أهمية الهدوء وصفاء القلوب
للشيخ محمد الوصابي - حفظه الله -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ
بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل
فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا
عبده ورسوله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم –
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ
تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} (آل عمران 102)، {يَا
أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ
وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً
كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ
وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (النساء 1) , {يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (الأحزاب 71).
أما بعد:للشيخ محمد الوصابي - حفظه الله -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ
بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل
فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا
عبده ورسوله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم –
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ
تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} (آل عمران 102)، {يَا
أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ
وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً
كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ
وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (النساء 1) , {يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (الأحزاب 71).
فإن خير الحديث كتاب الله تعالى , وخير الهدي هدي ومحمد ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وشر الأمور محدثاتها , وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة كل ضلالة في النار ,ثم أما بعد :
فإننا في هذه الليلة ـ ليلة
الثامن عشر من شهر ذي القعدة عام 1428 هجرية ـ سأتكلم إن شاء الله حول
نصائح هامة , وفوائد نافعة , منها الإخلاص لله سبحانه وتعالى , وأن الله
سبحانه وتعالى لا يقبل العمل إلا إذا كان خالصا لوجهه الكريم , يقول سبحانه وتعالى {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} (الزمر 3) وقال عز من قائل {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (الكهف 110)
فإننا في هذه الليلة ـ ليلة
الثامن عشر من شهر ذي القعدة عام 1428 هجرية ـ سأتكلم إن شاء الله حول
نصائح هامة , وفوائد نافعة , منها الإخلاص لله سبحانه وتعالى , وأن الله
سبحانه وتعالى لا يقبل العمل إلا إذا كان خالصا لوجهه الكريم , يقول سبحانه وتعالى {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} (الزمر 3) وقال عز من قائل {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (الكهف 110)
و{أَحَدًا} هنا نكرة في سياق النفي , أي يفيد العموم , أي كائنا من كان .
{وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}كائنا من كان , لا من الجن ولا من الإنس ولا قريب ولا بعيد , وإنما يبتغي بعمله وجه الله , وهكذا يقول تبارك وتعالى : {وَمَا
أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء
وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} (البينة 5) أي ذلك الدين المستقيم المبني على الإخلاص وعلى التوحيد , والمبنى على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة .
فإن قوله {مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} هذا هو الإخلاص , وهو إفراد الله بالعبادة .
وإن قوله {حُنَفَاء} أي
موحدين , مائلين عن الشرك إلى التوحيد , هذا هو الدين القيم دين الإخلاص
ودين التوحيد القائم عليهما وعلى إقام الصلاة وإيتاء الزكاة , فإن إقام
الصلاة يعتبر أعظم حق لله سبحانه وتعالى على عباده بعد التوحيد , وإيتاء
الزكاة حق الفقراء والمساكين والمحاويج , فتقوم بحق الله وتقوم بحق خلقه
في حال كونك مخلصا جميع العبادات لله سبحانه وتعالى .
الإخلاص يا أيها الناس شرط أساسي في صحة الأعمال , فالعمل لا يصح إلا
به , ولا يقبل إلا به , والشيطان عدو الإنسان يريد من الإنسان أن ينسى هذا
الشرط , وأن لا يتفقده في أعماله فكن على حذر من ذلك ـ من أن تنسى شرط
الإخلاص ـ إخلاص العمل لله , ثم أيضا لا يقبل العمل إلا أن يكون موافقا
لما جاء به رسول الله صلى الله عليهوعلى آله وسلم
, لا بد من موافقته للكتاب والسنة وعلى فهم السلف الصالح , ولا بد من
مراعاة الأصول الشرعية والقواعد الفقهية وأن الدين جاء بها , وهناك قواعد
فقهية شرعية مبنية على أدلة من كتاب الله ومن سنة رسوله عليه الصلاة
والسلام ,فلا بد من مراعاتها .
