب البراغماتية هو الذي جعل وضع تعريف شامل جامع لمفهوم البراغماتية مهمة صعبة للغاية, وليس أدل على ذلك من أن آرثر لوفجوي قد نجح في عام 1908 في تجميع ثلاثة عشر معنى مختلفاً للبراغماتية بل ودلل على أن بعضها يضاد البعض الآخر.‏

    وهذا التعدد في التعريفات وكذلك تنوعها يرجع إلى أن البراغماتية كفلسفة وجدت أنصاراً وتطبيقات لها في ميادين متنوعة للمعرفة منها العلوم الطبيعية والقانون والأدب والاجتماع والسياسة و كل ميدان يطبقها ويفسرها من منطلق خبراته الخاصة, ولقد اعترف يابيني في كتاب قدم به المذهب إلى الفلاسفة الإيطاليين بأن البراغماتية لا يمكن تعريفها وأن أي فرد يحاول حصرها في عبارات قليلة بغرض تعريفها يكون مرتكباً لأفظع الأشياء غير البراغماتية. ولقد حاول ثاير في كتاب يستعرض التطور التاريخي للمذهب رسم الخطوط العريضة لأهداف ومكونات البراغماتية فقرر أنها: قاعدة إجرائية لتفسير معاني بعض المفاهيم الفلسفية والعلمية.‏

    mنظرية في المعرفة والخبرة والواقع تؤمن بأن:‏

    أ - الفكر والمعرفة نماذج مطردة التطور اجتماعياً وبيولوجياً وأن ذلك يتم عن طريق التوافق والتأقلم.‏

    ب- الحقيقة متغيرة والفكر ما هو إلا مرشد لكيفية تحقيق المصالح والوصول إلى الأهداف.‏

    ج¯- المعرفة بكل أنواعها ما هي إلا عملية سلوكية تقييمية للأوضاع المستقبلية وأن التفكير يهدف عن طريق التجربة إلى التنظيم والتخطيط والتحكم في الخبرات المستقبلية.‏

    أو توجه فلسفي واسع تجاه إدراكنا لماهية الخبرة وأهميتها للمعرفة. ولكن حتى هذا التعريف العام جداً تم نقده على أساس أنها لا يبرز بدرجة كافية النظريات المتعارضة المتعلقة بالوسائل وبالواقع وبطبيعة المعرفة والتي يتبناها البراغماتيون ذوو الخلفيات الثقافية المتنوعة, والمنتمون إلى مدارس مختلفة في حقول فكر متعددة. ولكن إذا كان هذا التنوع يؤدي إلى صعوبة وضع تعريف شامل جامع لمذهب البراغماتية إلا أنه لا يعني انعدام وجود مجموعة متجانسة ومتماسكة من الأفكار التي يتميز بها المذهب.‏

    فبمراجعة المشكلات التي حاول المفكرون المنتمون لهذا المذهب مواجهتها وبالرجوع إلى الأفكار الأساسية التي رفضوها نستطيع أن نحدد المفاهيم الأساسية والمشتركة التي تتميز بها البراغماتية على تنوع تطبيقاتها, وأهم هذه المفاهيم هو الاعتراض على الفصل المطلق بين الفكر من جانب والحركة من جانب آخر, وبين العلم البحت والعلم التطبيقي, وبين الحدس والتجربة.‏

    وكذلك عدم الإيمان بوجود أشياء خارقة للطبيعة تتحكم في مقدرات العالم وكذا رفض المعايير المطلقة والأزلية للمعتقدات والقيم وإحلال معايير أكبر مرونة وأكثر محدودية محلها.‏

