ملك اليمين .. إطلاق وتكريم
يقول تعالى:
[{وَالَّذِينَ
هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ "5" إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا
مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ "6" فَمَنِ
ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ "7"} (سورة
المؤمنون)]
ويقول الحق:
[{فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ
النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ
تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ .. "3"} (سورة
النساء)]
ولقد حاول الكثيرون أن يقولوا: ما معنى:
[{أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ .. "3"} (سورة النساء)]
الآن .. وهل يوجد من تنطبق عليه هذه الآية؟
نقول:
إن هذه الآية تنطبق الآن على أسيرات الحرب من النساء .. لكن هذه الحرب
لابد أن تكون حرباً شرعية .. أي أعلنها الوالي أو الحاكم، ولا تكون مجرد
غزوات أو مناوشات بين طوائف من الناس، مثلما يحدث في لبنان الآن من وجود
طوائف متنازعة .. يقاتل بعضها البعض .. أي التي يقولون عنها الحروب
الأهلية .. أو الحروب الطائفية .. ولنا أن نتصور ما يمكن أن يحدث لامرأة
سقطت أسيرة بين جيش من الغزاة.
لقد رأينا أفلاماً تصور ما يحدث
للأسيرات إذا وقعن في أيدي القوات الغازية .. مثلما حدث في معارك الحرب
العالمية الثانية وفي فيتنام، وماذا كان يحدث من اغتصاب النساء في دور
العبادة، والوحشية التي كانت تتم بها هذه العملية .. وإن كانت هذه الأفلام
قد استندت إلى الواقع والحقيقة .. فإنها خفت منه كثيرا، لأنها لا تستطيع
أن تعرضه ببشاعته، ولأن حقيقة ما يقع تفوقه أكثر الخيالات الشريرة ..
بشاعة وجرماً.
أراد الله سبحانه وتعالى أن يقي المرأة من هذا كله وهو
يقع. ومازال يقع، وسيظل يقع في الحروب القادمة، إن كانت مشيئة الله تقضي
بأن حروباً ستتم. أراد الله برحمته أن يقي المرأة من هذه الوحشية الرهيبة؛
فأباح لأي رجل أن يتزوجها. دون التقيد بشيء في العدد أو غير ذلك .. أي أن
تكون زوجة زائدة .. ومتى تزوجها أصبحت لها حرمة، وأصبح لها من يحميها
ويدافع عنها، واحترم الجميع هذا الزواج .. فهل في هذا إهانة للمرأة أم
تكريم لها؟
وهل إذا وقعت امرأة أسيرة بين مجموعة من الجنود .. وخيرت
بين أن يفتكوا بها أو تتزوج أحدهم؟ فأي العرضين تختار؟ .. بلا تردد طبعاً
تختار العرض الثاني، أي أن تكون زوجة ولها كيان .. وليست فريسة يفتك بها
ثم تلقى في الطريق.
والمتفقه في أسرار دينه يعلم أن ملك اليمين إطلاق
من العبودية إلى مرتبة الحرية؛ لأن الإسلام أراد التخلص من الرق فجعل عتق
الرقبة من القربات إلى الله. وملك اليمين انتقال من المملوكية إلى الحرية.
وكل
الآيات التي وردت في الرق في الإسلام جاءت لتخلص الإنسانية من رصيدها
السيئ في العبودية، وإطلاق سراح العبيد ليكونوا أحراراً، وفي هذه إشارات
إلى تكريم الإنسان ولاسيما المرأة.
|نصوص لها حق البقاء||
ذا كانت لا توجد الآن من تنطبق عليها معنى الآية الكريمة:
[{أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ .. "3"} (سورة النساء)]
فليس معنى هذا إضعاف للنص، فالنص الشرعي موجود إن وجدت حالة طبق عليها، وإن لم توجد فهو موجود للتطبيق متى وجدت الحالة.
