كذب
إذا قلنا أننا نعيش في مجتمع مدني ، نخادع إذا قلنا أن المواطنة هي أساس
التعامل في العلاقات الاجتماعية ، نحن نعيش في مجتمع يسبح علي بحيرة من
الطائفية في أحسن الأحوال ، وفي أوقات كثيرة يغرق في مياه الطائفية العفنة
، فأصبح طبيعيا أن يصغي الجميع إلي فتوي من شيخ حتي يقدم علي تصرف أو
يمتنع عنه ؟ يغسل وجهه بفتوي ويمسح علي رأسه بفتوي ويغسل ذراعيه بفتوي
ويتمتم بكلمات بناء علي فتوي ويلقي السلام علي جاره المختلف عنه في الدين
أو لا يلقيه بفتوي يÚte;عاشر زوجته أو يمسك نفسه عنها بفتوي ،
وأصبح للفتوي سوق ، فقد كثر الطلب عليها وراجت فما المانع أن تبث قنوات
فضائية تخصص معظم ساعات بثها للفتوي علي الهواء ، وما المانع أن نستثمر
سوق الفتوي اكثر فنخصص خط تليفوني ساخن للفتاوي المستعجلة ، وتتعدد
الفتاوي ويصبح لها نجوم في الفضائيات ، والكل يفتي لكن من يفتي لابد وان
يكون هو من يعلم ، لم أر مفتيا منهم يوما قال أنا لا اعلم ومن قال لا اعلم
فقد أفتي كمقولة مالك .
الخطر
الكبير أن هناك فتاوي قد أهدرت دماء أبرياء ، وهناك ميلشيا مسلحة تمارس
العنف والإرهاب وإزهاق أرواح الأبرياء تنفيذا لتلك الفتاوي ، ويحسبونها
جهادا في سبيل الله ، فقد قتل عدو من أعداء دين الله ، والقاتل ينتظر أن
يكون مثواه الجنة .
فقد
قتل المفكر العلماني فرج فودة تنفيذا لفتوي بإهدار دمه ، ومحاولة قتل
الأديب نجيب محفوظ بالسكين بسبب رواية أولاد حارتنا بعد أن أفتي من أفتي
بخروجه عن الملة ، وكثير من عمليات العنف والإرهاب تستند إلي مثل هذه
الفتاوي .
وكأن
مربع الإرهاب باسم الدين يقبض بيد من حديد علي المجتمع ومستقبلة فالفتوي
ركن من أركان الإرهاب الكهنوتي يكمله ركن الإعلام الذي يتولي النشر والبث
والإعلان والإشهار ، يكمله ركن العنف والقوة وفرض الأمر الواقع وارتكاب
الجرائم التي تقوض مستقبل هذا المجتمع ، ويتصل به بشكل أو بآخر فصيل يتحرك
في المجتمع ببراءة شديدة ويتعامل مع قواعد اللعبة الديمقراطية في المجتمع
معلنا أنه قبلها بكل معادلاتها . فيدخل الإنتخابات ويشارك في البرلمان
والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني مستغلا الهامش الديمقراطي المتاح .
وهكذا تكتمل دائرة الشر .
إن
الطائفية خطر يحدق بمجتمعنا ، وأن فصل الدين عن السياسة أصبح ضرورة لمصلحة
الدين ولمصلحة السياسة ، كونهما يتعاطيان في مجالين مختلفين تماما ،
فالدين علاقة بين العبد وربه ، والسياسة هي تسيير مصالح الناس والمجتمع ،
فالدين لله والوطن للجميع ، إن خطر الطائفية لا يقف حجر عثرة في العلاقات
بين من ينتمون لدين آخر وحسب ، ولكنه يفرق بين أصحاب الديانة الواحدة ،
فالمسلم يتفرق إلي سني وشيعي ، والسني يتفرق إلي مذاهب ومدارس شتي ،
والفرقة تتشتت إلي فرق وجماعات أسهل شيء لديهم أن يكفر بعضهم بعضا .