    avatar
    موقع الحكمة
    مشرف


    ذكر
    عدد المساهمات : 557

    المزاج : الحمد لله

    البراغماتية Empty موضوع مهم مضاف عن البراغماتي

    مُساهمة من طرف موقع الحكمة الأربعاء 25 نوفمبر 2009, 09:53

    نواقض الاستقامة: البراغماتية

    صحيفة 26سبتمبر
    صلاح المختار
    يترجم
    مصطلح البراغماتية (PRAGMATISM)الى العربية بمصطلح الذرائعية وباعتقادي أن
    هذه الترجمة غير دقيقة لانها لاتعكس جوهر الكلمة الاجنبية، بل تقدم جزءاً
    من معناها فقط. اذن ماهو المصطلح العربي الاقرب اليها؟ انه «النفعية».
    تعرف البراغماتية بانها طريقة حل المشاكل والقضايا بواسطة وسائل عملية.
    وهذا التعريف وسيلة براغماتية بحد ذاته، لأنه محاولة لاخفاء جوهرها،
    القائم على قياس كل عمل اوشيء، او حالة، بما تحققه من فائدة او ضرر فالشيء
    جيد وصالح اذاكان نافعاً و هو سيء اذا كان ضاراً. والسؤال هناهو من يقرر
    الفائدة والضرر؟
    انه الشخص المعني معتمداً على معاييره الخاصة كاداة
    لتقويم الاعمال والاشياء، ومن ثم يفقد الشيء خصائصه الموضوعية «مثلاً الحق
    يصبح نسبياً، حسب الشخص المتعامل معه، وليس حالة تحددها عوامل موضوعية»،
    ويصبح عرضة لثقافة ومزاج ومصالح ونوعية قيم الشخص ذاته!
    اصل البراغماتية
    يمكن رصد المعاني المختلفة
    للبراغماتية في المجالين الاجتماعي والسياسي، ففي الغرب بشكل عام، يضعون
    البراغماتي مقابل الايديولوجي، وكنقيض له، فحينما تقول «هذا الانسان
    ايديولوجي»، فإنك تقصد انه يتقيد بمنظومة افكار واهداف ثابته تحدد مواقفه
    العامة سلفاً، كالوطنية والقومية والدين. مقابل هذا النمط يقال «هذا الرجل
    براغماتي»، ويقصد بذلك انه متحرر من كل ايديولوجيا، ويتصرف وفق اللحظة او
    الظرف، مستهدياً بما ينفعه ويضره هو شخصياً. لذلك فالبراغماتية، اساساً،
    هي منطلق فردي، وتجمع هذه المنطلقات عددياً، اي دون ان تصبح ذات مصدر جمعي
    واحد، لتعبر عن « مصالح مشتركة» بين افراد توجد بينهم اختلافات وتناقضات
    جوهرية وثانوية كثيرة.
    وازدهار هذه الفلسفة في اميريكا يفسر وبوضوح
    جوهرها، فأمريكا ليست دولة ذات هوية قومية، كفرنسا وايطاليا مثلاً، بل هي
    ملاذ تجمعات مهاجرين، تركوا بلدانهم الاصلية من اجل الرزق، او تم نفيهم
    اليها من السجون التي اكتضت بالمجرمين، او من الهاربين من الاضطهاد
    الديني، لذلك كان طبيعياً ان تختلف، بل وتتناقض، ثقافاتهم ودوافعهم، وهنا
    برزت اهمية وجود فلسفة تلبي رغباتهم المختلفة، فازد هرت البراغماتية لانها
    تخاطب، وتستجيب للمصلحة الفردية وتمنحها غطاء «المشروعية الذاتية».
    البراغماتية الانتهازية
    ولئن كا ن المعنى السائد
    في امريكا هوالذي يطبع البراغماتية بطابع الذات المطلقة السيادة على
    المجموع «اوالنحن»، فإن ثمة مفهوم آخر اقل ذاتية ظهر في اوروبا، ويعد
    امتداداً للفكر البرغماتي، هو الذي طوره وبلوره في اطار فلسفي «ميكيا
    فيلي»، والمتجسد في مقولة « الغايةتبرر الواسطة». اذ اننا مهما حاولنا ان
    ننسب هذا النمط من التفكير الى فلسفات معينة فإن جوهره يكمن في
    البراغماتية. اننا حينما نقول بأن عقيدتنا كذا نوصف باننا ايديولوجيون في
    الغرب، لكننا حينما نفصل الهدف العقيدي عن قدسيته وجودته ونستخدم وسائل لا
    اخلاقية، او تناقضية، نقع في بئر البراغماتية.
    وهذه الازدواجية «هدف
    نبيل ووسيلة وضيعة» هي ابرز مايميز الانتهازية السياسية، وشقيقتها التوأم:
    الانتهازية الاجتماعية، لأن الميكيافيلية تؤمن الزواج غيرالشرعي بين
    نقيضين، استناداً لمفهوم محدد، هو تحقيق المصالح الخاصة، سواء بفرد
