من كثرة الاتصالات الخاصة من قبل الإخوة والأخوات الفاضلات حول بعض
القنوات الفضائية التي تعلم السحر جهاراً نهاراً كل ذلك دفعني للبحث
والتنقيب في التلفاز أثناء زيارتي للوالدة الحبيبة حتى وقفت على قناة (
كنوز ) على النيل سات ، وقد شاهدت لقاء مع مقدم للبرنامج مع من يدعون بأنه
الشيخ ( أبو رجب ) وأحب أن أذيل ملاحظاتي الهامة التالية :
أولاُ : كما تبين لي بأن الشيخ المزعوم لا يحسن حتى قراءة القرآن بل لا يحفظ الآية كما يجب أن تكون ، فقرأها خطأ :
( ...
يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا
جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ) ( سورة
الأعراف - الآية 27 )
يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا
جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ) ( سورة
الأعراف - الآية 27 )
كما أنه لا يحسن التلفظ بأحاديث الرسول ، ويستشهد بأحاديث موضوعة لا أصل لها في سنة المصطفى 0
ثانياً : تحدث عن الخلوة وأنه تنقية النفس من المعصية للوصول إلى الجن وخدمتهم له :
وقد أشار إخي الحبيب ومشرفنا القدير ( الباحث ) إلى مسألة في غاية الأهمية حيث قال :
( الاسف الشديد
يا شيخ يتحدثون وكانهم علماء ....وهم سحره ..... يفتنون عقول الناس
بمعلوماتهم وطرقهم .... بل للاسف الشديد يتطرقون الى امور الرقيه الشرعيه
والى ايات القران الكريم بالعلاج .... ويمارسون دورا خطيرا جدا .....والله
لا يسلم منهم الا صاحب العلم الشرعى او العالم بالرقى الشرعيه ...... وعلى
ذلك .... ارى انه لزاما علينا وبعد هذا التطور .... وكما كنت اقول دائما
.... لابد من دراسه ما يقولونه وتفنيد اساليبهم وطرقهم... )
يا شيخ يتحدثون وكانهم علماء ....وهم سحره ..... يفتنون عقول الناس
بمعلوماتهم وطرقهم .... بل للاسف الشديد يتطرقون الى امور الرقيه الشرعيه
والى ايات القران الكريم بالعلاج .... ويمارسون دورا خطيرا جدا .....والله
لا يسلم منهم الا صاحب العلم الشرعى او العالم بالرقى الشرعيه ...... وعلى
ذلك .... ارى انه لزاما علينا وبعد هذا التطور .... وكما كنت اقول دائما
.... لابد من دراسه ما يقولونه وتفنيد اساليبهم وطرقهم... )
وفعلاً هذا ما وجدته من خلال ما يذكره هذا الدعي 0
فالعالم وطالب العلم والباحث يعلم يقيناً بأن العبادة تصرف لله وحده ، ومن
صرفها لغير الله فإن الله لا يقبل منه صرفاً ولا عدلاً ، ونسأل السؤال
التالي :
هل وردت مثل تلك الخلوة في كتاب الله عز وجل أو سنة المصطفى 0
عبادته عليه السلام ما كانت إلا تقرباً إلى الله وحده ، وما سمعنا عن
الخلفاء والصحابة والتابعين بمثل ذلك ، إذن فالخلوة هذه تقرباً إلى
الشياطين وأتباعهم ، ولا زلت أقول بأنه لم يظهر لي سحرٌ بواح من المذكور