فلنفرض أن مدينة ليس بها لص واحد .. هل يتساءل أهلها: لماذا تم تشريع قطع يد السارق مع أنه لا يوجد من يسرق في هذه البلدة؟
لا، فالنص باق، حتى إذا سرق أحد طبق عليه، وإن لم يسرق أحد الآن، فالتشريع موجود ليطبق إذا حدثت جريمة السرقة في المستقبل ..
وليس
القصد من التشريع هو وقوع الجريمة .. ولكن القصد منه هو منع وقوعها. فإذا
قلنا: إن الله سبحانه وتعالى قد قضى بقطع يد السارق أو السارقة .. كما جاء
في كتابه العزيز:
[{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ
أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ
عَزِيزٌ حَكِيمٌ "38"} (سورة المائدة)]
فليس معنى هذا التحريض على
السرقة .. ولا التنكيل بالناس .. ولكن هدفه هو منع جريمة السرقة من
الوقوع. لأن السارق إذا ما استحضر العقاب وعرف أن يده ستقطع؛ سيمتنع عن
ارتكاب هذه الجريمة، كذلك القاتل إذا عرف أنه سيقتل؛ فإنه سيمتنع عن
القتل، لأنه يعلم أنه سيدفع حياته ثمناً لذلك.
إن الدولة التي أوقفت
جريمة الإعدام بالنسبة للقاتل استبدلها بالسجن مدى الحياة .. انتشرت فيها
جرائم القتل، وتعالت فيها الأصوات مطالبة بالعودة إلى عقوبة الإعدام ..
كردع لجرائم القتل.
إذن: فقول الحق ـ سبحانه وتعالى:
[{أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ .. "3"} (سورة النساء)]
هو
تكريم للمرأة .. سواء وقعت أسيرة في الحرب، أو كانت جارية كما كان يحدث في
الماضي عندما كان الرق موجوداً .. لتحرر ويصبح ابنها حراً، وتصبح زوجة
لسيدها.
وهكذا عالج الإسلام أمراض المجتمع التي كانت موجودة حين نزل
القرآن، والتي قد تحدث بعد ذلك علاجاً يحفظ للمرأة كرامتها وحريتها وعزتها
وسيادتها.
يقول تعالى:
[{وَالَّذِينَ
هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ "5" إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا
مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ "6" فَمَنِ
ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ "7"} (سورة
المؤمنون)]
ويقول الحق:
[{فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ
النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ
تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ .. "3"} (سورة
النساء)]
ولقد حاول الكثيرون أن يقولوا: ما معنى:
[{أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ .. "3"} (سورة النساء)]
الآن .. وهل يوجد من تنطبق عليه هذه الآية؟
نقول:
إن هذه الآية تنطبق الآن على أسيرات الحرب من النساء .. لكن هذه الحرب
لابد أن تكون حرباً شرعية .. أي أعلنها الوالي أو الحاكم، ولا تكون مجرد
غزوات أو مناوشات بين طوائف من الناس، مثلما يحدث في لبنان الآن من وجود
طوائف متنازعة .. يقاتل بعضها البعض .. أي التي يقولون عنها الحروب
الأهلية .. أو الحروب الطائفية .. ولنا أن نتصور ما يمكن أن يحدث لامرأة
سقطت أسيرة بين جيش من الغزاة.
لقد رأينا أفلاماً تصور ما يحدث
للأسيرات إذا وقعن في أيدي القوات الغازية .. مثلما حدث في معارك الحرب
العالمية الثانية وفي فيتنام، وماذا كان يحدث من اغتصاب النساء في دور
العبادة، والوحشية التي كانت تتم بها هذه العملية .. وإن كانت هذه الأفلام
قد استندت إلى الواقع والحقيقة .. فإنها خفت منه كثيرا، لأنها لا تستطيع
أن تعرضه ببشاعته، ولأن حقيقة ما يقع تفوقه أكثر الخيالات الشريرة ..
بشاعة وجرماً.
