إن أكثر أمراض الجهاز التنفسي انتشارا و التي تسبب تردد معظم
المراجعين على عيادات الصدر، هي أمراض البرد ومضاعفاتها التي تشمل السعال
الحاد والشديد والنوع المزمن. بالإضافة إلى أمراض أخرى، والتي من أكثرها
شيوعا: التهاب البلعوم والتهاب الأذن الوسطى والتهاب الجيوب الأنفية
والتهاب الشعب الهوائية.
أنواع السعال (أو الكحة)
يختلف سبب السعال بحسب نوعه، لذا فيمكن تقسيم الأسباب إلى 3 أنواع استنادا إلى فترة استمرار السعال إلى:
1- سعال حاد وقصير المدى (من أيام إلى 3 أسابيع).
2- سعال متوسط المدى (يمتد من 3 أسابيع إلى شهرين).
3- سعال مزمن يستمر لأكثر من الشهرين.
أسبابه
ومن
أهم أسباب السعال الحاد أو قصير الـمدى الإصـابة بنزلات البرد أو
بالالتهاب الرئوي (نمونيا) pneumonia. أما السعال الذي يمتد لفترة متوسطة
فتختلف أسبابه، بيد ان أهمها يرتبط بأسباب السعال البلعومي أو «كحة»
البلعوم (الناتجة عن الجهاز العلوي).
وللتنبيه، فالأرقام المحددة
لتقسيم أسباب السعال هي أوقات نظرية، فعلي سبيل المثال قد يسبب سرطان
الرئة السعال لفترة قصيرة أو لفترة طويلة ومزمنة. لذا، فالأوقات هنا
نظرية، ونماذج تستخدم للتعليم والتفريق المبدئي، بيد ان التشخيص الدقيق هو
الفيصل القاطع.
أسباب السعال المزمن
1- سعال البلعوم الناتج عن تهيج البلعوم بعد نزلات البرد وهو السبب الاكثر شيوعا.
2- الربو الشعبي، فقد يظهر الربو على شكل سعال فقط وان كان ظهوره بهذا الشكل قليلاً.
3- بعض الأدوية خصوصاً أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم.
4- ارتجاع عصارة المعدة إلى المريء .
5- التدخين والإصابة بالتهاب الشعب الهوائية المزمن.
6- السعال الناتج عن ارتجاع السائل الأنفي. Post Nasal Drops.
7- هناك أسباب أخرى خطيرة ولا بد من الانتباه إليها مثل التهاب الرئة المزمن (السل) الرئوي والدرن، أورام الرئة وتليف الرئة.
السعال البلعومي
يتميز
السعال البلعومي (كحة البلعوم) بأنه يلازم الشخص ويظهر على شكل نوبات
متقطعة من السعال الشديد وتكون إما ناشفة أو مصاحبة لخروج بلغم صاف. ويشكو
غالبية المصابين بكحة البلعو من الشعور بشيء، كالشعرة أو وخزة أو «الحكة»
في منطقة البلعوم. وللتخلص من هذا الشعور ينتابهم السعال، وعليه فهم يحسون
ان السعال مصدره من بلعوم وليس الصدر. وفي الغالبية، يسبق حدوث هذه الحالة
إصابة الشخص بنزلة البرد وبعدما تزول أعراض نزلة البرد الأخرى مثل التعب
والحرارة والإنهاك، يظل أو يستمر عرض السعال. وقد يُعزى ذلك إلى تهيج
منطقة البلعوم أثناء نوبة المرض بما يسبب استمرار السعال.
التشخيص
ان تشخيص معظم أمراض الجهاز التنفسي تتم بسهولة
من خلال الاستعانة بفحص تصوير الصدر بالأشعة السينية. و «كقاعدة عامة
في التشخيص، يحتاج من يستمر عنده السعال لأكثر من 3 أسابيع، لأن يتم فحص
صدره من خلال التصوير بالأشعة العادية. فيما قد تحتاج حالات معينة إلى
تصوير الجيوب الأنفية أيضا أو التصوير بالأشعة المقطعية. ومن خلال نتائج
هذه الفحوصات يمكن تشخيص معظم أمراض الجهاز التنفسي والصدري، مثل الإصابة
بالالتهاب الرئوي أو الأورام أو تليف الرئة أو التهابات الجيوب الأنفية،
بالإضافة إلى أمراض أخرى تشمل تضخم القلب وماء الرئة».
الأشعة التصويرية ليست لجميع الأمراض
أما
حول بعض الأمراض التي لا يمكن تشخيصها استنادا إلى الأشعة فان «هناك نقطة يجب الانتباه إليها، ان هناك بعض الأمراض لا
تظهر واضحة في الأشعة مثل التهاب الشعب الهوائية، حيث يستند التشخيص فيها
إلى التاريخ المرضي والأعراض الإكلينيكية. كما يحتاج تشخيص الارتجاع
الأنفي والتهاب وضيق الشعب الهوائية والربو الشعبي، الاستعانة بفحص وظائف
الرئة (وظائف التنفس) والفحص الإكلينيكي لأعراض المريض».
