رد الاحتجاج بالمجربات استقلالاً :
هذا الكلام مستخرج من كلام شيخ الإسلام : ابن تيمية رحمه الله ، في أن
استجابة الدعاء وقضاء الحاجات من الله عز وجل لا يعني ذلك أن الوسيلة مشروعة ؛ فقد يستجيب الله عز وجل مع تعدي العبد في الدعاء ، بل مع الشرك الصريح ،
وفي هذا ردّ على من يحتج بأن عمله مشروع ؛ لأنه ربما دعا فاستجاب الله لدعائه ،
أو أنه قد جرّب أمراً فنفعه ؛ مما يعني مشروعيته بزعمه . والنقول في ذلك كثيرة
نكتفي ببعضها :
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (وقد يحكى من الحكايات التي فيها
تأثير ، مثل : أن رجلاً دعا عندها أي المشاهد فاستجيب له ، أو نذر لها إن قضى
الله حاجته فقضيت حاجته ، ونحو ذلك . وبمثل هذه الأمور كانت تعبد الأصنام .
فإن القوم كانوا أحياناً يُخاطَبون من الأوثان ، وربما تُقضى حوائجهم إذا
قصدوها ؛ ولذلك يجري لهم مثل ما يجري لأهل الأبداد [1] من أهل الهند وغيرهم ، وربما قيست على ما شرع الله تعظيمه من بيته المحجوج ، والحجر الأسود الذي
شرع الله استلامه وتقبيله ، كأنه يمينه ، والمساجد التي هي بيوته .
وإنما عبدت الشمس والقمر بالمقاييس ، وبمثل هذه الشبهات حدث الشرك في
أهل الأرض) [2] .
وقال رحمه الله أيضاً : (فكم من عبد دعا دعاء غير مباح فقضيت حاجته في
ذلك الدعاء ، وكانت سبب هلاكه في الدنيا والآخرة .
تارة بأن يسأل ما لا تصلح له مسألته ، كما فعل بلعام وثعلبة ، وكخلق كثير
دعوا بأشياء فحصلت لهم ، وكان فيها هلاكهم .
وتارة بأن يسأل على الوجه الذي لا يحبه الله . كما قال سبحانه : ] ادْعُوا
رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إنَّهُ لا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ [ [الأعراف : 55] فهو سبحانه لا يحب
المعتدين في صفة الدعاء ، ولا في المسؤول . وإن كانت حاجتهم قد تقضى ؛ كأقوام
ناجوا الله في دعواتهم بمناجاة فيها جرأة على الله واعتداء لحدوده ، وأُعطوا طلبتهم
فتنة ولما يشاء الله سبحانه . بل أشد من ذلك : ألست ترى السحر والطلّسمات
والعين وغير ذلك من المؤثرات في العالم بإذن الله قد يقضي الله بها كثيراً من
أغراض النفوس الشريرة ؟ ومع هذا فقد قال سبحانه : ] وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا
لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونََ (102) وَلَوْ أَنَّهُمْ
آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ خَيْرٌ لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ [ [البقرة : 102 ، 103]
فإنهم معترفون بأنه لا ينفع في الآخرة . وأن صاحبه خاسر في الآخرة . وإنما
يتشبثون بمنفعته في الدنيا . وقد قال تعالى : ] وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ [
[البقرة : 102] .
وكذلك أنواع من الداعين والسائلين قد يدعون دعاء محرماً يحصل لهم معه
ذلك الغرض ، ويورثهم ضرراً أعظم منه . وقد يكون الدعاء مكروهاً ويستجاب له
أيضاً .
ثم هذا التحريم والكراهة قد يعلمه الداعي ، وقد لا يعلمه على وجه لا يعذر فيه
لتقصيره في طلب العلم ، أو تركه للحق . وقد لا يعلمه على وجه يعذر فيه ، بأن
يكون فيه مجتهداً أو مقلداً ، كالمقلد أو المجتهد اللذين يعذران في سائر الأعمال .
وغير المعذور : قد يتجاوز الله عنه في ذلك الدعاء لكثرة حسناته من صِدْقِ
قصده ، أو لمحض رحمة الله به ، أو نحو ذلك من الأسباب .
فالحاصل : أن ما يقع من الدعاء المشتمل على كراهة شرعية بمنزلة سائر
أنواع العبادات .
وقد عُلِمَ أن العبادة المشتملة على وصف مكروه : قد تغفر تلك الكراهة
لصاحبها لاجتهاده أوتقليده ، أو حسناته ، أو غير ذلك . ثم ذلك لا يمنع أن يعلم أن
ذلك مكروه ينهى عنه ، وإن كان هذا الفاعل المعين قد زال موجب الكراهة في حقه .
