الحمد لله و الصلاة و السلام على رسوله و من والاه ،و بعد فان موضوع التداوي بالرقى و القران و ما يتبع ذلك من حديث عن مس الجن و العين و السحر ،لتعلق ذلك بالعقيدة و الاخلاق ، و ببعض المشكلات و الظواهر والاجتماعية المعقدة التي طفت على السطح في الفترة الاخيرة نتيجة . و منشا الخطورة في هذه القضية هو ما حصل في هذه الازمنة من توسع و افراط في مسالة الرقى ، حيث ادخل فيها ما ليس منها من البدع المحدثة ، و الممارسات المخترعة الخطيرة التي لا اصل لها في كتاب الله تعالى ، و لا سنة رسوله – صلى الله عليه و سلم – و لا هدي الصحابة الكرام رضي الله عنهم و لكنها الى الشعوذة اقرب و بها الصق ن مما اسهم في انتشار الاوهام و الوساوس و الخوف و الهلع ، و تغلل ذلك في قلوب الكثيرين من المتعاطين لهذه الامور . فقد كثر الكلام بلا علم ، و كثر التطبب من غير معرفة و فهم لاصول الطب و العلاج ، و اصبحنا نرى من يعالج بالرقية و الرقية شرعية و المعالج المزعوم من ابعد الناس عن العلم الشرعي و اهله ، و قد شاع الامر و انتشر ، و سيطر الوهم على كثير من النفوس ، و ضعف التوكل على الله تعالى و تعلق الناس بالمخلوق الضعيف ، بدلا من تعلقهم بالخالق القوي اللطيف سبحانه و تعالى . يضاف الى ما سبق توسع بعضهم و انتهازهم الفرصة لجلب الاموال من هذا الطريق ، و قد تحول الامر من كونه جعلا تسد به الحاجة ، الى مصدر واسع و مفتوح للترف و السرف و الجشع و الابتزاز، ثم تاتي ثالثة الاثافي في هذا الامر و الفتنة تجر اخواتها الا و هي فتنة النساء و ما ادراك ما فتنة النساء ، تلك الفتنة التي خذرنا منها رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و لم يخف علينا فتنة اشد منها ، فقد ظهر في هذه الايام من بعض القراء و لا نقول كل القراء من يتساهل و يترخص في معالجة النساء ، من نظر الى المراة الى الكشف عن اجزاء جسدها ، بل و ربما مسه ..الخ ، و قد سمعنا كثير من المنكرات في هذا الباب . من اجل ذلك كله جاءت هذه الدراسة قياما بواجب النصيحة و التحذير من مغبة هذا الامر و ما يجره من فتن و مفاسد و انحرافات تتعلق بالعقيدة و الاخلاق و الاجتماع . ولا شك في ان امر العلاج هذا اضحى يحتاج الى علاج ، و هذا ما نرجو ان تساهم هذه الدراسة في جزء من المهمة ، باذن الله تعالى. و في الدراسة بقية بحول الله و قوته.