ولا يكون العبد متمسكا بالكتاب والسنة إلا إذا
طبقهما في حياته وعلى ضوء العلم النافع المفيد وعلى ضوء القواعد الشرعية
الصحيحة فإن نصف العالم يهدم خيرا كثيرا , وما ضر الناس إلا نصف عالم ونص
طبيب ونص لغوي إلى غير ذلك , أنصاف الناس الذين لم ترسخ أقدامهم في علم
الكتاب والسنة ,[/size]
فأنت بحاجة
إلى الإخلاص لله , وكلمة الإخلاص مأخوذة من لفظة ( أخلصت العمل لله )
جردنه من جميع الشوائب , فلا يبقى فيه شيء لغير الله , لا دنيا ولا هوى
ولا رياء ولا سمعة ولا أي غرض من أغراض الدنيا وأغراضها كثيرة , هذا هو
المخلص الذي يجاهد نفسه في ذات الله , كما قال الله : {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (العنكبوت 69) فيكون العبد دائما في مجاهدة لنفسه دائما وحتى يتوفاه الله وهو يجاهد نفسه في مرضاة الله , الشيطان يريد أن يوقعك في العمل الذي لا يكون خالصا لله وأنت تجاهد نفسك وتأبى إلا أن يكون لله.
وهكذا أيضا تجاهد نفسك من البدع وإتباع الأهواء
فإن الإنسان قد يكون متبعا لهواه وهو يشعر أو لا يشعر , وكم أضل الهوى من
الناس , كم أضل الهوى من أمم كما قال سبحانه وتعالى : {أَمْ
تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ
إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} (الفرقان 44) سورة
الفرقان وقال سبحانه وتعالى : {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا
مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ
أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا
أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} (الأعراف 179) وقال سبحانه وتعالى : {أَفَرَأَيْتَ
مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ
وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً
فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (الجاثية 23) قال : {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ} فكيف بالذين يفتون بغير علم ؟ تكون المصيبة أعظم , إذا كان هذا أضله الله وهو على علم فالذي يكون بغير علم يكون أشد ضلالا ويكون أشد ضلالا والعياذ بالله , فالإنسان في أمس الحاجة إلى توفيق الله .
أنت يا أيها العبد أنت في أمس الحاجة إلى أن يوفقك
الله وإلى أن يرزقك السداد السداد , فالقليل ممن يوفق , الموفقون قليلون
وما أكثر المخذولين , وهكذا أيضا يا عبد الله العلم النافع هو الذي يثمر
العمل به , يثمر تقوى الله ويثمر الخشية والخوف من الله كما قال سبحانه وتعالى : { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} (فاطر 2 .
العلم النافع يثمر الأعمال الصالحة ويثمر الإخلاص لله , ويثمر متابعة الكتاب والسنة , ويجعل صاحبه في خوف من الله وفي وجل , لا يدري أقبل الله منه أم لا لأن الله يقول : {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} (المائدة 27) .
فالعلم النافع هو الذي انتفع به صاحبه قبل غيره ,
فقلبه سليم ولسانه سليم ومعروفه مبذول معروفه للناس وإحسانه إليهم مبذول
وطاعته لله هو قائم بها ورحمته بالناس ورفقه بهم حاصل وموجود كما قال الله
سبحانه وتعالى : {فَبِمَا
رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ
الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ
لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} (آل عمران 159) .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما بأصحابه ودودا شكورا حليما صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وكان
يبكي من خشية الله وكان دءوبا في الأعمال الصالحة , هذا هو العلم النافع
الذي أثمر العمل , أثمر تقوى الله , علم يكون حجة لك يوم القيامة لا حجة
عليك , الذي علمه حجة عليه هذا علمه وبال عليه , إنما العلم النافع هو
الذي يثمر العمل الصالح , ويثمر الخشية من الله سبحانه وتعالى كما سمعتم قول الله : {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} (فاطر 2 .
