يتم علاج المعيون والمحسود بطرقتين الغسل والرقية وهما الأصل في العلاج
وطرق أخرى ابتدعها العوام أذكر بعضا منها وأبداء بالأصل .
اغتسال المعيون بغسل العائن :
وتستخدم هذه الطريقة إذا عرف الحاسد ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
الْعَيْنُ حَقٌّ وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا "رواه
مسلم في صحيحه " .
طريقة الإغتسال: قال الزهري يغتسل له الذي عانه يؤتى بقدح من ماء فيدخل يده
في القدح فيمضمض ويمجه في القدح ويغسل وجهه في القدح ثم يصب بيده اليسرى
على كفه اليمنى ثم بكفه اليمنى على كفه اليسرى ثم يدخل بيده اليسرى فيصب بها
على مرفق يده اليمنى ثم بيده اليمنى على مرفق يده اليسرى ثم يغسل قدمه اليمنى ثم
يدخل اليمنى فيغسل قدمه اليسرى ثم يدخل يده اليمنى فيغسل الركبتين ثم يأخذ داخلة
إزاره فيصب على رأسه صبة واحدة ولا يضع القدح حتى يخلو "
وعَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ يُؤْمَرُ الْعَائِنُ فَيَتَوَضَّأُ ثُمَّ يَغْتَسِلُ مِنْهُ الْمَعِينُ
"رواه أبو داود قال الشيخ الألباني صحيح الإسناد".
وروي أن سعد بن أبي وقاص خرج يوما وهو أمير الكوفة فنظرت إليه امرأة فقالت :
إن أميركم هذا لأهضم الكشحين " أَي دقيق الخَصْرين " فعانتـه ، فرجع إلى منزله
فوعك ، ثم أنه بلغه ما قالت : فأرسل إليها فغسلت له أطرافها ، ثم اغتسل به فذهب
ذلك عنه " التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد لابن عبد البر (6/239) ".
سئل الشيخ عبد العزيز بن بارز يرحمه الله تعالى : علاج العين هل نكتفي بالرقية
الشرعية، أم لا بد من الاغتسال من العائن؟
الجواب :الرقية الشرعية علاج، والاغتسال علاج، إذا تيسر أن العائن يغتسل يعني
لو ما اغتسل المقصود يغسل وجهه ، ويتمضمض ، ويغسل داخلة إزاره، وأطراف
قدميه ، ينفع هذا، يصب على المريض، ويغتسل به المعين ، هذا ينفعه بإذن الله، وإن
غسل وجهه وتمضمض في إناء وصبه على المريض نفع بإذن الله، لو ما اغتسل.
المقصود أن يغسل وجهه ، ويتمضمض ، ويغسل يديه وداخلة إزاره ، وأطراف
قدميه ، وركبتيه هذا ينفع في علاج المعين. وقد جربنا أن غسل الوجه والمضمضة،
وغسل اليدين لوحده يكفي بإذن الله في إزالة العين ، فإذا اتهم إنسان بهذا ، وغسل
وجهه ويديه ، وتمضمض في إناء ، ثم صب على المريض يبرأ بإذن الله. "
علاج المحسود بالرقية:
إذا لم يعرف العائن ، نلجأ إلى رقية المعيون بالرقى والتحصينات الشرعية ، يقول
رسول الله صلى الله عليه و سلم :" لا رقية إلا من عين أو حمة " حديث صحيح
رواه الترمذي . ومعناه لا رقية أولى وأنفع من رقييتهما وهذا كما قيل لا فتى إلا
علي. ... الحمة : السم ، اللدغة "لدغة العقرب وذوات السموم"
والرقية تكون إما بالقرآن مثل سورة الفاتحة لقوله صلى الله عليه وسلم وَمَا يُدْرِيكَ
أَنَّهَا رُقْيَةٌ صحيح البخاري أو بالادعية المأثورة فعَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ
جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ فَقَالَ نَعَمْ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ
أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ اللَّهُ يَشْفِيكَ بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ
. صحيح مسلم
وعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ أَعُوذُ
بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ".صحيح البخاري
ورقى صلى الله عليه وسلم سهل بن حنيف فقال اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُ حَرَّهَا وَبَرْدَهَا
وَوَصَبَهَا ، وَقَالَ لأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ مَا لِي أَرَى أَجْسَامَ بَنِي أَخِي ضَارِعَةً تُصِيبُهُمُ
الْحَاجَةُ قَالَتْ لا وَلَكِنِ الْعَيْنُ تُسْرِعُ إِلَيْهِمْ قَالَ ارْقِيهِمْ قَالَتْ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ ارْقِيهِمْ.
ويجوز رقية المعيون والمحسود بأي دعاء لا شرك فيه وموافقا لشروط الرقية
الشرعية كأن يقول المريض الله اشفني من العين والحسد اللهم اصرف عني صداع
الحسد وضيقة العين ونفور العين وأمراض العين وأوجاع العين اللهم أخرج العين
من صدري واصرف الحسد عن تجارتي وعن بيتي وزوجي وأبنائي ... الخ .
وللراقي أن يجمع بين الرقية بالقرآن والدعاء