    اوجماعة. لقد تلوث الهدف النبيل بالوسيلة الفاسدة، والميكيا فيلي يعرف
    تماماً ان التلوث قدوقع في صلب هدفه، الذي كان نبيلاً ونظيفاً، ومع ذلك
    يستمر في اتباع وسائله القذرة! ماهي النتيجة؟
    بالطبع سيضطر الميكيافيلي
    لإعادة النظر، تدريجياً باهدافه وإعادة تفسيرها وكتابتها بطريقة تفصلها عن
    اصلها، عملياً، وتجعل الاصل مجرد غطاء شكلي لفكر أخر مختلف تماماً. وهكذا
    نجد هذا الانسان وقد صار «مركزاً للكون»، وليس جزءً او ذرة منه ويخضع
    لقوانينه المطلقة، رغم انه في قرارة نفسه يدرك انه مازال ذرة تافهة في كون
    عظيم، سيده رب اعظم، يقرر كل شيء!
    تلك الحقيقة تقرر طبيعة الانتهازي
    البراغماتي، فهو، مهما تظاهر بالقوة واليقين يمتلك عموداً فقرياً يسند
    موقفه مصنوعاً من نفايات مزابل الورق، لذلك سرعان مايتمزق، ويسقط، عند
    مواجهة موقف صعب يهدد حياته، او مصالحه الانانية، فيتراجع وينقلب، كقرد
    السيرك، على ماكان يتباهى به، ويتبنى سيداً جديداً!
    ان الاصل الضائع
    في معادلة الانتهازي، الذي يستخدم البراغماتية لتبرير وتسويق مصالحه
    الانانية، هو انه يدرك انانيته ويعرف انه ملوث عقلياً وروحياً، مهمابدت
    اسنانه بيضاَ، لذلك يفتقر الانتهازي، في كل اشكاله، الى الاستعداد للتضحية
    بأي شيء مهم حتى لوكان ذلك من اجل مصلحة اخرى انانية!
    البراغماتية الواقعية
    يقدم البعض لدينا تفسيراً
    آخر للبراغماتية، عماده وصفها بأنها «خيارالواقعية». ففي غمرة مواجهة
    تحديات خطيرة، كالتي نواجهها في كل الوطن العربي، خصوصاً في العراق، طفا
    على سطح السياسة والفكر عدد من قرود السيرك الذين يقولون: «يجب ان نكون
    واقعيين وان لانناطح الجبل بقرون من طين، لأن ذلك انتحار، وعلينا ان نقبل
    با لإستسلام لامريكا واسرائيل حفاظاً على حياتنا ومصالحنا». ان ابرز هؤلاء
    هم «مارنيز الاعلام» العرب، ومنهم من يطلق عليهم وصف ملتبس «الليبراليون
    الجدد» لانهم في الواقع مسوقو ومبررو الابادة الجماعية.
    البراغماتية
    الواقعية هذه تقذفنا آلاف السنين الى الخلف، الى مرحلة ماقبل الانسانية،
    حينما كان الحيوان المسمى الآن «انسان»، يعيش كما يعيش الخنزير البري او
    الضبع، بلا قيم او روادع، وهدفه غريزي صرف: حفظ البقاء.
    الحضارة
    والتحضر، نقلت الانسان تدريجياً من الحيوانية الى الانسانية، بعد ان علمته
    وزرعت في روحه وعقله «طبيعة ثانية»، مستندة على منظومة قيم عليا «روادع
    وموانع» حجْمت وقيدت الطبع الحيواني فينا، وجعلتنا نسمو فوق عالمنا
    الأصلي: عالم الحيوان ونؤسس عالماً جديداً، هو عالم الانسان والفرق بين
    العالمين هو ذاته الفرق بين «ضباع» و«خنازير» البراغماتية الواقعية، وحملة
    المبادئ والشهداء والمناضلين.
    ان كتائب المارنيز العرب، في الاعلام
    والثقافة والسياسة، يعرفون تماماً انهم يرتدون نحو الحيوانية، بل الى
    ماقبل الحيوانية، مستخدمين منطقاً تبريرياً دونياً يدغدغ الغريزة ويهين
    العقل، فالانسان هوانسان لانه مقيد بقيم عليا، وحينما يتخلى عنها، تحت
    التهديد، يفقد احساسه بالتميز، ويصبح، كالكلب، يتبع من يقدم له عظمة!
    وهؤلاء الذين يروجون لضرورة الاستسلام لقوة امريكا يريدون تدمير وتفكيك
    اعظم مايمز الانسان: الكرامة، فباسم غريزة البقاء يدافعون عن عهر الضمير،
    ويستخدمونه غطاء لبيع الوطن والدين والعرض، وكل هذه الاشياء تلخص بكلمة
    واحدة: الكرامة والكرامة هي الموقف القيمي والاختيار الحر للتضحية من اجله.
    تحقير الايديولوجيا: لماذا!؟
    كل هؤلاء يتعمدون