فيما رأيته خلال تلك الفترة البسيطة ، ولكن هو تدليس من الجن والشياطبن
على هذا المسكين وأمثاله 0
ثانياً : عندما كان يتصل ويسأل
السائل ، ومعظم من اتصل هم من النساء - ناقصات العقل والدين - معذرة لكل
عضوة - فيسأل مقدم البرنامج عن الاسم واسم الأم :
وهذا معلوم حتى تعطى الجن الاسم فتأتي بمعلومات عن صاحبه أو صاحبته ، وكان
الشيخ المزعوم ( أبو رجب ) يطرق النظر في دفتر أمامه ويكتب كتابات هي أقرب
إلى السريانية كما لاحظت من خط القلم وكذلك أحرف وعلم ذلك عند الله ،
فيبدأ يعطي معلومات للسائل أو السائلة قد يكون بعضها صحيح وكثير منها كذب
وافتراء أو أنه واقع كثير من الناس 0
وهذه رسالة
لكل من يدعي الاستعانة بالجن ، هل تريدون أن يكون حال المعالجين والرقاة
كالشيخ المزعوم ( أبو رجب ) سؤال أوجهه إلى كل من يدعي الاستعانة حتى نرى
مدى التدليس الواقع على هذه الأمة ، وحتى يعلم الجميع بأن العلماء لم
يحرموا هذا الأمر إلا بعد أن ثبت لهم خطورة الأمر وأثره على المجتمع
المسلم 0
لكل من يدعي الاستعانة بالجن ، هل تريدون أن يكون حال المعالجين والرقاة
كالشيخ المزعوم ( أبو رجب ) سؤال أوجهه إلى كل من يدعي الاستعانة حتى نرى
مدى التدليس الواقع على هذه الأمة ، وحتى يعلم الجميع بأن العلماء لم
يحرموا هذا الأمر إلا بعد أن ثبت لهم خطورة الأمر وأثره على المجتمع
المسلم 0
وقد ثبت أمام الجميع بكذب هذا الدعي حيث اتصلت أخت من مصر الحبيبة فقالت
اسمي عزة ، واسم أمي فوقية ، فنظر إلى الدفتر أمامه وأطرق لحظات وكان يكتب
كعادته ثم رفع رأسه فقال : أنت موظفة وقد تركت وظيفتك ، فقالت : لا ، قال
: اذن انتقلت من مكتب إلى آخر فقالت : لم يحصل ذلك ، فبهت المستعين وحاول
الالتفاف على كلمات الأخت - هداها الله لكل خير - وهذا يبين مصداق حديث
رسول :
( أما أنه قد صدقك وهو كذوب )
ثالثاً : كان يركز كثيراً على
قراءة سورة ( يس ) وكذلك ( المزمل ) علماً بأنه لم يثبت حديث صحيح في
السورتين المذكورتين ، ومعلوم أن القرآن كله خير وشفاء ورحمة 0
رابعاً : كان يركز على مسألة تخصيص الأعداد :
وقد بينا في موضع آخر من هذا المنتدى بأن التخصيص لا بد أن يكون من المشرع
سبحانه وتعالى ، للمبلغ صلوات ربي وسلامه عليه ومن أراد الاستزادة فليعد
للرابط التالي :
( && حكم تخصيص سور وآيات بأعداد أو كيفيات محددة في الرقية والعلاج والاستشفاء && )
خامساً : تحدث عن خدام الأدعية :
وذكر أن من قال الدعاء الفلاني بعدد محدد فإن ملوك الجن ترسل له من
أعوانها من يخدمه حيث أنه قد ألح بالدعاء فأرسل ملِكُ الجن لصاحب الدعاء
من يخدمه ، وأين هذا الدعي من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( يا غلام !