إذا قلنا أننا نعيش في مجتمع مدني ، نخادع إذا قلنا أن المواطنة هي أساس
التعامل في العلاقات الاجتماعية ، نحن نعيش في مجتمع يسبح علي بحيرة من
الطائفية في أحسن الأحوال ، وفي أوقات كثيرة يغرق في مياه الطائفية العفنة
، فأصبح طبيعيا أن يصغي الجميع إلي فتوي من شيخ حتي يقدم علي تصرف أو
يمتنع عنه ؟ يغسل وجهه بفتوي ويمسح علي رأسه بفتوي ويغسل ذراعيه بفتوي
ويتمتم بكلمات بناء علي فتوي ويلقي السلام علي جاره المختلف عنه في الدين
أو لا يلقيه بفتوي يÚte;عاشر زوجته أو يمسك نفسه عنها بفتوي ،
وأصبح للفتوي سوق ، فقد كثر الطلب عليها وراجت فما المانع أن تبث قنوات
فضائية تخصص معظم ساعات بثها للفتوي علي الهواء ، وما المانع أن نستثمر
سوق الفتوي اكثر فنخصص خط تليفوني ساخن للفتاوي المستعجلة ، وتتعدد
الفتاوي ويصبح لها نجوم في الفضائيات ، والكل يفتي لكن من يفتي لابد وان
يكون هو من يعلم ، لم أر مفتيا منهم يوما قال أنا لا اعلم ومن قال لا اعلم
فقد أفتي كمقولة مالك .
الخطر
الكبير أن هناك فتاوي قد أهدرت دماء أبرياء ، وهناك ميلشيا مسلحة تمارس
العنف والإرهاب وإزهاق أرواح الأبرياء تنفيذا لتلك الفتاوي ، ويحسبونها
جهادا في سبيل الله ، فقد قتل عدو من أعداء دين الله ، والقاتل ينتظر أن
يكون مثواه الجنة .
فقد
قتل المفكر العلماني فرج فودة تنفيذا لفتوي بإهدار دمه ، ومحاولة قتل
الأديب نجيب محفوظ بالسكين بسبب رواية أولاد حارتنا بعد أن أفتي من أفتي
بخروجه عن الملة ، وكثير من عمليات العنف والإرهاب تستند إلي مثل هذه
الفتاوي .
وكأن
مربع الإرهاب باسم الدين يقبض بيد من حديد علي المجتمع ومستقبلة فالفتوي
ركن من أركان الإرهاب الكهنوتي يكمله ركن الإعلام الذي يتولي النشر والبث
والإعلان والإشهار ، يكمله ركن العنف والقوة وفرض الأمر الواقع وارتكاب
الجرائم التي تقوض مستقبل هذا المجتمع ، ويتصل به بشكل أو بآخر فصيل يتحرك
في المجتمع ببراءة شديدة ويتعامل مع قواعد اللعبة الديمقراطية في المجتمع
معلنا أنه قبلها بكل معادلاتها . فيدخل الإنتخابات ويشارك في البرلمان
والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني مستغلا الهامش الديمقراطي المتاح .
وهكذا تكتمل دائرة الشر .
إن
الطائفية خطر يحدق بمجتمعنا ، وأن فصل الدين عن السياسة أصبح ضرورة لمصلحة
الدين ولمصلحة السياسة ، كونهما يتعاطيان في مجالين مختلفين تماما ،
فالدين علاقة بين العبد وربه ، والسياسة هي تسيير مصالح الناس والمجتمع ،
فالدين لله والوطن للجميع ، إن خطر الطائفية لا يقف حجر عثرة في العلاقات
بين من ينتمون لدين آخر وحسب ، ولكنه يفرق بين أصحاب الديانة الواحدة ،
فالمسلم يتفرق إلي سني وشيعي ، والسني يتفرق إلي مذاهب ومدارس شتي ،
والفرقة تتشتت إلي فرق وجماعات أسهل شيء لديهم أن يكفر بعضهم بعضا .