    تحقير الايديولوجيا، استناداً الى فكرة صحيحة، وهي ان المجتمع والانسان
    والكون اكبر بكثير من أي هدف، واعقد بكثير من اي فلسفة، لكن هذا الانسان
    مضلل تماماً، فلئن كانت الدوغماتية، اي التمسك الاعمى بالقوالب الجاهزة،
    مرفوضة وخطرة على انسانية الانسان لانها تقيده احياناً بأوهام، فإن في
    الايديولوجيا رموز انسانية الانسان، وفي مقدمتها «منظومة القيم العليا»،
    التي تتشكل من الدين والوطنية وافكار وضعية صاغها الانسان بفضل تقدمه
    وخبرته.
    لايمكن للانسان ان يبقى انساناً مكرماً من قبل الله الا اذا
    خضع لمنظومة قيم، لان ذلك هو الذي يمنعه من الارتداد للحيوانية والسلوك
    الفاسد، وهنا يكمن بالضبط «سر» النزعة التحقيرية لدى الغربيين ومارنيز
    الاعلام العرب، للايديولوجيا والمواقف الثابتة القائمة على الدفاع، حتى
    الاستشهاد اوالنصر، عن الوطن والدين والقيم العليا والحقوق، فأذا اقنعنا
    الفرد العربي بان مصلحته الانانية تأتي قبل قدسية الدين والوطن والقيم
    العليا، وقدمنا له «عظمة» من «مطعم مكدونالد» فإنه سيصبح جاهزاً لقبول
    الغزو الصهيو-امريكي، دون مقاومة، بل سيعده «تحريراً»، كما فعل العملاء في
    العراق الذين جاءوا مختبئين في احذية جنود الصهيو-امريكية ودمروا العراق
    لأجل ان يرمى لهم بوش عظمة رفضت كلبته اكلها!
    ان تحقير الفكر عموماً،
    والمبادئ خصوصاً لدى الآخر هو ابرز «كتائب الجهاد المقدس» للمحافظين الجدد
    في امريكا، فهم ايديولوجيون حتى نخاع العظم، ويستخدمون البراغماتية وسيلة
    لافساد الآخر، اي نحن،كي تدمر قلاعنا الحصينة، وتخترق، عبر «خيول طروادة»
    العرب، ومع ذلك لايرى من يتمتعون بقضم عظمة كلبة بوش، ان سادتهم
    ايديولوجيون! ولايسألون: لماذا هم ايديولوجيون ويطلبون منا التخلي عن
    ديننا وقوميتنا؟
    الجواب التاريخي
    ان البراغماتية ليست فلسفة خاطئة
    فقط، بل هي ممارسة وضعية تسقط الانسان في وحل سلوك الحيوانية وماقبلها،
    فالانسان لم يصبح انساناً الا بفضل تطويره منظومة قيم، وحينما يتخلى عنها
    يرتد، لكنه بارتداده للحيوانية وماقبلها «يفقد الخيط والعصفور»، كما يقول
    المثل العراقي، اي انه يخرج من «مملكة الانسان» لكنه لايدخل «مملكة
    الحيوان» مجدداً، بل يدخل «مملكة عهرالضمير»، وهي مملكة يأكل فيها المخلوق
    ذاته كي يعيش. لذلك فالبراغماتية هي فلسفة وقوعية وليست واقعية.
    لقد
    قدمت المقاومة الفلسطينية الجواب التاريخي على مقولات مواطني مملكة عهر
    الضمير، بتأكيد ان الانسان هو انسان لانه يقاوم الظلم ويرفض الانتساب
    لمملكة عهرالضمير. اما المقاومة العراقية فلم تكتف بما اكدته شقيقتها
    وتوأمها المقاومة الفلسطينية، بل تقدمت خطوة حضارية كبرى، وهي النجاح في
    خلخلة، وتدمير اسس مملكة عهر الضمير، بتسجيل انتصارات حاسمة على قوات
    الاحتلال الصهيو - امريكية في العراق وتمهيد الطريق لطردها قريباً جداً من
    العراق.
    ان شهداء المقاومة العراقية ومقاتليها الابطال قد اعادوا
    للانسانية كلها، وليس للعرب والمسلمين فقط، ايمانهم بأن «مملكة الله» هي
    التي تنتصرفي النهاية ومن ثم فإن القيم العليا هي قرين انسانية الانسان
    وحافظتها والحدود الحمر التي تبقى الانسان في احضان الوطن وقيمه وتحفظ له
    استقامته
    هل تعلمون الآن لِم قلنا في السابق ان البراغماتية هي «تفاحة الخطيئة» الاولى التي توقع الانسان في فخ الشيطان حتماً؟
    ٭ المعنى الحقيقي: اخضاع كل شيء للذات بكل عيوب الذات


      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 22 نوفمبر 2024, 10:57