إني أعلمك كلمات ، احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت
فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن
ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن
يضروك بشيء ، لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك ، جفت الأقلام ورفعت
الصحف ) ( راوي الحديث عبدالله بن عباس وأبو سعيد الخدري وعبدالله بن جعفر
- رضي الله عنهم أجمعين - حديث صحيح - الألباني - صحيح الجامع - برقم 7957
)
إني أعلمك كلمات ، احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت
فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن
ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن
يضروك بشيء ، لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك ، جفت الأقلام ورفعت
الصحف ) ( راوي الحديث عبدالله بن عباس وأبو سعيد الخدري وعبدالله بن جعفر
- رضي الله عنهم أجمعين - حديث صحيح - الألباني - صحيح الجامع - برقم 7957
)
وقد يقول قائل : بأن العلماء لم يحرموا الاستعانة بالمخلوق فيما يقدر عليه
، والجواب بأن العلاقة غيبية بين الانس والجن ومن هنا كان العلماء أحرص
على هذه الأمة ، حيث حرموا الاستعانة من باب سد الذرائع ، كما هو حال هذا
الدعي في التدليس على الناس 0
ومن أراد الاستزادة فعلية بمراجعة الرابط التالي :
( && هل تحضير خدام السور والآيات مثل تحضير خدام سورة يس شرعى ام لا ، أرجو الإفادة && )
سادساً : ذكر لسائلة أن تكتب سورة
يسن وتكتب من حول السورة : جبرائيل واسرافيل وميكائيل وعزرائيل وتطوي
الورقة وتعلقها داخل المنزل فوق الباب :
وهذا من التمائم الشركية ، فكيف نستعين بالملائكة - وبعض الأسماء لم ترد
السنة الصحيحة بها - ونترك رب الملائكة ، وبالعموم فلا يجوز تعليق التمائم
ان لم تكن من الآيات والقرآن ، وإن كانت فالصحيح أنه لا يجوز تعليقها ،
ومن أراد الاستزادة فعليه مراجعة الرابط التالي :
( && حكم تعليق التمائم وأحكامها الشرعية && )
ومن هنا فإني أطالب الجميع بقراءة ما كتبته أنفاً في بداية الموضوع وأعيد ذكره لأهميته القصوى :
مما لا شك فيه أن انتشار هذه الظاهرة أمر خطير جداً ، ومعلوم أن الناس
سابقاً كانوا يطرقون أبواب السحرة والمشعوذين بشد الرحال لهم وقد يكون ذلك
في نفس المدينة أو يتعداه إلى مدن أخرى ، بل في كثير من الأحيان قد يتعدى
ذلك الحدود الإقليمية للحالة المرضية ، وبعد العولمة التي نشهدها في تلك
الأيام وتسارع الزمن أصبح السحرة هم من يطرقوا أبواب كثير من الناس عن
طريق القنوات الفضائية وكذلك الانترنت ، ومعلوم أن العوام هوام ، وكثير من
المرضى لا يهمه العلاج الشرعي بقدر ما يهمه التخلص من المرض ، سواء كانت
الوسيلة شرعية أو غير شرعية ، وبالتالي أصبحت تجارة هؤلاء رائجة رابحة ،
استطاعوا بخبثهم وحيلهم أن يدلسوا على كثير من الناس ، ويتناقل الناس ذلك
فعم الأمر وطم ، وبنظرة ثاقبة لذلك الموضوع نجد أنفسنا مطالبين في الحفاظ
على عقائد الناس ودينهم ، ومعلوم أن السحر والشعوذة والكهانة قد تؤدي لدى
بعض لهدم دينه ومعتقده ، وبخاصة إذا أصبح السحرة مطيته في كل أمر ، ومن
هنا فإني أقدم تلك التوصيات للفرد والأسرة والمجتمع المسلم والتي أرى أنها
قد تحد من هذا الخطر الجارف ، وتعيد الأمر إلى نصابه الطبيعي ، ومن ذلك :