مسببات التهابات الصدر والجهاز التنفسي
يصاب
الشخص بما يعرف بنزلات البرد من جراء العدوى الفيروسية أوالبكتيرية، التي
تسبب الالتهابات الرئوية. وبشكل عام، فإن التهابات الجزء العلوي من الجهاز
التنفسي في 85% تعزى للعدوى الفيروسية. وتتراوح ما بين نزلات البرد
العادية ( تتميز بالرشح ) إلى داء الأنفلونزا الذي يتميز بارتفاع درجة
حرارة الجسم والإعياء والتعب والسعال وغيرها من أعراض. فيما تزداد نسبة
الالتهابات البكتيرية في الجزء السفلي للجهاز التنفسي، التي تتراوح ما بين
النزلة الشعبية إلى التهاب رئوي حاد (نيومونيا). وعادة ما ترافق العدوى
البكتيرتية عند الكبار بخاصة ارتفاع في درجة حرارتهم، بينما ختلف الأمر
عند حدوثها لدى الصغار حيث ترتفع درجة حرارتهم نتيجة للعدوى الفيروسية
أيضا.
الأخطر
ويعد الالتهاب الرئوي من اخطر أنواع التهابات
الجهاز التنفسي، لكونه التهابا في أنسجة الرئة ذاتها. وتتراوح الإصابة
بالفم بين الالتهاب الرئوي الخفيف الذي من الممكن علاجه بسهولة من خلال
المضادات التي تؤخذ عن طريق الفم . إلى التهابات رئوية شديدة تحتاج لرعاية
خاصة في المستشفى مع استخدام لكمام الأكسجين واخذ مضادات حيوية من خلال
الوريد.
جسم الأطفال يتعرّف على الفيروس
يعد الأطفال أكثر عرضة
للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي، مما يفسر ارتفاع عدد إصابتهم بهذه
الالتهابات. فبالنسبة لأجسام الأطفال فتعد أنواع
الفيروسات التي يصادفها كل سنة من خلال العدوى جديدة، ولذا فإنه يستمر
سنويا في التعرف على أنواعها واكتساب مناعة ضدها. وعليه، فمع تقدم أعمارهم
فسيتمتع جهازهم المناعي بخاصية التعرف والمقاومة لهذه الفيروسات وهو ما
سيقلل من إصابتهم بالأمراض.
أطفال الحضانة معرّضون للعدوى
من
الطبيعي، ان يكون الطفل الأكثر اختلاطا مع أمثاله الصغار نتيجة لذهابه
للحضانة وأماكن اللعب، أكثر عرضة للعدوى. وهو ما أكدته دراسات عديدة، حيث
وجدوا ان مرتادي الحضانة من الأطفال الصغار ترتفع لديهم نسبة الإصابة
بالتهابات الجهاز التنفسي ، وخاصة في من هم اصغر من 3 سنوات وهذا بدوره قد
يؤدي إلى الكثير من المضاعفات مثل تكون اللحميات والربو الشعبي المكتسب،
بالإضافة إلى تهيج البلعوم. وعليه فإن عددا من الباحثين فضل أو نصح أولياء
الأمور بتسجيل الأطفال للحضانة بعد سن الثانية، بعدما تكتسب أجسامهم خلال
سنواتهم الأولى مناعة ضد الكثير من الفيروسات، مما يسهم في زيادة مقاومته
للعدوى من الآخرين يخفض من فرصة إصابتهم بالتهابات الجهاز التنفسي.
الإفراط يضمن تكون السوبر بكتيريا
ضرورة تناول المضادات الحيوية من خلال وصفة طبية وبحسب قرار
من المعالج. وللعلم، فالافراط أو تناول المضادات الحيوية «الانتوبيوتك»
دون الحاجة، له عدة آثار جانبية على الانسان وعلى المجتمع ككل. أما الأثر
الشخصي فهو ان تناول المضاد الحيوي عند الاصابة
بأي نزلة برد يؤدي الى تعود الجسم عليه واكتساب البكتيريا الموجودة في
جسمه مناعة من مفعوله بما يزيد من قوتها ويقلل من فعالية المضاد الحيوي في
كل مرة يتم فيه تناوله. وهذه الآلية هي التي تسبب ظهور أنواع قوية من
البكتيريا والمسماة (سوبر بكتيريا) والتي لا تفيد المضادات الحيوية
العادية في القضاء عليها نتيجة لتعودها عليها. بالاضافة الى ذلك، فان وجود
المضادات الحيوية باستمرار في الجسم سيقلل من عمل وكفاءة جهازه المناعي في
مقاومة المرض، بما يزيد من اصابته بالمرض في المستقبل. وأما على مستوى
المجتمع، فقد وجدت الدراسات ان المجتمعات التي تستخدم فيها الانتوبيوتك
بكثرة، تفقد قدرتها على القضاء على الميكروبات وتتوفر فيها البيئة لتكوين
السوبر بكتيريا».