أراد الله سبحانه وتعالى أن يقي المرأة من هذا كله وهو
يقع. ومازال يقع، وسيظل يقع في الحروب القادمة، إن كانت مشيئة الله تقضي
بأن حروباً ستتم. أراد الله برحمته أن يقي المرأة من هذه الوحشية الرهيبة؛
فأباح لأي رجل أن يتزوجها. دون التقيد بشيء في العدد أو غير ذلك .. أي أن
تكون زوجة زائدة .. ومتى تزوجها أصبحت لها حرمة، وأصبح لها من يحميها
ويدافع عنها، واحترم الجميع هذا الزواج .. فهل في هذا إهانة للمرأة أم
تكريم لها؟
وهل إذا وقعت امرأة أسيرة بين مجموعة من الجنود .. وخيرت
بين أن يفتكوا بها أو تتزوج أحدهم؟ فأي العرضين تختار؟ .. بلا تردد طبعاً
تختار العرض الثاني، أي أن تكون زوجة ولها كيان .. وليست فريسة يفتك بها
ثم تلقى في الطريق.
والمتفقه في أسرار دينه يعلم أن ملك اليمين إطلاق
من العبودية إلى مرتبة الحرية؛ لأن الإسلام أراد التخلص من الرق فجعل عتق
الرقبة من القربات إلى الله. وملك اليمين انتقال من المملوكية إلى الحرية.
وكل
الآيات التي وردت في الرق في الإسلام جاءت لتخلص الإنسانية من رصيدها
السيئ في العبودية، وإطلاق سراح العبيد ليكونوا أحراراً، وفي هذه إشارات
إلى تكريم الإنسان ولاسيما المرأة.
|نصوص لها حق البقاء||
ذا كانت لا توجد الآن من تنطبق عليها معنى الآية الكريمة:
[{أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ .. "3"} (سورة النساء)]
فليس معنى هذا إضعاف للنص، فالنص الشرعي موجود إن وجدت حالة طبق عليها، وإن لم توجد فهو موجود للتطبيق متى وجدت الحالة.
فلنفرض أن مدينة ليس بها لص واحد .. هل يتساءل أهلها: لماذا تم تشريع قطع يد السارق مع أنه لا يوجد من يسرق في هذه البلدة؟
لا، فالنص باق، حتى إذا سرق أحد طبق عليه، وإن لم يسرق أحد الآن، فالتشريع موجود ليطبق إذا حدثت جريمة السرقة في المستقبل ..
وليس
القصد من التشريع هو وقوع الجريمة .. ولكن القصد منه هو منع وقوعها. فإذا
قلنا: إن الله سبحانه وتعالى قد قضى بقطع يد السارق أو السارقة .. كما جاء
في كتابه العزيز:
[{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ
أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ
عَزِيزٌ حَكِيمٌ "38"} (سورة المائدة)]
فليس معنى هذا التحريض على
السرقة .. ولا التنكيل بالناس .. ولكن هدفه هو منع جريمة السرقة من
الوقوع. لأن السارق إذا ما استحضر العقاب وعرف أن يده ستقطع؛ سيمتنع عن
ارتكاب هذه الجريمة، كذلك القاتل إذا عرف أنه سيقتل؛ فإنه سيمتنع عن
القتل، لأنه يعلم أنه سيدفع حياته ثمناً لذلك.
إن الدولة التي أوقفت
جريمة الإعدام بالنسبة للقاتل استبدلها بالسجن مدى الحياة .. انتشرت فيها
جرائم القتل، وتعالت فيها الأصوات مطالبة بالعودة إلى عقوبة الإعدام ..
كردع لجرائم القتل.
إذن: فقول الحق ـ سبحانه وتعالى:
[{أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ .. "3"} (سورة النساء)]
هو
تكريم للمرأة .. سواء وقعت أسيرة في الحرب، أو كانت جارية كما كان يحدث في
الماضي عندما كان الرق موجوداً .. لتحرر ويصبح ابنها حراً، وتصبح زوجة
لسيدها.
وهكذا عالج الإسلام أمراض المجتمع التي كانت موجودة حين نزل
القرآن، والتي قد تحدث بعد ذلك علاجاً يحفظ للمرأة كرامتها وحريتها وعزتها
وسيادتها.