01)- لا بد من الاهتمام بالنواحي العقائدية المتعلقة بالرقية الشرعية بشكل عام وغرسها في نفوس المسلمين :
كالتوحيد الخالص لله تعالى والتوكل والاعتماد والخوف والرجاء ونحوه ، وهذا
بطبيعته سوف يؤدي إلى حذر الناس من هذه الطائفة بل ونبذهم ومحاربتهم 0
02 )- لا بد من الحرص على الاهتمام بما ينفع :
دون الخوض في الأمور التي لا فائدة منها ، وهذه النصيحة أوجهها إلى كل
مسلم ومسلمة ، وقد تكون الخسارة شديدة لا يعلم مداها وضررها إلا الله ،
وخسارة المال والبدن لا تعدل خسارة الدين بأي حال من الأحوال 0
03 )- لا بد للمسلم من اليقين التام بالله سبحانه وتعالى :
واليقين : طمأنينة القلب واستقرار العلم فيه ، ومما لا شك فيه أن ذلك يعد
من أشد وأعتى الأسلحة التي تجعل المسلم يتقي تلك الفئة الباغية، ليس ذلك
فحسب إنما محاربتهم والدفاع والمنافحة عن العقيدة والمنهج والدين 0
04 )- إن الإيمان حين يتغلغل في النفوس ، ويستقر في القلوب 00 :
هو أول سلاح يتسلح به المؤمن في مواجهة صراع الحياة ، وفي مجابهة مغريات
الدنيا ، ودرء كيد الشياطين والانتصار عليهم ، ومعلوم أن السحر من أعتى
أسلحة الشيطان التي يحارب بها عباد الله المؤمنين ، ومن هنا فإن الإيمان
واستقراره في القلب يؤدي إلى البعد عن هؤلاء ، وتجريدهم من ترويج بضاعتهم
العفنة 0
05 )- إن الدعاء طريق يتوجه به المؤمن لمناجاة ومناداة خالقه سبحانه :
ومعناه الحقيقي استدعاء العبد ربه العناية ، واستمداده إياه المعونة ، وهو
من أنجع الوسائل التي ينتصر بها المسلم على الشياطين والسحرة والمشعوذين ،
فعلينا أن نلح بالدعاء كي يقينا الله شرهم ، ويبعد عنا ضررهم ، شريطة توفر
الأحكام والشروط والآداب لمثل ذلك الدعاء 0
06 )- إن ذكر الله تعالى يحيي القلوب ، ويجلو صدأها ، ويذهب قسوتها :
ويذيب ما ران عليها من مكاسب وشهوات ، ويصلها بالله عز وجل ، وللذكر وقع
وتأثير عظيم في رد كيد القوى الشيطانية سواء كانوا شياطين أو سحرة أو
مشعوذين أو كنهنة أو عرافين ، وحفظ المسلم ووقايته منها ، بل وقايته في
الاتصال بهم أو دخول مواقعهم الخبيثة 0
07 )- نجد أن الإسلام قد وضع قضية السحر في حجمها الطبيعي :
وتناولها بما تستحقـه من الإيضاح والتبصير ، تناولها تعريفا وتأثيرا
وتشخيصا ووقاية ، تعرض لها من جانب العرض وجانب الطلب ، فحارب السحرة ،
وجعل حد الساحر القتل ، وكذلك بين خطورة اللجوء إليهم والاستعانة بهم لجلب
منفعة أو درء مفسدة واعتبار ذلك من الكفر بالله عز وجل ، وكون أن يعلم
المسلم ذلك فيحافظ على دينع وعقيدته ومنهجه ، وبخاصة إذا علم أن الذهاب
إليهم أو طرق أبوابهم قد يؤدي إلى الكفر ، بغض النظر عن الوسيلة المتحة
لذلك سواء عن طريق الانترنت ونحوه 0
08 )- لا بد من الاهتمام الزائد بالرقية الشرعية بل أصبحت مطلبا ملحا :
بسبب انتكاس الفطر السوية لكثير من الناس ، وبعدهم عن خالقهم ، واقترافهم
المعاصي ، ووقوعهم في المحرمات ، وقد أدى ذلك لتسلط الشياطين والسحرة
والمشعوذين بوسائلهم الخبيثة ، ودسائسهم الماكرة ، وإبراز الرقية وأثرها
من واقع الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة الأجلاء يجعل تعلق الناس بالله
ثم بها كأسباب شرعية للعلاج والاستشفاء ، وبالتالي البعد عن السحرة
والمشعوذين بأي طريقة كانت 0
09 )- يجب على المعالجين بالرقية الشرعية توخي الحذر من التوسع والإفراط في مسائل الرقية الشرعية وأحوالها :