توقف عن علاج الأطفال بأدوية البرد
أوصت لجنة
خبراء الصحة العامة في الولايات المتحدة الأميركية وهيئة الغذاء والدواء
الأميركية،FDA بأفضلية عدم علاج الأطفال دون سن السادسة بأدوية البرد
والسعال، مؤكدين أن هذا النوع من الأدوية والتي يستخدمها الكثير لعلاج
أطفالهم، غير فعال في هذه السن المبكرة. حيث أكد عضو اللجنة الاتحادية،
البروفيسور شين هينسي من جامعة بنسلفانيا، قائلا: «تشير المعلومات المتاحة
أمامنا الى أنها (الأدوية) غير فعالة».
آثار جانبية خلال السنتين الأوليين
وشملت
دراسة ادارة الغذاء والدواء الأميركية FDA نحو 800 نوع من الأدوية للتأكد
من سلامتها وفعاليتها. وعليه فقد خرجت بتوصيات حول وجود مخاوف من مخاطر
محتملة وآثار جانبية ضارة لبعض هذه الأدوية. وفي تقريرها المكون من 350
صفحة تمت الاشارة الى ان تناول الأطفال دون سن السنتين للأدوية الشائع
تداولها دون وصفة طبية واستعمالها لعلاج أمراض البرد والسعال، قد تسبب
أعراضاً مميتة. فعلى سبيل المثال، قد يسبب بعض هذه الأدوية اضطرابات في
أنظمة كهرباء القلب، مما يؤدي الى الخفقان. كما يتسبب بعضها في اضطرابات
في الأوعية الدموية، بما يؤدي الى ارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية.
وعليه فقد أكدت FDA من ان استخدام الأدوية التي جرت العادة على تقديمها
للمصابين بالبرد دون وصفة، تسبب حدوث العديد من التفاعلات العكسية لدى من
هم دون سن الثانية.
الخبراء يؤكدون ويحذرون
ومن جانبهم، أكد
كثير من الخبراء أن تناول بعض أدوية علاج البرد تسبب أضراراً قد تكون
مميتة للأطفال، وخاصة خلال السنة الأولى. وكانت مجموعة من كبار أطباء
الأطفال بقيادة رئيس اللجنة الطبية بمدينة بالتيمور، الدكتور جوشوا
شارفشاتاين، قد تقدمت بعريضة الى ادارة الغذاء والدواء الأميركية، تحثّ
فيها الوالدين على عدم اعطاء أدوية علاج السعال والبرد للصغار.
وجهان لعملة واحدة؟!
يؤكد
الأطباء أنه في المراحل الأولى من العدوى لا يسهل التفريق بين نزلة البرد
والأنفلونزا، وللتفسير، فالبرد يبدأ باحتقان في الحلق وتعب وآلام في
العضلات وحمى، والشعور بالبرودة، ثم يبدأ الأنف في الرشح بعد يومين وغالبا
ما يرافقه شعور بالكحة. وعادة ما تستمر معظم أعراض البرد من 7ــ10 أيام،
فيما قد تستمر الكحة بعدها بأسبوع أو عشرة أيام. وأحيانا قد ينتج عنها
مضاعفات، مثل حدوث التهاب في الأذن أو في الصدر أو الجيوب الأنفية.
أما
الأنفلونزا فتبدأ أعراضها بآلام في العضلات، وخاصة في الظهر مع صداع وحمى
مصحوبين برعشة شديدة، ويحدث احتقان الحلق والكحة بعد عدة أيام، وعلى نقيض
أعراض البرد فلا يرافقها الرشح. ويحدث الشفاء من الأنفلونزا تدريجيا على
مدى 5ــ7 أيام، ولكن قد تستمر أعراض الأنفلونزا لعدة أسابيع، وقد تؤدي
أحيانا لمضاعفات خطيرة في الصدر.
العلاج.. بسيط
ويؤكد الأطباء
أن علاج كليهما يتلخص في عدة خطوات أهمها: الراحة والتدفئة وشرب السوائل
الدافئة بكثرة، وتناول مخفضات الحرارة مثل الباراسيتمول ويمكن للكبار
تناول الأسبرين ومسكنات الألم للتخفيف منه. كما ينصح الأطباء بتقليل تناول
منتجات الألبان عند الاصابة بالبرد أو الأنفلونزا لأنها تزيد من المخاط.
التطعيم ضد الأنفلونزا
يتوفر
حاليا تطعيم ضد فيروس الأنفلونزا وهو للتأكيد، ليس تطعيماً ضد فيروسات
نزلات البرد، بل يقتصر أثره على الوقاية من فيروس واحد هو فيروس
الأنفلونزا. وبالرغم من ان هذا الفيروس لا يعد الأكثر انتشارا، بيد انه من
الأكثر خطرا. وقد وجدت الدراسات ان اخذ هذا التطعيم يفيد في رفع مناعة
ومقاومة الجسم، اذا ما حدث موسم العدوى بفيروس الأنفلونزا الذي من الممكن
ان يحدث في أي سنة خلال شهور الشتاء. فاذا حدث موسم الأنفلونزا فسيتميز من
خضعوا للتطعيم بكونهم اقل اصابة، وأكثر مقاومة للعدوى. وبالرغم من كون
الجميع سيستفيد من التطعيم، غير أن الحاجة له تقتصر على فئة معينة ممن
ستستفيد أكثر منه.
من يجب عليه أخذ الطعم؟
هنالك فئات تنصح بضرورة أخذها لتطعيم الأنفلونزا وتشمل:
1- العاملين في الحقل الطبي، لكونهم الأكثر تعرضا للعدوى والمرض باستمرار.
2- كبار السن (اكبر من 60 سنة).
3- من لديهم مشاكل صحية في الجهاز التنفسي مثل الربو الشعبي أو ضيق الممرات الهوائية المزمن أو جيوب الرئة أو الضيق في النفس المزمن.
4- من لديهم أمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكر الشديد غير المسيطر عليه أو نقص المناعة ( الايدز).
الإفراط في مضادات الحساسية أوالزيرتك
حول
الإفراط في استخدام بعض الأدوية، فان
هنالك استخداما مفرطا لمضادات الهيستامين مثل الزيرتك والكلاراتينين من
دون ان يكون لها داع واضح. وللعمل فهذه العقاقير تعتبر من ضمن العلاجات
المزيلة لأعراض الحساسية، بيد ان الكثير يستخدمها وأحيانا من دون استشارة
الطبيب لعلاج أعراض نزلات البرد. وهي لا تسرع في الشفاء، بل قد يكون لها
مفعول عكسي حيث تزيد ثخانة المفرزات الأنفية ، وبالتالي تعيق حركتها ،
وتسبب انحباسها، وتفاقم الحالة المرضية، وفي الواقع فيجب استخدام هذه
العقاقير كعلاج فعال للأعراض التالية فقط: العطاس الشديد، الحساسية
الموسمية، جريان الأنف السائل الشفاف، احمرار الأنف. ولكن ما يحصل أحيانا
هو ان الشخص يعتبرها من العقاقير المسلم بها لعلاج نزلاتالبرد، وهو ما يعد
تصرفا خاطئا».
الألمان يوصون بتفادي المضاد الحيوي
يلجأ الكثيرون
الى المضادات الحيوية كعلاج فعال للقضاء على الأنفلونزا، لكن الأمر الذي
يغيب عن أذهان الكثيرين وأكده أطباء المان، هو أن هذه المضادات تضر
بالجسم. حيث حذر الأطباء من أن اصرار الأشخاص المصابين بنزلات البرد
والأنفلونزا على وصف الطبيب لهم مضادا حيويا لعلاج حالتهم انما يتسببون في
الاضرار بأنفسهم. وأوضح فولف فون رومر رئيس اتحاد أطباء الامراض الباطنية
في مستشفى فيسبادن الألماني، أن السبب في اغلب نزلات البرد والسعال ليس
بكتيرياً بل يكون عادة فيروسياً، وعليه فلا يفيد فيها تناول المضادات
الحيوية الفعالة لعلاج أمراض العدوى بالبكتيريا فقط. في حين وجد أن
الاستخدام الخاطئ والمفرط للمضادات الحيوية يمكن أن يؤدي الى ضرر بالأجهزة
الحيوية في الجسم مثل: الاصابة بالحساسية، وحرقة المعدة، والاسهال،
والحساسية الشديدة لضوء الشمس، كما انه قد يؤدي الى الحاق اضرار بالكلى
والكبد.
الفرق بين السعال الناشف وغير الناشف
كقاعدة عامة، فإن
السعال أو الكحة المصحوبة بخروج إفراز «المسمى بالبلغم» بلون اصفر داكن
وقريب من اللون الأخضر. ينتج غالبا من جراء الالتهاب البكتيري في الشعب
الهوائية أوالجزء السفلي من الرئة.
أما السعال أوالكحة الناشفة التي
يصاحبها إفراز بلغم صاف يشبه اللعاب فله أسباب كثيرة ومن أهمها: العدوى
الفيروسية، الحساسية الموسمية وحساسية الصدر (الربو) وتليف الرئة.
الإفراط في المضادات الحيوية
لنزلة البرد أعراض محدودة المدة وذاتية الشفاء Self
limiting، أي ان الجسم قادر على التغلب عليها ذاتيا من خلال جهازه
المناعي. حيث تصل الأعراض إلى قمتها في أول يوم أو يومين من الإصابة، ثم
ما تلبث ان تنحصر نتيجة لتغلب الجسم عليها، فتبدأ أعراضها في التلاشي.
وعليه، فكل ما يحتاجه الإنسان اثناء معظم نوبات البرد هو عقار خافض
للحرارة ومسكن للتعب العام (مثل عقار باراسيتامول) بالإضافة إلى اخذ قسط
من الراحة وتناول السوائل الدافئة لتدفئة البلعوم وتقليل تهيجه وقطرات
لفتح الأنف المسدود. وأما الحاجة إلى مضادات البكتيريا هو فقط لعلاج
العدوى البكتيرية، كما يجب ان يقرر الطبيب حاجة المريض لها بناء على
أعراضه الاكلينيكية. ومن أهم أعراض الالتهاب البكتيري هو افراز بلغم غامق
اخضر اللون مع ارتفاع مستمر في درجة الحرارة وخاصة عند الكبار.
المراجعين على عيادات الصدر، هي أمراض البرد ومضاعفاتها التي تشمل السعال
الحاد والشديد والنوع المزمن. بالإضافة إلى أمراض أخرى، والتي من أكثرها
شيوعا: التهاب البلعوم والتهاب الأذن الوسطى والتهاب الجيوب الأنفية
والتهاب الشعب الهوائية.
أنواع السعال (أو الكحة)
يختلف سبب السعال بحسب نوعه، لذا فيمكن تقسيم الأسباب إلى 3 أنواع استنادا إلى فترة استمرار السعال إلى:
1- سعال حاد وقصير المدى (من أيام إلى 3 أسابيع).
2- سعال متوسط المدى (يمتد من 3 أسابيع إلى شهرين).
3- سعال مزمن يستمر لأكثر من الشهرين.
أسبابه
ومن
أهم أسباب السعال الحاد أو قصير الـمدى الإصـابة بنزلات البرد أو
بالالتهاب الرئوي (نمونيا) pneumonia. أما السعال الذي يمتد لفترة متوسطة
فتختلف أسبابه، بيد ان أهمها يرتبط بأسباب السعال البلعومي أو «كحة»
البلعوم (الناتجة عن الجهاز العلوي).
وللتنبيه، فالأرقام المحددة
لتقسيم أسباب السعال هي أوقات نظرية، فعلي سبيل المثال قد يسبب سرطان
الرئة السعال لفترة قصيرة أو لفترة طويلة ومزمنة. لذا، فالأوقات هنا
نظرية، ونماذج تستخدم للتعليم والتفريق المبدئي، بيد ان التشخيص الدقيق هو
الفيصل القاطع.
أسباب السعال المزمن
1- سعال البلعوم الناتج عن تهيج البلعوم بعد نزلات البرد وهو السبب الاكثر شيوعا.
2- الربو الشعبي، فقد يظهر الربو على شكل سعال فقط وان كان ظهوره بهذا الشكل قليلاً.
3- بعض الأدوية خصوصاً أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم.
4- ارتجاع عصارة المعدة إلى المريء .
5- التدخين والإصابة بالتهاب الشعب الهوائية المزمن.
6- السعال الناتج عن ارتجاع السائل الأنفي. Post Nasal Drops.
7- هناك أسباب أخرى خطيرة ولا بد من الانتباه إليها مثل التهاب الرئة المزمن (السل) الرئوي والدرن، أورام الرئة وتليف الرئة.
السعال البلعومي
يتميز
السعال البلعومي (كحة البلعوم) بأنه يلازم الشخص ويظهر على شكل نوبات
متقطعة من السعال الشديد وتكون إما ناشفة أو مصاحبة لخروج بلغم صاف. ويشكو
غالبية المصابين بكحة البلعو من الشعور بشيء، كالشعرة أو وخزة أو «الحكة»
في منطقة البلعوم. وللتخلص من هذا الشعور ينتابهم السعال، وعليه فهم يحسون
ان السعال مصدره من بلعوم وليس الصدر. وفي الغالبية، يسبق حدوث هذه الحالة
إصابة الشخص بنزلة البرد وبعدما تزول أعراض نزلة البرد الأخرى مثل التعب
والحرارة والإنهاك، يظل أو يستمر عرض السعال. وقد يُعزى ذلك إلى تهيج
منطقة البلعوم أثناء نوبة المرض بما يسبب استمرار السعال.
التشخيص
ان تشخيص معظم أمراض الجهاز التنفسي تتم بسهولة
من خلال الاستعانة بفحص تصوير الصدر بالأشعة السينية. و «كقاعدة عامة
في التشخيص، يحتاج من يستمر عنده السعال لأكثر من 3 أسابيع، لأن يتم فحص
صدره من خلال التصوير بالأشعة العادية. فيما قد تحتاج حالات معينة إلى
تصوير الجيوب الأنفية أيضا أو التصوير بالأشعة المقطعية. ومن خلال نتائج
هذه الفحوصات يمكن تشخيص معظم أمراض الجهاز التنفسي والصدري، مثل الإصابة
بالالتهاب الرئوي أو الأورام أو تليف الرئة أو التهابات الجيوب الأنفية،
بالإضافة إلى أمراض أخرى تشمل تضخم القلب وماء الرئة».
الأشعة التصويرية ليست لجميع الأمراض
أما
حول بعض الأمراض التي لا يمكن تشخيصها استنادا إلى الأشعة فان «هناك نقطة يجب الانتباه إليها، ان هناك بعض الأمراض لا
تظهر واضحة في الأشعة مثل التهاب الشعب الهوائية، حيث يستند التشخيص فيها
إلى التاريخ المرضي والأعراض الإكلينيكية. كما يحتاج تشخيص الارتجاع
الأنفي والتهاب وضيق الشعب الهوائية والربو الشعبي، الاستعانة بفحص وظائف
الرئة (وظائف التنفس) والفحص الإكلينيكي لأعراض المريض».
مسببات التهابات الصدر والجهاز التنفسي
يصاب
الشخص بما يعرف بنزلات البرد من جراء العدوى الفيروسية أوالبكتيرية، التي
تسبب الالتهابات الرئوية. وبشكل عام، فإن التهابات الجزء العلوي من الجهاز
التنفسي في 85% تعزى للعدوى الفيروسية. وتتراوح ما بين نزلات البرد
العادية ( تتميز بالرشح ) إلى داء الأنفلونزا الذي يتميز بارتفاع درجة
حرارة الجسم والإعياء والتعب والسعال وغيرها من أعراض. فيما تزداد نسبة
الالتهابات البكتيرية في الجزء السفلي للجهاز التنفسي، التي تتراوح ما بين
النزلة الشعبية إلى التهاب رئوي حاد (نيومونيا). وعادة ما ترافق العدوى
البكتيرتية عند الكبار بخاصة ارتفاع في درجة حرارتهم، بينما ختلف الأمر
عند حدوثها لدى الصغار حيث ترتفع درجة حرارتهم نتيجة للعدوى الفيروسية
أيضا.
الأخطر
ويعد الالتهاب الرئوي من اخطر أنواع التهابات
الجهاز التنفسي، لكونه التهابا في أنسجة الرئة ذاتها. وتتراوح الإصابة
بالفم بين الالتهاب الرئوي الخفيف الذي من الممكن علاجه بسهولة من خلال
المضادات التي تؤخذ عن طريق الفم . إلى التهابات رئوية شديدة تحتاج لرعاية
خاصة في المستشفى مع استخدام لكمام الأكسجين واخذ مضادات حيوية من خلال
الوريد.
جسم الأطفال يتعرّف على الفيروس
يعد الأطفال أكثر عرضة
للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي، مما يفسر ارتفاع عدد إصابتهم بهذه
الالتهابات. فبالنسبة لأجسام الأطفال فتعد أنواع
الفيروسات التي يصادفها كل سنة من خلال العدوى جديدة، ولذا فإنه يستمر
سنويا في التعرف على أنواعها واكتساب مناعة ضدها. وعليه، فمع تقدم أعمارهم
فسيتمتع جهازهم المناعي بخاصية التعرف والمقاومة لهذه الفيروسات وهو ما
سيقلل من إصابتهم بالأمراض.
أطفال الحضانة معرّضون للعدوى
من
الطبيعي، ان يكون الطفل الأكثر اختلاطا مع أمثاله الصغار نتيجة لذهابه
للحضانة وأماكن اللعب، أكثر عرضة للعدوى. وهو ما أكدته دراسات عديدة، حيث
وجدوا ان مرتادي الحضانة من الأطفال الصغار ترتفع لديهم نسبة الإصابة
بالتهابات الجهاز التنفسي ، وخاصة في من هم اصغر من 3 سنوات وهذا بدوره قد
يؤدي إلى الكثير من المضاعفات مثل تكون اللحميات والربو الشعبي المكتسب،
بالإضافة إلى تهيج البلعوم. وعليه فإن عددا من الباحثين فضل أو نصح أولياء
الأمور بتسجيل الأطفال للحضانة بعد سن الثانية، بعدما تكتسب أجسامهم خلال
سنواتهم الأولى مناعة ضد الكثير من الفيروسات، مما يسهم في زيادة مقاومته
للعدوى من الآخرين يخفض من فرصة إصابتهم بالتهابات الجهاز التنفسي.
الإفراط يضمن تكون السوبر بكتيريا
ضرورة تناول المضادات الحيوية من خلال وصفة طبية وبحسب قرار
من المعالج. وللعلم، فالافراط أو تناول المضادات الحيوية «الانتوبيوتك»
دون الحاجة، له عدة آثار جانبية على الانسان وعلى المجتمع ككل. أما الأثر
الشخصي فهو ان تناول المضاد الحيوي عند الاصابة
بأي نزلة برد يؤدي الى تعود الجسم عليه واكتساب البكتيريا الموجودة في
جسمه مناعة من مفعوله بما يزيد من قوتها ويقلل من فعالية المضاد الحيوي في
كل مرة يتم فيه تناوله. وهذه الآلية هي التي تسبب ظهور أنواع قوية من
البكتيريا والمسماة (سوبر بكتيريا) والتي لا تفيد المضادات الحيوية
العادية في القضاء عليها نتيجة لتعودها عليها. بالاضافة الى ذلك، فان وجود
المضادات الحيوية باستمرار في الجسم سيقلل من عمل وكفاءة جهازه المناعي في
مقاومة المرض، بما يزيد من اصابته بالمرض في المستقبل. وأما على مستوى
المجتمع، فقد وجدت الدراسات ان المجتمعات التي تستخدم فيها الانتوبيوتك
بكثرة، تفقد قدرتها على القضاء على الميكروبات وتتوفر فيها البيئة لتكوين
السوبر بكتيريا».
توقف عن علاج الأطفال بأدوية البرد
أوصت لجنة
خبراء الصحة العامة في الولايات المتحدة الأميركية وهيئة الغذاء والدواء
الأميركية،FDA بأفضلية عدم علاج الأطفال دون سن السادسة بأدوية البرد
والسعال، مؤكدين أن هذا النوع من الأدوية والتي يستخدمها الكثير لعلاج
أطفالهم، غير فعال في هذه السن المبكرة. حيث أكد عضو اللجنة الاتحادية،
البروفيسور شين هينسي من جامعة بنسلفانيا، قائلا: «تشير المعلومات المتاحة
أمامنا الى أنها (الأدوية) غير فعالة».
آثار جانبية خلال السنتين الأوليين
وشملت
دراسة ادارة الغذاء والدواء الأميركية FDA نحو 800 نوع من الأدوية للتأكد
من سلامتها وفعاليتها. وعليه فقد خرجت بتوصيات حول وجود مخاوف من مخاطر
محتملة وآثار جانبية ضارة لبعض هذه الأدوية. وفي تقريرها المكون من 350
صفحة تمت الاشارة الى ان تناول الأطفال دون سن السنتين للأدوية الشائع
تداولها دون وصفة طبية واستعمالها لعلاج أمراض البرد والسعال، قد تسبب
أعراضاً مميتة. فعلى سبيل المثال، قد يسبب بعض هذه الأدوية اضطرابات في
أنظمة كهرباء القلب، مما يؤدي الى الخفقان. كما يتسبب بعضها في اضطرابات
في الأوعية الدموية، بما يؤدي الى ارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية.
وعليه فقد أكدت FDA من ان استخدام الأدوية التي جرت العادة على تقديمها
للمصابين بالبرد دون وصفة، تسبب حدوث العديد من التفاعلات العكسية لدى من
هم دون سن الثانية.
الخبراء يؤكدون ويحذرون
ومن جانبهم، أكد
كثير من الخبراء أن تناول بعض أدوية علاج البرد تسبب أضراراً قد تكون
مميتة للأطفال، وخاصة خلال السنة الأولى. وكانت مجموعة من كبار أطباء
الأطفال بقيادة رئيس اللجنة الطبية بمدينة بالتيمور، الدكتور جوشوا
شارفشاتاين، قد تقدمت بعريضة الى ادارة الغذاء والدواء الأميركية، تحثّ
فيها الوالدين على عدم اعطاء أدوية علاج السعال والبرد للصغار.
وجهان لعملة واحدة؟!
يؤكد
الأطباء أنه في المراحل الأولى من العدوى لا يسهل التفريق بين نزلة البرد
والأنفلونزا، وللتفسير، فالبرد يبدأ باحتقان في الحلق وتعب وآلام في
العضلات وحمى، والشعور بالبرودة، ثم يبدأ الأنف في الرشح بعد يومين وغالبا
ما يرافقه شعور بالكحة. وعادة ما تستمر معظم أعراض البرد من 7ــ10 أيام،
فيما قد تستمر الكحة بعدها بأسبوع أو عشرة أيام. وأحيانا قد ينتج عنها
مضاعفات، مثل حدوث التهاب في الأذن أو في الصدر أو الجيوب الأنفية.
أما
الأنفلونزا فتبدأ أعراضها بآلام في العضلات، وخاصة في الظهر مع صداع وحمى
مصحوبين برعشة شديدة، ويحدث احتقان الحلق والكحة بعد عدة أيام، وعلى نقيض
أعراض البرد فلا يرافقها الرشح. ويحدث الشفاء من الأنفلونزا تدريجيا على
مدى 5ــ7 أيام، ولكن قد تستمر أعراض الأنفلونزا لعدة أسابيع، وقد تؤدي
أحيانا لمضاعفات خطيرة في الصدر.
العلاج.. بسيط
ويؤكد الأطباء
أن علاج كليهما يتلخص في عدة خطوات أهمها: الراحة والتدفئة وشرب السوائل
الدافئة بكثرة، وتناول مخفضات الحرارة مثل الباراسيتمول ويمكن للكبار
تناول الأسبرين ومسكنات الألم للتخفيف منه. كما ينصح الأطباء بتقليل تناول
منتجات الألبان عند الاصابة بالبرد أو الأنفلونزا لأنها تزيد من المخاط.
التطعيم ضد الأنفلونزا
يتوفر
حاليا تطعيم ضد فيروس الأنفلونزا وهو للتأكيد، ليس تطعيماً ضد فيروسات
نزلات البرد، بل يقتصر أثره على الوقاية من فيروس واحد هو فيروس
الأنفلونزا. وبالرغم من ان هذا الفيروس لا يعد الأكثر انتشارا، بيد انه من
الأكثر خطرا. وقد وجدت الدراسات ان اخذ هذا التطعيم يفيد في رفع مناعة
ومقاومة الجسم، اذا ما حدث موسم العدوى بفيروس الأنفلونزا الذي من الممكن
ان يحدث في أي سنة خلال شهور الشتاء. فاذا حدث موسم الأنفلونزا فسيتميز من
خضعوا للتطعيم بكونهم اقل اصابة، وأكثر مقاومة للعدوى. وبالرغم من كون
الجميع سيستفيد من التطعيم، غير أن الحاجة له تقتصر على فئة معينة ممن
ستستفيد أكثر منه.
