الله تعالى ( من كان يريد العزة فلله العزة جميعا" اليه يصعد الكلم الطيب والعمل..)
الســــــــــــلام عليكم ورحمة الله وبــركــاتــه
بســـــــــم الله الرحمن الــرحـــيــم
الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلاة والتسليم على سيدنا مــحــمــد امام الأنبياء والمرسلين ، وعلى آلــه وصحبه والتابعين الى يوم الدين .
>> قال الـلـه تـعـالـى <<
( من كان يريد العزة فلله العزة جميعا" اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ). الآية الكريمة
( من كان يريد العزة ) هذا بيان من الله تعالى واعلان لجميع العقلاء ذوي الارادات السامية ، وأولي الهمم العالية ، الطامحين الى العزة والكرامة ، والمترفعين عن المذلة والمهانة ، يعرض الله تعالى في هذا الاعلان عرضا" فيه تحريض وتشويق ، للمسارعة الى هذه العروض ، والمسابقة في ميدان الظفر به ، فيقول سبحانه : ( من كان يريد العزة فلله العزة جميعا") . فينشط الهمم ويحرك العزائم نحو ارادة العزة والسعي في تحصيلها ، ويبين لهم أنهم مهما بذلوا جهودهم للحصول عليها عند غير الله تعالى لا يجدونها ، فان العزة لله جميعا" ، فلا يظفرون بها ، ولا يحصلون عليها الا بحبه والتقرب اليه ، فاذا تقربوا لرب العزة أظلهم بظلال العزة ، وحفاهم بحفاوة الكرامة .
ثم بين لهم طريق التقرب اليه فقال : ( اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) .
والمعنى : أن من أراد العزة حقا" فليطلبها ممن له العزة جميعا" ، وهو الله رب العزة والجلال ، فاذا سأل عن السبيل الموصلة الى العزة ، فالسبيل الى ذلك هو التقرب اليه سبحانه ، بما شرع من الكام الطيب والعمل الصالح ، فان الكلم الطيب والعمل الصالح يقربان العبد الى الله القوي العزيز ، وهما كريمان عند الله تعالى ، لهما شأن كبير ومقام عزيز ، يرفعان الى ديوان عليين للرقم والتسجيل ، وبذلك ينالون الكرامة والشرف ؛ لتسجيلهم في سجل الشرف .
وكتاب عليين هو عند سدرة المنتهى التي تنتهي اليها أعمال العباد ، التي ترفعها الملائكة عليهم السلام ، كما جاء ذلك عن السلف الصالح ، وقد دل على ذلك عموم ما جاء في الحديث الذي رواه الامام أحمد وغيره ، عن ابن مسعود رضي اللهعنه قال : لما أسري برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انتهى به الى سدرة المنتهى ، وهي في السماء السابعة ، ينتهي اليها ما يعرج من الأرض ، فيقبض منها ، واليها ينتهي ما يهبط من فوقها ، فيقبض منها .
ثم ان الأقوال الطيبة والأعمال الصالحة تجتمع وهي متمثلة بأمثلة نورانية ، ويتعاطفن عند عرش الرحمن ، يذكرن بصاحبهن ويشفعن به ، ويدل على ذلك ما رواه ابن ماجه ، عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآلـه وسلم : { ان مما تذكرون من جلال الله : التسبيــح والتــهــليــل والتحمــيــد ، ينعطفن حول العرش ، لهن دوي كدوي النحل تذكر بصاحبها ، أما يحب أحدكم أن يكون له ــ أو لا يزال له ــ من يذكره } .
ورواه الامام أحمد بلفظ : { ألا يحب أحدكم أن لا يزال له عند الله شيء يذكر به } .
قال المنذري : رواه ابن ابي الدنيا ، والحاكم وقال : صحيح على شرط مسلم . وسيأتي الكلام عليه ان شاء الله تعالى.
والآن نعود الى قوله تعالى : ( من كان يريد العزة فلله العزة جميعا" ) .
الــعــز : مضاد للذل ، قال تعالى : ( وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شىء قدير ) ، فلا سبيل لنيل العز الحقيقي الدائم في الدنيا وفي الآخرة الا بالتقرب الى الله تعالى الذي هو رب العزة ، ولا يتقرب اليه الا بما شرع من الأقوال والعمال عاى لسان رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم .
قال تعالى : ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون ) .
روى الحاكم في ( التــاريــخ ) واليلمي ، وابن عساكر ، عن أنس رضي الله عنه قال ك قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : { ان الله تعالى يقول كل يوم : أنا ربكم العزيز ، فمن أراد عز الدارين فليطع العزيز } . انظر ( الـدر المنثــور ).
وروى الحاكم وقال : صحيح على سرطهما ، عن طارق قال : خرج عمر رضي الله عنه الى الشام ومعنا أبو عبيدة رضي الله عنه ، فأتواعلى مخاضة ــ أي : مجتمع ماء ــ وعمر على ناقة له ، فنزل وخلع خفيه فوضعهما على عاتقه ، وأخذ بزمام ناقته فخاض ، فقال أبو عبيدة : يأمير المؤمنين أنت تفعل هذا ! ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك ــ أي : هم ينظرون اليك ـ...
فقال عمر : أوه ، ولو يقول ذا غيرك يا أبا عبيدة لجعلته نكالا" لأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، انا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالاسلام ، فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا به اذلنا الله .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : { بعثت بين يدي الساعة بالسيف ، حتى يعبد الله تعالى وحده لا شريك له ، وجعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ، ومن تشبه بقوم فهو منهم } .
رواه احمد والطبراني وابن ابي شيبة والبيهقي وغيرهم .
فمن ابتغى العزة من عند غير الله تعالى أذله الله تعالى ، قال تعالى :
( أيبتغون عندهم العزة فان العزة لله جميعا" ) .
روى الحكيم الترمذي ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرفوعا" : { من اعتز بالعبيد أذله الله تعالى } .
وقال الله تعالى : ( واتخذوا من دون الله ءالهة ليكونوا لهم عزا" * كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا" ) .
وأما العزة التي يتصف بها أعداء الله تعالى فهي خيال العزة الموهومة المزعومة عندهم ، فانهم يتعززون بذلك الخيال الذي لا حقيقة له ، قال تعالى : ( بل الذين كفروا في عزة وشقاق ) . أي : في تعزز ومشاقة للمؤمنين ، ومن هذا قوله تعالى : ( واذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالاثم ) . أي : راح يتعزز بالاثم الذي هو باطل وهو ضار له ، غير نافع ( كسراب بقيعة يحسبه الظمئان ماء ) ، فيسعى اليه ظانا" أنه ماء نافع وعذب فرات ( حتى اذا جاء لم يجده شيئا" ) . لا شيئيه له في الخارج ، وانما هو الخيال الموصل الى الخيال .
ولا ريب أن العزة الحقيقية تستلزم القوة والغلبة .
قال الله تعالى : ( ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوى عزيز ) .
وقال الله تعالى : ( وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا" عزيزا" ) .
فقرن بين العزة والقوة ، ومن هذا قوله صلى الله عليه وآله وسلم لخالد بن الوليد رضي الله عنه لما شكى اليه وجعا" في جسده قال له : { ضع يدك على ما تألم من جسدك وقل : بســـم الـلـه ــ ثلاثا" ــ ثم قل : أعــوذ بعـزة الـلـه وقـدرتـه مـن شــر مـا اجـد وأحـاذر ــ سبــع مــرات ــ } .
فكما أن العزة كلها لله تعالى ، كذلك القوة كلها لله تعالى ، ومن كانت عزته بالله فقوته بالله تعالى ، قال الله تعالى : ( ولو يرى الذين ظلموا اذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا" وأن الله شديد العذاب ) .
وقد يقترن اسم العزيز بالرحيم ، ليبين لعباده أن عزته سبحانه المستلزمة لقوته وغالبيته على غيره ــ في تصرفاته في خلقه ــ فان ذلك بالحكمة لا بالبعث ولا الباطل ، بل هو الحكيم الذي يضع الأمور في مواضيعها الائقة بها .
فبعزته يقهر وينتقم ممن يستحق ذلك ، قال الله تعالى : ( ان الذين كفروا بأيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام ) . وبعزته يرحم كل من هو أهل لذلك ، قال الله تعالى : ( وتوكل على العزيز الرحيم ) . فمن توكل على الله تعالى فقد اعتمد واستند الى عزيز غالب قوي لا يغلب ، ورحيم بمن توكل عليه ، بل هو أرحم بنفسه من نفسه ، وان العبد اذا توكل على ربه سبحانه فقد أيقن أن ربه رحيم به رحيم به ، ولذلك فوض اليه بل أيقن أنه سبحانه أرحم به من نفسه ، ولذلك خرج من أعتماده على نفسه واعتمد واتكل على ربه فلا بد وأن يرحمه الله تعالى .
ولنرجع الان الى الاية الكريمة
قال الله تعالى : ( اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) .
أي : يرفعه الله تعالى اليه كما جاء في ( صحيح ) مسلم عن ابي موسى رضي الله عنه قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بخمس كلمات فقال : { ان الله تعالى لا ينام ولا ينبغي له ان ينام ، يخفض القسط ويرفعه . يرفع اليه عمل الليل قبل عمل النهار ، وعمل النهار قيل عمل الليل ، حجابه النور ، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه } .
فاليه يصعد الكلم الطيب ، واليه ترفع الأعمال الصالحة ، وذلك بواسطة الملائكة عليهم السلام .
اخوتي واخواتي المؤمنين ـ سوف اشرح لكم معنى الكلم الطيب ــ والعمل الصالح
في موضوع لاحق ان شاء الله .
نفعني الله واياكم والمؤمنين به امين
للامانه منقول
الســــــــــــلام عليكم ورحمة الله وبــركــاتــه
بســـــــــم الله الرحمن الــرحـــيــم
الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلاة والتسليم على سيدنا مــحــمــد امام الأنبياء والمرسلين ، وعلى آلــه وصحبه والتابعين الى يوم الدين .
>> قال الـلـه تـعـالـى <<
( من كان يريد العزة فلله العزة جميعا" اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ). الآية الكريمة
( من كان يريد العزة ) هذا بيان من الله تعالى واعلان لجميع العقلاء ذوي الارادات السامية ، وأولي الهمم العالية ، الطامحين الى العزة والكرامة ، والمترفعين عن المذلة والمهانة ، يعرض الله تعالى في هذا الاعلان عرضا" فيه تحريض وتشويق ، للمسارعة الى هذه العروض ، والمسابقة في ميدان الظفر به ، فيقول سبحانه : ( من كان يريد العزة فلله العزة جميعا") . فينشط الهمم ويحرك العزائم نحو ارادة العزة والسعي في تحصيلها ، ويبين لهم أنهم مهما بذلوا جهودهم للحصول عليها عند غير الله تعالى لا يجدونها ، فان العزة لله جميعا" ، فلا يظفرون بها ، ولا يحصلون عليها الا بحبه والتقرب اليه ، فاذا تقربوا لرب العزة أظلهم بظلال العزة ، وحفاهم بحفاوة الكرامة .
ثم بين لهم طريق التقرب اليه فقال : ( اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) .
والمعنى : أن من أراد العزة حقا" فليطلبها ممن له العزة جميعا" ، وهو الله رب العزة والجلال ، فاذا سأل عن السبيل الموصلة الى العزة ، فالسبيل الى ذلك هو التقرب اليه سبحانه ، بما شرع من الكام الطيب والعمل الصالح ، فان الكلم الطيب والعمل الصالح يقربان العبد الى الله القوي العزيز ، وهما كريمان عند الله تعالى ، لهما شأن كبير ومقام عزيز ، يرفعان الى ديوان عليين للرقم والتسجيل ، وبذلك ينالون الكرامة والشرف ؛ لتسجيلهم في سجل الشرف .
وكتاب عليين هو عند سدرة المنتهى التي تنتهي اليها أعمال العباد ، التي ترفعها الملائكة عليهم السلام ، كما جاء ذلك عن السلف الصالح ، وقد دل على ذلك عموم ما جاء في الحديث الذي رواه الامام أحمد وغيره ، عن ابن مسعود رضي اللهعنه قال : لما أسري برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انتهى به الى سدرة المنتهى ، وهي في السماء السابعة ، ينتهي اليها ما يعرج من الأرض ، فيقبض منها ، واليها ينتهي ما يهبط من فوقها ، فيقبض منها .
ثم ان الأقوال الطيبة والأعمال الصالحة تجتمع وهي متمثلة بأمثلة نورانية ، ويتعاطفن عند عرش الرحمن ، يذكرن بصاحبهن ويشفعن به ، ويدل على ذلك ما رواه ابن ماجه ، عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآلـه وسلم : { ان مما تذكرون من جلال الله : التسبيــح والتــهــليــل والتحمــيــد ، ينعطفن حول العرش ، لهن دوي كدوي النحل تذكر بصاحبها ، أما يحب أحدكم أن يكون له ــ أو لا يزال له ــ من يذكره } .
ورواه الامام أحمد بلفظ : { ألا يحب أحدكم أن لا يزال له عند الله شيء يذكر به } .
قال المنذري : رواه ابن ابي الدنيا ، والحاكم وقال : صحيح على شرط مسلم . وسيأتي الكلام عليه ان شاء الله تعالى.
والآن نعود الى قوله تعالى : ( من كان يريد العزة فلله العزة جميعا" ) .
الــعــز : مضاد للذل ، قال تعالى : ( وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شىء قدير ) ، فلا سبيل لنيل العز الحقيقي الدائم في الدنيا وفي الآخرة الا بالتقرب الى الله تعالى الذي هو رب العزة ، ولا يتقرب اليه الا بما شرع من الأقوال والعمال عاى لسان رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم .
قال تعالى : ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون ) .
روى الحاكم في ( التــاريــخ ) واليلمي ، وابن عساكر ، عن أنس رضي الله عنه قال ك قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : { ان الله تعالى يقول كل يوم : أنا ربكم العزيز ، فمن أراد عز الدارين فليطع العزيز } . انظر ( الـدر المنثــور ).
وروى الحاكم وقال : صحيح على سرطهما ، عن طارق قال : خرج عمر رضي الله عنه الى الشام ومعنا أبو عبيدة رضي الله عنه ، فأتواعلى مخاضة ــ أي : مجتمع ماء ــ وعمر على ناقة له ، فنزل وخلع خفيه فوضعهما على عاتقه ، وأخذ بزمام ناقته فخاض ، فقال أبو عبيدة : يأمير المؤمنين أنت تفعل هذا ! ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك ــ أي : هم ينظرون اليك ـ...
فقال عمر : أوه ، ولو يقول ذا غيرك يا أبا عبيدة لجعلته نكالا" لأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، انا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالاسلام ، فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا به اذلنا الله .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : { بعثت بين يدي الساعة بالسيف ، حتى يعبد الله تعالى وحده لا شريك له ، وجعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ، ومن تشبه بقوم فهو منهم } .
رواه احمد والطبراني وابن ابي شيبة والبيهقي وغيرهم .
فمن ابتغى العزة من عند غير الله تعالى أذله الله تعالى ، قال تعالى :
( أيبتغون عندهم العزة فان العزة لله جميعا" ) .
روى الحكيم الترمذي ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرفوعا" : { من اعتز بالعبيد أذله الله تعالى } .
وقال الله تعالى : ( واتخذوا من دون الله ءالهة ليكونوا لهم عزا" * كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا" ) .
وأما العزة التي يتصف بها أعداء الله تعالى فهي خيال العزة الموهومة المزعومة عندهم ، فانهم يتعززون بذلك الخيال الذي لا حقيقة له ، قال تعالى : ( بل الذين كفروا في عزة وشقاق ) . أي : في تعزز ومشاقة للمؤمنين ، ومن هذا قوله تعالى : ( واذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالاثم ) . أي : راح يتعزز بالاثم الذي هو باطل وهو ضار له ، غير نافع ( كسراب بقيعة يحسبه الظمئان ماء ) ، فيسعى اليه ظانا" أنه ماء نافع وعذب فرات ( حتى اذا جاء لم يجده شيئا" ) . لا شيئيه له في الخارج ، وانما هو الخيال الموصل الى الخيال .
ولا ريب أن العزة الحقيقية تستلزم القوة والغلبة .
قال الله تعالى : ( ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوى عزيز ) .
وقال الله تعالى : ( وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا" عزيزا" ) .
فقرن بين العزة والقوة ، ومن هذا قوله صلى الله عليه وآله وسلم لخالد بن الوليد رضي الله عنه لما شكى اليه وجعا" في جسده قال له : { ضع يدك على ما تألم من جسدك وقل : بســـم الـلـه ــ ثلاثا" ــ ثم قل : أعــوذ بعـزة الـلـه وقـدرتـه مـن شــر مـا اجـد وأحـاذر ــ سبــع مــرات ــ } .
فكما أن العزة كلها لله تعالى ، كذلك القوة كلها لله تعالى ، ومن كانت عزته بالله فقوته بالله تعالى ، قال الله تعالى : ( ولو يرى الذين ظلموا اذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا" وأن الله شديد العذاب ) .
وقد يقترن اسم العزيز بالرحيم ، ليبين لعباده أن عزته سبحانه المستلزمة لقوته وغالبيته على غيره ــ في تصرفاته في خلقه ــ فان ذلك بالحكمة لا بالبعث ولا الباطل ، بل هو الحكيم الذي يضع الأمور في مواضيعها الائقة بها .
فبعزته يقهر وينتقم ممن يستحق ذلك ، قال الله تعالى : ( ان الذين كفروا بأيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام ) . وبعزته يرحم كل من هو أهل لذلك ، قال الله تعالى : ( وتوكل على العزيز الرحيم ) . فمن توكل على الله تعالى فقد اعتمد واستند الى عزيز غالب قوي لا يغلب ، ورحيم بمن توكل عليه ، بل هو أرحم بنفسه من نفسه ، وان العبد اذا توكل على ربه سبحانه فقد أيقن أن ربه رحيم به رحيم به ، ولذلك فوض اليه بل أيقن أنه سبحانه أرحم به من نفسه ، ولذلك خرج من أعتماده على نفسه واعتمد واتكل على ربه فلا بد وأن يرحمه الله تعالى .
ولنرجع الان الى الاية الكريمة
قال الله تعالى : ( اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) .
أي : يرفعه الله تعالى اليه كما جاء في ( صحيح ) مسلم عن ابي موسى رضي الله عنه قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بخمس كلمات فقال : { ان الله تعالى لا ينام ولا ينبغي له ان ينام ، يخفض القسط ويرفعه . يرفع اليه عمل الليل قبل عمل النهار ، وعمل النهار قيل عمل الليل ، حجابه النور ، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه } .
فاليه يصعد الكلم الطيب ، واليه ترفع الأعمال الصالحة ، وذلك بواسطة الملائكة عليهم السلام .
اخوتي واخواتي المؤمنين ـ سوف اشرح لكم معنى الكلم الطيب ــ والعمل الصالح
في موضوع لاحق ان شاء الله .
نفعني الله واياكم والمؤمنين به امين
للامانه منقول