ومن هنا يغلط كثير من الناس ؛ فإنهم يبلغهم أن بعض الأعيان من الصالحين
عبدوا عبادة ، أو دعوا دعاء ، وجدوا أثر تلك العبادة وذلك الدعاء . فيجعلون ذلك
دليلاً على استحسان تلك العبادة والدعاء ، ويجعلون ذلك العمل سنة كأنه قد فعله نبي . وهذا غلط لما ذكرناه ، خصوصاً إذا كان ذلك العمل إنما كان أثره بصدق قام بقلب
فاعله حين الفعل ، ثم تفعله الأتباع صورة لا صدقاً فيضرون به ؛ لأن هذا العمل
ليس مشروعاً ؛ فلا يكون له ثواب المتبعين ، ولا قام بهم صدق ذلك الفاعل الذي
لعله بصدق الطلب وصحة القصد يُكفّر عن الفاعل ...
ومن هذا : أني أعرف رجالاً يستغيثون ببعض الأحياء في شدائد تنزل بهم
فيفرج عنهم ؛ وربما يعاينون أموراً ، وذلك الحي المستغاث به لم يشعر بذلك ، ولا
علم له به البتة . وفيهم من يدعو على أقوام أو يتوجه في إيذاء أولئك . وربما رآه
ضارباً له بسيف ، وإن كان الحي لا شعور له بذلك . وإنما ذلك من فعل الله سبحانه
بسبب يكون بين المقصود ، وبين الرجل الدافع من اتّباعٍ له ، وطاعةٍ فيما يأمره من
طاعة الله ونحو ذلك . فهذا قريب .
وقد يجري لعُبّاد الأصنام أحياناً من هذا الجنس المحرم ما يظنون أنه محبة من
الله بما تفعله الشياطين لأعوانهم . فإذا كان الأثر قد يحصل عقب دعاء من يتيقن أنه
لم يسمع الدعاء ، فكيف يتوهم أنه هو الذي تسبب في ذلك ، أو أن له فيه فعلاً ؟
وإذا قيل إن الله يفعله بذلك السبب .
فإذا كان السبب محرماً لم يجز ، كالأمراض التي يحدثها الله عقب أكل السموم ، وقد يكون الدعاء المحرم في نفسه دعاء لغير الله ، وأن يدعو الله مستشفعاً بغيره
إليه كما تقول النصارى : يا والدة الإله اشفعي لنا إلى الإله ، وقد يكون دعاء لله ،
لكنه توسل إليه بما لا يحب أن يُتوسل به إليه ؛ كما يفعل المشركون الذين يتوسلون
إلى الله بأوثانهم . وقد يكون دعا الله بكلمات لا تصلح أن ينادى بها الله ، أو يُدعى
بها ؛ لما في ذلك من الاعتداء .
فهذه الأدعية ونحوها وإن كان قد يحصل لصاحبها أحياناً غرضه لكنها محرمة
لما فيها من الفساد الذي يربو على منفعتها ، كما تقدم . ولهذا كانت هذه فتنة في حق
من لم يهده الله ، وينوِّر قلبه ...
وأما اعتقاد تأثير الأدعية المحرمة : فعامته إنما تجد اعتقاده عند أهل الجهل
الذين لا يميزون بين الدليل وغيره ، ولا يفهمون ما يشترط للدليل من الاطراد ؛
وإنما يقع في أهل الظلمات من الكفار والمنافقين أو ذوي الكبائر الذين أظلمت قلوبهم
بالمعاصي ، حتى لا يميزون بين الحق والباطل .
وبالجملة : فالعلم بأن هذا كان هو السبب أو بعض السبب ، أو شرط السبب ،
في هذا الأمر الحادث ، قد يُعلم كثيراً ، وقد يُظن كثيراً ، وقد يُتوهم كثيراً وهماً ليس
له مستند صحيح ، إلا ضعف العقل .
ويكفيك أن كل ما يُظن أنه سبب لحصول المطالب مما حرمته الشريعة من
دعاء أو غيره ؛ لا بد فيه من أحد أمرين :
- إما أن لا يكون سبباً صحيحاً : كدعاء من لا يسمع ولا يبصر ، ولا يغني
عنك شيئاً .
- وإما أن يكون ضرره أكثر من نفعه .
فأما ما كان سبباً صحيحاً منفعته أكثر من مضرته ، فلا ينهي عنه الشرع
بحال . وكل ما لم يشرع من العبادات مع قيام المقتضي لفعله من غير مانع فإنه من
باب المنهي عنه كما تقدم) ا هـ [3] .