خاصة فيما يتعلق بالممارسات والمؤلفات غير المنهجية ، والأخطر من ذلك كله
البدع المحدثة التي فاقت التخيل والوصف ، وكل ذلك أدى لانتشار الأوهام
والوساوس والخوف والهلع بين الناس ، فأصبحت النظرة للرقية الشرعية وأهلها
نظرة يشوبها الشك ، بل قد تعدت ذلك في بعض الأحوال لدرجة الاتهام والقذف ،
بل أدى لأخطر من ذلك وهو طرق الناس لأبواب السحرة والمشعوذين لعدم وجود
البديل بالنسبة لهم نتيجة تلك الممارسات التي اتسع فيها الخرق على الراقع
0
10 )- لا بد من تكاتف الجهود بين العلماء والأطباء ومراكز الدعوة والإرشاد في محاربة السحر والسحرة :
من خلال كافة المنابر الدعوية ، ولا يجوز مطلقاً الاقتصار في ذلك على
الحدود الإقليمية للمملكة العربية السعودية ، بل يجب أن يتعدى ذلك إلى
كافة منااطق العالم دون استثناء 0
11 )- من المعلوم إن الشياطين والسحرة والمشعوذين لا يألون جهداً ، ولا يدخرون وسعا في إغواء بني آدم وإضلالهم :
ووجيههم إلى النار ، وإخراجهم من النور إلى الظلمات ، ولا يفترون ولا
ينثنون عن تخويفهم وإرهابهم ، وهذا يحتم على المسلمين اليوم أن يحذرا منهم
وأن يعدوا العدة الكاملة لرد كيدهم وتحصين أنفسهم واتقاء فتنتهم العظيمة 0
12 )- لا بد من العودة للعلماء وطلبة العلم في تحديد تلك المواقع :
لكشفها والتحذير منها وإظهار حقيقتها على الملأ 0
13 )- والأمر لا يقتصر على العلماء وطلبة العلم والدعاة ، فجميع طبقات المتعلمين بأن يجاهروا بالدفاع عن عقيدة الإسلام :
من خلال طرح القضايا المتعلقة بتلك المواقع وإيضاحها من منظور شرعي ،
وكذلك رفض اللجوء إلى السحرة أو مواقعهم من خلال تقديم النصح والإرشاد
لأهليهم وجيرانهم ، وإخوانهم حتى لا يتفاقم الشر وتنحرف العقائد وتكثر
المعاصي والمنكرات ، كما أوجه الشباب المسلم لاتباع نفس الأسلوب السابق
خاصة ما يتعلق بالرد على السحرة والكهان ومدعي تحضير الأرواح وأمثالهم ،
بوسائل إنكار المنكر الإسلامية المتاحة لهم وفق ما تمليه تعليمات ولي
الأمر ومن ثم المصلحة الشرعية العامة ، وأن لا يتركوا الساحة خالية لكل من
تسول له نفسه للنيل من العقيدة النقية ليعيث في الأرض الفساد 0
14 )- منع نشر وتوزيع الكتب المنحرفة عن منهج الكتاب والسنة :
وأخص بالذكر في هذا المقام تلك الكتب التي تعلم السحر وتهدي الناس إلى طريقه أو مواقعه ، أو كتب الكهانة وتحضير الأرواح 0
ولا بد من محاربة هذه الفئة الضالة لخطورة أفكارها ولزيف اعتقاداتها ، دون
السماح لها بالتمسح برداء الحرية الشخصية ، أو حرية الرأي ، ونحوها من
الشعارات الشيطانية ، التي تبيح لهم نشر معتقداتهم الفاسدة الهدامة ،
وبالمقابل فلا بد من نشر وتوزيع الكتب الإسلامية ، التي تنقي العقيدة
الإسلامية ، وتفضح هؤلاء المفسدين ، وتبين أباطيلهم ومزاعمهم 0
ومن هنا كان لا بد من التكاتف الاعلامي سواء في الصحافة أو الرائي أو
الإذاعة أو عبر صفحات الإنترنت أو النوادي الأدبية 00 ونحوها ، لكي تؤصل
المعتقدات والأسس والقواعد الصحيحة للرقية الشرعية ومن ثم فضح كافة
المعتقدات السحرية الهدامة وكل ذلك لإقامة الحواجز بين المسلمين خاصة
العوام منهم ، وبين تلك الفئة المفسدة الباغية 0
بل أرى أن نسابق الى فتح قناة فضائية مبرمجة وممنهجة يشرف عليها علماء
وطلبة علم للوقوف ضد هذه الهجمة الشرسة التي قد تؤدي إلى فساد عقائد الناس