من يجب عليه أخذ الطعم؟
هنالك فئات تنصح بضرورة أخذها لتطعيم الأنفلونزا وتشمل:
1- العاملين في الحقل الطبي، لكونهم الأكثر تعرضا للعدوى والمرض باستمرار.
2- كبار السن (اكبر من 60 سنة).
3- من لديهم مشاكل صحية في الجهاز التنفسي مثل الربو الشعبي أو ضيق الممرات الهوائية المزمن أو جيوب الرئة أو الضيق في النفس المزمن.
4- من لديهم أمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكر الشديد غير المسيطر عليه أو نقص المناعة ( الايدز).
الإفراط في مضادات الحساسية أوالزيرتك
حول
الإفراط في استخدام بعض الأدوية، فان
هنالك استخداما مفرطا لمضادات الهيستامين مثل الزيرتك والكلاراتينين من
دون ان يكون لها داع واضح. وللعمل فهذه العقاقير تعتبر من ضمن العلاجات
المزيلة لأعراض الحساسية، بيد ان الكثير يستخدمها وأحيانا من دون استشارة
الطبيب لعلاج أعراض نزلات البرد. وهي لا تسرع في الشفاء، بل قد يكون لها
مفعول عكسي حيث تزيد ثخانة المفرزات الأنفية ، وبالتالي تعيق حركتها ،
وتسبب انحباسها، وتفاقم الحالة المرضية، وفي الواقع فيجب استخدام هذه
العقاقير كعلاج فعال للأعراض التالية فقط: العطاس الشديد، الحساسية
الموسمية، جريان الأنف السائل الشفاف، احمرار الأنف. ولكن ما يحصل أحيانا
هو ان الشخص يعتبرها من العقاقير المسلم بها لعلاج نزلاتالبرد، وهو ما يعد
تصرفا خاطئا».
الألمان يوصون بتفادي المضاد الحيوي
يلجأ الكثيرون
الى المضادات الحيوية كعلاج فعال للقضاء على الأنفلونزا، لكن الأمر الذي
يغيب عن أذهان الكثيرين وأكده أطباء المان، هو أن هذه المضادات تضر
بالجسم. حيث حذر الأطباء من أن اصرار الأشخاص المصابين بنزلات البرد
والأنفلونزا على وصف الطبيب لهم مضادا حيويا لعلاج حالتهم انما يتسببون في
الاضرار بأنفسهم. وأوضح فولف فون رومر رئيس اتحاد أطباء الامراض الباطنية
في مستشفى فيسبادن الألماني، أن السبب في اغلب نزلات البرد والسعال ليس
بكتيرياً بل يكون عادة فيروسياً، وعليه فلا يفيد فيها تناول المضادات
الحيوية الفعالة لعلاج أمراض العدوى بالبكتيريا فقط. في حين وجد أن
الاستخدام الخاطئ والمفرط للمضادات الحيوية يمكن أن يؤدي الى ضرر بالأجهزة
الحيوية في الجسم مثل: الاصابة بالحساسية، وحرقة المعدة، والاسهال،
والحساسية الشديدة لضوء الشمس، كما انه قد يؤدي الى الحاق اضرار بالكلى
والكبد.
الفرق بين السعال الناشف وغير الناشف
كقاعدة عامة، فإن
السعال أو الكحة المصحوبة بخروج إفراز «المسمى بالبلغم» بلون اصفر داكن
وقريب من اللون الأخضر. ينتج غالبا من جراء الالتهاب البكتيري في الشعب
الهوائية أوالجزء السفلي من الرئة.
أما السعال أوالكحة الناشفة التي
يصاحبها إفراز بلغم صاف يشبه اللعاب فله أسباب كثيرة ومن أهمها: العدوى
الفيروسية، الحساسية الموسمية وحساسية الصدر (الربو) وتليف الرئة.
الإفراط في المضادات الحيوية
لنزلة البرد أعراض محدودة المدة وذاتية الشفاء Self
limiting، أي ان الجسم قادر على التغلب عليها ذاتيا من خلال جهازه
المناعي. حيث تصل الأعراض إلى قمتها في أول يوم أو يومين من الإصابة، ثم
ما تلبث ان تنحصر نتيجة لتغلب الجسم عليها، فتبدأ أعراضها في التلاشي.
وعليه، فكل ما يحتاجه الإنسان اثناء معظم نوبات البرد هو عقار خافض
للحرارة ومسكن للتعب العام (مثل عقار باراسيتامول) بالإضافة إلى اخذ قسط
من الراحة وتناول السوائل الدافئة لتدفئة البلعوم وتقليل تهيجه وقطرات
لفتح الأنف المسدود. وأما الحاجة إلى مضادات البكتيريا هو فقط لعلاج
العدوى البكتيرية، كما يجب ان يقرر الطبيب حاجة المريض لها بناء على
أعراضه الاكلينيكية. ومن أهم أعراض الالتهاب البكتيري هو افراز بلغم غامق
اخضر اللون مع ارتفاع مستمر في درجة الحرارة وخاصة عند الكبار.