هذا الكلام مستخرج من كلام شيخ الإسلام : ابن تيمية رحمه الله ، في أن
استجابة الدعاء وقضاء الحاجات من الله عز وجل لا يعني ذلك أن الوسيلة مشروعة ؛ فقد يستجيب الله عز وجل مع تعدي العبد في الدعاء ، بل مع الشرك الصريح ،
وفي هذا ردّ على من يحتج بأن عمله مشروع ؛ لأنه ربما دعا فاستجاب الله لدعائه ،
أو أنه قد جرّب أمراً فنفعه ؛ مما يعني مشروعيته بزعمه . والنقول في ذلك كثيرة
نكتفي ببعضها :
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (وقد يحكى من الحكايات التي فيها
تأثير ، مثل : أن رجلاً دعا عندها أي المشاهد فاستجيب له ، أو نذر لها إن قضى
الله حاجته فقضيت حاجته ، ونحو ذلك . وبمثل هذه الأمور كانت تعبد الأصنام .
فإن القوم كانوا أحياناً يُخاطَبون من الأوثان ، وربما تُقضى حوائجهم إذا
قصدوها ؛ ولذلك يجري لهم مثل ما يجري لأهل الأبداد [1] من أهل الهند وغيرهم ، وربما قيست على ما شرع الله تعظيمه من بيته المحجوج ، والحجر الأسود الذي
شرع الله استلامه وتقبيله ، كأنه يمينه ، والمساجد التي هي بيوته .
وإنما عبدت الشمس والقمر بالمقاييس ، وبمثل هذه الشبهات حدث الشرك في
أهل الأرض) [2] .
وقال رحمه الله أيضاً : (فكم من عبد دعا دعاء غير مباح فقضيت حاجته في
ذلك الدعاء ، وكانت سبب هلاكه في الدنيا والآخرة .
تارة بأن يسأل ما لا تصلح له مسألته ، كما فعل بلعام وثعلبة ، وكخلق كثير
دعوا بأشياء فحصلت لهم ، وكان فيها هلاكهم .
وتارة بأن يسأل على الوجه الذي لا يحبه الله . كما قال سبحانه : ] ادْعُوا
رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إنَّهُ لا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ [ [الأعراف : 55] فهو سبحانه لا يحب
المعتدين في صفة الدعاء ، ولا في المسؤول . وإن كانت حاجتهم قد تقضى ؛ كأقوام
ناجوا الله في دعواتهم بمناجاة فيها جرأة على الله واعتداء لحدوده ، وأُعطوا طلبتهم
فتنة ولما يشاء الله سبحانه . بل أشد من ذلك : ألست ترى السحر والطلّسمات
والعين وغير ذلك من المؤثرات في العالم بإذن الله قد يقضي الله بها كثيراً من
أغراض النفوس الشريرة ؟ ومع هذا فقد قال سبحانه : ] وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا
لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونََ (102) وَلَوْ أَنَّهُمْ
آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ خَيْرٌ لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ [ [البقرة : 102 ، 103]
فإنهم معترفون بأنه لا ينفع في الآخرة . وأن صاحبه خاسر في الآخرة . وإنما
يتشبثون بمنفعته في الدنيا . وقد قال تعالى : ] وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ [
[البقرة : 102] .
وكذلك أنواع من الداعين والسائلين قد يدعون دعاء محرماً يحصل لهم معه
ذلك الغرض ، ويورثهم ضرراً أعظم منه . وقد يكون الدعاء مكروهاً ويستجاب له
أيضاً .
ثم هذا التحريم والكراهة قد يعلمه الداعي ، وقد لا يعلمه على وجه لا يعذر فيه
لتقصيره في طلب العلم ، أو تركه للحق . وقد لا يعلمه على وجه يعذر فيه ، بأن
يكون فيه مجتهداً أو مقلداً ، كالمقلد أو المجتهد اللذين يعذران في سائر الأعمال .
وغير المعذور : قد يتجاوز الله عنه في ذلك الدعاء لكثرة حسناته من صِدْقِ
قصده ، أو لمحض رحمة الله به ، أو نحو ذلك من الأسباب .
فالحاصل : أن ما يقع من الدعاء المشتمل على كراهة شرعية بمنزلة سائر
أنواع العبادات .
وقد عُلِمَ أن العبادة المشتملة على وصف مكروه : قد تغفر تلك الكراهة
لصاحبها لاجتهاده أوتقليده ، أو حسناته ، أو غير ذلك . ثم ذلك لا يمنع أن يعلم أن
ذلك مكروه ينهى عنه ، وإن كان هذا الفاعل المعين قد زال موجب الكراهة في حقه .
ومن هنا يغلط كثير من الناس ؛ فإنهم يبلغهم أن بعض الأعيان من الصالحين
عبدوا عبادة ، أو دعوا دعاء ، وجدوا أثر تلك العبادة وذلك الدعاء . فيجعلون ذلك
دليلاً على استحسان تلك العبادة والدعاء ، ويجعلون ذلك العمل سنة كأنه قد فعله نبي . وهذا غلط لما ذكرناه ، خصوصاً إذا كان ذلك العمل إنما كان أثره بصدق قام بقلب
فاعله حين الفعل ، ثم تفعله الأتباع صورة لا صدقاً فيضرون به ؛ لأن هذا العمل
ليس مشروعاً ؛ فلا يكون له ثواب المتبعين ، ولا قام بهم صدق ذلك الفاعل الذي
لعله بصدق الطلب وصحة القصد يُكفّر عن الفاعل ...
ومن هذا : أني أعرف رجالاً يستغيثون ببعض الأحياء في شدائد تنزل بهم
فيفرج عنهم ؛ وربما يعاينون أموراً ، وذلك الحي المستغاث به لم يشعر بذلك ، ولا
علم له به البتة . وفيهم من يدعو على أقوام أو يتوجه في إيذاء أولئك . وربما رآه
ضارباً له بسيف ، وإن كان الحي لا شعور له بذلك . وإنما ذلك من فعل الله سبحانه
بسبب يكون بين المقصود ، وبين الرجل الدافع من اتّباعٍ له ، وطاعةٍ فيما يأمره من
طاعة الله ونحو ذلك . فهذا قريب .
وقد يجري لعُبّاد الأصنام أحياناً من هذا الجنس المحرم ما يظنون أنه محبة من
الله بما تفعله الشياطين لأعوانهم . فإذا كان الأثر قد يحصل عقب دعاء من يتيقن أنه
لم يسمع الدعاء ، فكيف يتوهم أنه هو الذي تسبب في ذلك ، أو أن له فيه فعلاً ؟
وإذا قيل إن الله يفعله بذلك السبب .
فإذا كان السبب محرماً لم يجز ، كالأمراض التي يحدثها الله عقب أكل السموم ، وقد يكون الدعاء المحرم في نفسه دعاء لغير الله ، وأن يدعو الله مستشفعاً بغيره
إليه كما تقول النصارى : يا والدة الإله اشفعي لنا إلى الإله ، وقد يكون دعاء لله ،
لكنه توسل إليه بما لا يحب أن يُتوسل به إليه ؛ كما يفعل المشركون الذين يتوسلون
إلى الله بأوثانهم . وقد يكون دعا الله بكلمات لا تصلح أن ينادى بها الله ، أو يُدعى
بها ؛ لما في ذلك من الاعتداء .
فهذه الأدعية ونحوها وإن كان قد يحصل لصاحبها أحياناً غرضه لكنها محرمة
لما فيها من الفساد الذي يربو على منفعتها ، كما تقدم . ولهذا كانت هذه فتنة في حق
من لم يهده الله ، وينوِّر قلبه ...
وأما اعتقاد تأثير الأدعية المحرمة : فعامته إنما تجد اعتقاده عند أهل الجهل
الذين لا يميزون بين الدليل وغيره ، ولا يفهمون ما يشترط للدليل من الاطراد ؛
وإنما يقع في أهل الظلمات من الكفار والمنافقين أو ذوي الكبائر الذين أظلمت قلوبهم
بالمعاصي ، حتى لا يميزون بين الحق والباطل .
وبالجملة : فالعلم بأن هذا كان هو السبب أو بعض السبب ، أو شرط السبب ،
في هذا الأمر الحادث ، قد يُعلم كثيراً ، وقد يُظن كثيراً ، وقد يُتوهم كثيراً وهماً ليس
له مستند صحيح ، إلا ضعف العقل .
ويكفيك أن كل ما يُظن أنه سبب لحصول المطالب مما حرمته الشريعة من
دعاء أو غيره ؛ لا بد فيه من أحد أمرين :
- إما أن لا يكون سبباً صحيحاً : كدعاء من لا يسمع ولا يبصر ، ولا يغني
عنك شيئاً .
- وإما أن يكون ضرره أكثر من نفعه .
فأما ما كان سبباً صحيحاً منفعته أكثر من مضرته ، فلا ينهي عنه الشرع
بحال . وكل ما لم يشرع من العبادات مع قيام المقتضي لفعله من غير مانع فإنه من
باب المنهي عنه كما تقدم) ا هـ [3] .