، بل قد تدمرها من أساسها 0
15 )- على علماء المسلمين ومؤسساتهم التعليمية الإسلامية منها خاصة ، متابعة موضوع السحر والسحرة :
ما يدور في فلكها والتنبيه على ذلك بكافة الوسائل الشرعية والحسية التاحة
، ومراقبة ذلك الأمر وتوجيهه الوجهة الموافقة لمنهج الكتاب والسنة والأثر
0
16 )- أتوجه إلى النساء المسلمات خاصة بعدم الانقياد وراء كل نطيحة ومتردية وأكيلة سبع فيما يتعلق بالسحر والسحرة ونحوهم :
وأنصحهن بالتمسك بأهداب الشريعة ، وإنفاذ أمر الله سبحانه وتعالى القائل :
( فَاسْئلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) ( سورة
النحل – الآية 43 ) 0
كما أشيد بأخواتي المسلمات بأن لا يجعلن الابتلاءات طوقا يشد على رقابهن ، ويقودهن نحو الكفر والشرك والولوج في الخطايا والآثام 0
17 )- أتوجه بالنصح لكافة القراء الأفاضل بتحري الدقة في اختيار الكتب العلمية الشرعية الموضوعية المؤصلة :
التي تبحث في مجال السحر وأدلته وأنواعه وطرق علاجه دون تقصي البحث في
الكتب الأخرى التي تقوم على الهرطقات والخزعبلات والأحاديث الواهية أو
الضعيفة ، أو تلك التي لا تعتمد على الأسس العلمية الصحيحة في البحث
والتحقيق ولا تتخذ طريقا واضحا في اتباع مناهج البحث العلمي في البحث
والدراسة ، وهذا يؤكد على الاخوة الأفاضل بالعودة للعلماء وطلبة العلم
للحكم على تلك المؤلفات ومضمونها ومحتواها 0
وكذلك فإني أهيب بالقارئ الكريم من اقتناء الكتب العلمية المحققة والمخرجة
تخريجا دقيقا ، وهذا ما سوف يثري معلوماته بالثقافة الإسلامية الخاصة بهذا
الجانب ، وحينئذ سوف يفرق دون شك بين الغث والسمين في الممارسات والمؤلفات
المطروحة على الساحة اليوم 0
18 )- وكذلك على الخيرين في العالم الإسلامي والمشهود لهم في عالم الحاسب الآلي وبالأخص المتمرسين في تخريب المواقع الفاضحة :
و تلك التي تسيء إلى الإسلام وأهله ، فعليهم أن يبادروا فوراً لضرب تلك
المواقع ، وأجرهم على الله سبحانه وتعالى ، ولا يخافون إلا الله ، فالجن
والشياطين والسحرة لا تعلم الغيب 0
وأخيرا وقبل أن اضع قلمي لأنهى كلمات ردي أرجو أن تجد تلك الوصايا طريقها
للتنفيذ ، وأن تجد عقولا تعي وتدرك ، وآذانا تصغي وتسمع ، وقلوبا تتيقن
فتؤمن 0
إن أشد ما يؤرق فؤاد المسلم أن تجد انتشار الجهل وعلى نطاق واسع في شتى
بقاع العالم الإسلامي والبعد عن التمسك بتعاليم الكتاب والسنة واتباع
السحر والسحرة وما نقلوه من طرق كفرية أو شركية ، ومما يندى له الجبين في
الوفت الراهن تسابق الناس تترى على السحرة والمشعوذين وطرق أبوابهم لجلب
منفعة أو دفع مفسدة خاصة اتباع ذلك من قبل بعض المتعلمين وأحيانا من حملة
الشهادات العليا سعيا وراء هؤلاء الدجالين والكذابين ، وبذل الأموال لهم 0
ولذلك فإنني أناشد كل مسلم غيور البدء في إنكار كافة المظاهر آنفة الذكر
والتصدي لها بكل ما أوتي من قوة ورباطة جأش وبالحكمة والموعظة الحسنة سواء
كان بالقلم أو اللسان أو على صفحات الجرائد والمجلات ، فالخير سينتصر مهما
طال عمر الباطل ، فالحق أبلج والباطل لجلج ( وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ
وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ) ( سورة الإسراء –
الآية 81 ) 0
هذا ما تيسر لي على عجالة ، زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية