(هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) .. هل هو خطأ لغوي ؟
قال تعالى في كتابه الحكيم : (هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) ..
في تأمل الآية نجد أأنها بدأت بمثنى " هذان خصمان " ثم عقب ذلك جاء " اختصموا فى ربهم"
فكيف تحدث القرآن هنا عن الخصمين بضمير " الجمع " الذى هو " واو الجماعة "
في قوله تعالى ( اختصموا ) ثم بضمير الجماعة " هم " فى قوله تعالى: " فى
ربهم "؟
وكان يجب ويفترض بديهياً أن يثنى الضمير العائد على المثنى ، فيقول: " خصمان اختصما فى ربهما ؟!
قد يأتي من يقول : في مثل هذه الحالات الإعرابية يجب إجازة ذلك مراعاة للمعنى بحسب طرق التعبير اللغوى .
لكن أنا كمتلقي قد لا أقتنع بهذه التبريرات لوهنها ، وإن كنت اقتنعت بجواز
جمع الضمير العائد على المثنى حين عودتي لسبب النزول أو من خلال استئناف
الحديث عن الحالة كما يبرر البعض بذلك !!
هل هناك من يملك تفاصيل أكثر إقناعاً بحيث يجيز اللفظ دون مراعاة
للمعنى ؟
بقي أمر مهم جدا وهو :
لا
يمكننا أن نقول لأية كلمة أو عبارة قيلت قبل تدوين النحو إنها خاطئة لسبب
منطقي وهو : أن كل القواعد قيلت لمناسبة ذلك الكلام الأولي كمادة خام
وغالبية القواعد هي لتتوافق مع الظاهر الأعم الأغلب من تلك النصوص لأن
هناك حالات شاذة مخالفة للقاعدة لكنها صحيحة لأنها تسبق النحو .
النحو باختصار وضع على مجرى كلام العرب فمن غير المنطق أن نخطئ الكلام
السابق بسبب قواعد متأخرة وضعت وأحكمت على الظاهر الأعم فقط .. فكيف
بالقرآن الكريم ؟
[/size]
قال تعالى في كتابه الحكيم : (هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) ..
في تأمل الآية نجد أأنها بدأت بمثنى " هذان خصمان " ثم عقب ذلك جاء " اختصموا فى ربهم"
فكيف تحدث القرآن هنا عن الخصمين بضمير " الجمع " الذى هو " واو الجماعة "
في قوله تعالى ( اختصموا ) ثم بضمير الجماعة " هم " فى قوله تعالى: " فى
ربهم "؟
وكان يجب ويفترض بديهياً أن يثنى الضمير العائد على المثنى ، فيقول: " خصمان اختصما فى ربهما ؟!
قد يأتي من يقول : في مثل هذه الحالات الإعرابية يجب إجازة ذلك مراعاة للمعنى بحسب طرق التعبير اللغوى .
لكن أنا كمتلقي قد لا أقتنع بهذه التبريرات لوهنها ، وإن كنت اقتنعت بجواز
جمع الضمير العائد على المثنى حين عودتي لسبب النزول أو من خلال استئناف
الحديث عن الحالة كما يبرر البعض بذلك !!
هل هناك من يملك تفاصيل أكثر إقناعاً بحيث يجيز اللفظ دون مراعاة
للمعنى ؟
[size=21]الخصمان
: الخصم الأول جماعة من المسلمين والخصم الثاني جماعة من اليهود والنصارى
, لذلك فهم جمع فعاد الضمير لهما جمعا " اختصموا " و " ربهم " هذا القول
هو رأي الفراء عالم النحو المعروف .
فالضمير عاد على المعنى "الجمع" وليس على اللفظ "المثنى" وهذا وجه موجود في كلام العرب .
ومثلها : ( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا ) فعاد الضمير على الجمع .
***
ولأن ما ذكر أعلاه هو خاص بالمعنى الذي لم يقنعك كما تقول فإني سأبدي رأيا آخر سيقنعك إن شاء الله وهو :
القرآن الكريم سابق لقواعد اللغة العربية , لذلك هناك آيات لم تتسق مع تلك
القواعد المصطنعة التي هي وضعت حسب الغالب الأعم من كلام العرب وليس
بالضرورة أن العرب كانت تتكلم بهذه الصرامة النحوية .
هناك
عبارات كثيرة تأبّت على قواعد النحو فتركوها كما هي كإشارة على أن العرب
بشر وليسوا آلات ميكانيكية تتكلم حسب القاعدة التي وضعت متأخرة .
فالعرب تقول : مكره أخاك لا بطل .. والصواب : (أخوك) لأنه نائب فاعل لاسم المفعول , لكنها قيلت كذا وبقيت كذا .
وتقول أيضا : هذا جحرُ ضبٍ خربٍ : والصواب خربٌ لأنه وصف للجحر فجروه
لمناسبة المجاورة للكلمة التي قبله وهي حالة موسيقية لا تأتي في كل
الأحوال .. لذلك ورد المثل بهذه الصورة .
: الخصم الأول جماعة من المسلمين والخصم الثاني جماعة من اليهود والنصارى
, لذلك فهم جمع فعاد الضمير لهما جمعا " اختصموا " و " ربهم " هذا القول
هو رأي الفراء عالم النحو المعروف .
فالضمير عاد على المعنى "الجمع" وليس على اللفظ "المثنى" وهذا وجه موجود في كلام العرب .
ومثلها : ( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا ) فعاد الضمير على الجمع .
***
ولأن ما ذكر أعلاه هو خاص بالمعنى الذي لم يقنعك كما تقول فإني سأبدي رأيا آخر سيقنعك إن شاء الله وهو :
القرآن الكريم سابق لقواعد اللغة العربية , لذلك هناك آيات لم تتسق مع تلك
القواعد المصطنعة التي هي وضعت حسب الغالب الأعم من كلام العرب وليس
بالضرورة أن العرب كانت تتكلم بهذه الصرامة النحوية .
هناك
عبارات كثيرة تأبّت على قواعد النحو فتركوها كما هي كإشارة على أن العرب
بشر وليسوا آلات ميكانيكية تتكلم حسب القاعدة التي وضعت متأخرة .
فالعرب تقول : مكره أخاك لا بطل .. والصواب : (أخوك) لأنه نائب فاعل لاسم المفعول , لكنها قيلت كذا وبقيت كذا .
وتقول أيضا : هذا جحرُ ضبٍ خربٍ : والصواب خربٌ لأنه وصف للجحر فجروه
لمناسبة المجاورة للكلمة التي قبله وهي حالة موسيقية لا تأتي في كل
الأحوال .. لذلك ورد المثل بهذه الصورة .
بقي أمر مهم جدا وهو :
لا
يمكننا أن نقول لأية كلمة أو عبارة قيلت قبل تدوين النحو إنها خاطئة لسبب
منطقي وهو : أن كل القواعد قيلت لمناسبة ذلك الكلام الأولي كمادة خام
وغالبية القواعد هي لتتوافق مع الظاهر الأعم الأغلب من تلك النصوص لأن
هناك حالات شاذة مخالفة للقاعدة لكنها صحيحة لأنها تسبق النحو .
النحو باختصار وضع على مجرى كلام العرب فمن غير المنطق أن نخطئ الكلام
السابق بسبب قواعد متأخرة وضعت وأحكمت على الظاهر الأعم فقط .. فكيف
بالقرآن الكريم ؟
لكنه يجب علينا الآن أن نلتزم بتلك القواعد حتى تستقيم اللغة .
واود أن اشير
إلى أن الآية الكريمه
تتحدث عن قصةٍ لمجموعتين
وبالتالي فالجمع يعود للمُتحَدَّثِ عنهم
وبالتالي لا يصح التفسير اللغوي مجازاً لظاهر الجُمله
إذا كانت الجُملة تتحدث عن واقعة او حدث بين ضدين مالم نأخذ بأسبابها والشواهِد كُثر
ولتوضيح سيد المكان هُنا
استاذ اللغة ابا يزن أبلغ الأثر
والله أعلم
واود أن اشير
إلى أن الآية الكريمه
تتحدث عن قصةٍ لمجموعتين
وبالتالي فالجمع يعود للمُتحَدَّثِ عنهم
وبالتالي لا يصح التفسير اللغوي مجازاً لظاهر الجُمله
إذا كانت الجُملة تتحدث عن واقعة او حدث بين ضدين مالم نأخذ بأسبابها والشواهِد كُثر
ولتوضيح سيد المكان هُنا
استاذ اللغة ابا يزن أبلغ الأثر
والله أعلم
[/size]