فالعلماء هم أكثر الناس خشية من الله والذي لا
يخشى الله هذا ليس بعالم بل هو جاهل , الذي لا يخشى الله الذي لا يتقي
الله في أعراض المسلمين , الذي لا يتقي الله في لسانه وفي أوقاته وفي عمره
وفي الأمة هذا إنسان جاهل وعلمه وبال عليه واقرؤوا في سير العلماء , اقرأ
في سير أهل العلم كيف كانوا ؟ !!
سواء من أنبياء
الله ورسله أو من الصحابة أو من التابعين أو ممن تبعهم بإحسان أو من علماء
هذا العصر كالشيخ بن باز والشيخ الألباني والشيخ بن عثيمين والشيخ مقبل
رحمة الله عليهم وأمثالهم من أهل العلم , كيف كانوا يعملون بعلمهم ؟! كيف
كانوا يتقون الله ويراقبون الله ويخشون الله , كيف كانوا يعملون بهذا
العلم ويدعون إليه ويصبرون على أذى الناس ويتحملون في ذات الله هذا هو
العلم النافع , فإن الله سبحانه يقول : {أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} (الأعراف 99) .
[size=16]فالإنسان
متى أمن مكر الله فهو خاسر والعياذ بالله , بل مرتكب لكبيرة من الكبائر ,
المؤمن يكون دائما خائفا من الله يرجو رحمة الله ويخشى عذابه ولا يدري ما
الله فاعل به هذا المؤمن فالعالم من باب أولى , يخشى الله ويراقب الله
ويتقي الله , لا يدري ما الله فاعل به , لا يتكبر على الناس ولا يفتخر
عليهم , لأن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول : "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" رواه مسلم عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه .
يتبع باذن الله تعالى منقول من منتديات صوت الحق
{وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}كائنا من كان , لا من الجن ولا من الإنس ولا قريب ولا بعيد , وإنما يبتغي بعمله وجه الله , وهكذا يقول تبارك وتعالى : {وَمَا
أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء
وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} (البينة 5) أي ذلك الدين المستقيم المبني على الإخلاص وعلى التوحيد , والمبنى على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة .
فإن قوله {مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} هذا هو الإخلاص , وهو إفراد الله بالعبادة .
وإن قوله {حُنَفَاء} أي
موحدين , مائلين عن الشرك إلى التوحيد , هذا هو الدين القيم دين الإخلاص
ودين التوحيد القائم عليهما وعلى إقام الصلاة وإيتاء الزكاة , فإن إقام
الصلاة يعتبر أعظم حق لله سبحانه وتعالى على عباده بعد التوحيد , وإيتاء
الزكاة حق الفقراء والمساكين والمحاويج , فتقوم بحق الله وتقوم بحق خلقه
في حال كونك مخلصا جميع العبادات لله سبحانه وتعالى .
الإخلاص يا أيها الناس شرط أساسي في صحة الأعمال , فالعمل لا يصح إلا
به , ولا يقبل إلا به , والشيطان عدو الإنسان يريد من الإنسان أن ينسى هذا
الشرط , وأن لا يتفقده في أعماله فكن على حذر من ذلك ـ من أن تنسى شرط
الإخلاص ـ إخلاص العمل لله , ثم أيضا لا يقبل العمل إلا أن يكون موافقا
لما جاء به رسول الله صلى الله عليهوعلى آله وسلم
, لا بد من موافقته للكتاب والسنة وعلى فهم السلف الصالح , ولا بد من
مراعاة الأصول الشرعية والقواعد الفقهية وأن الدين جاء بها , وهناك قواعد
فقهية شرعية مبنية على أدلة من كتاب الله ومن سنة رسوله عليه الصلاة
والسلام ,فلا بد من مراعاتها .
ولا يكون العبد متمسكا بالكتاب والسنة إلا إذا
طبقهما في حياته وعلى ضوء العلم النافع المفيد وعلى ضوء القواعد الشرعية
الصحيحة فإن نصف العالم يهدم خيرا كثيرا , وما ضر الناس إلا نصف عالم ونص
طبيب ونص لغوي إلى غير ذلك , أنصاف الناس الذين لم ترسخ أقدامهم في علم
الكتاب والسنة ,[/size]
فأنت بحاجة
إلى الإخلاص لله , وكلمة الإخلاص مأخوذة من لفظة ( أخلصت العمل لله )
جردنه من جميع الشوائب , فلا يبقى فيه شيء لغير الله , لا دنيا ولا هوى
ولا رياء ولا سمعة ولا أي غرض من أغراض الدنيا وأغراضها كثيرة , هذا هو
المخلص الذي يجاهد نفسه في ذات الله , كما قال الله : {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (العنكبوت 69) فيكون العبد دائما في مجاهدة لنفسه دائما وحتى يتوفاه الله وهو يجاهد نفسه في مرضاة الله , الشيطان يريد أن يوقعك في العمل الذي لا يكون خالصا لله وأنت تجاهد نفسك وتأبى إلا أن يكون لله.
وهكذا أيضا تجاهد نفسك من البدع وإتباع الأهواء
فإن الإنسان قد يكون متبعا لهواه وهو يشعر أو لا يشعر , وكم أضل الهوى من
الناس , كم أضل الهوى من أمم كما قال سبحانه وتعالى : {أَمْ
تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ
إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} (الفرقان 44) سورة
الفرقان وقال سبحانه وتعالى : {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا
مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ
أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا
أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} (الأعراف 179) وقال سبحانه وتعالى : {أَفَرَأَيْتَ
مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ
وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً
فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (الجاثية 23) قال : {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ} فكيف بالذين يفتون بغير علم ؟ تكون المصيبة أعظم , إذا كان هذا أضله الله وهو على علم فالذي يكون بغير علم يكون أشد ضلالا ويكون أشد ضلالا والعياذ بالله , فالإنسان في أمس الحاجة إلى توفيق الله .
أنت يا أيها العبد أنت في أمس الحاجة إلى أن يوفقك
الله وإلى أن يرزقك السداد السداد , فالقليل ممن يوفق , الموفقون قليلون
وما أكثر المخذولين , وهكذا أيضا يا عبد الله العلم النافع هو الذي يثمر
العمل به , يثمر تقوى الله ويثمر الخشية والخوف من الله كما قال سبحانه وتعالى : { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} (فاطر 2 .
العلم النافع يثمر الأعمال الصالحة ويثمر الإخلاص لله , ويثمر متابعة الكتاب والسنة , ويجعل صاحبه في خوف من الله وفي وجل , لا يدري أقبل الله منه أم لا لأن الله يقول : {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} (المائدة 27) .
فالعلم النافع هو الذي انتفع به صاحبه قبل غيره ,
فقلبه سليم ولسانه سليم ومعروفه مبذول معروفه للناس وإحسانه إليهم مبذول
وطاعته لله هو قائم بها ورحمته بالناس ورفقه بهم حاصل وموجود كما قال الله
سبحانه وتعالى : {فَبِمَا
رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ
الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ
لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} (آل عمران 159) .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما بأصحابه ودودا شكورا حليما صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وكان
يبكي من خشية الله وكان دءوبا في الأعمال الصالحة , هذا هو العلم النافع
الذي أثمر العمل , أثمر تقوى الله , علم يكون حجة لك يوم القيامة لا حجة
عليك , الذي علمه حجة عليه هذا علمه وبال عليه , إنما العلم النافع هو
الذي يثمر العمل الصالح , ويثمر الخشية من الله سبحانه وتعالى كما سمعتم قول الله : {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} (فاطر 2 .
فالعلماء هم أكثر الناس خشية من الله والذي لا
يخشى الله هذا ليس بعالم بل هو جاهل , الذي لا يخشى الله الذي لا يتقي
الله في أعراض المسلمين , الذي لا يتقي الله في لسانه وفي أوقاته وفي عمره
وفي الأمة هذا إنسان جاهل وعلمه وبال عليه واقرؤوا في سير العلماء , اقرأ
في سير أهل العلم كيف كانوا ؟ !!
سواء من أنبياء
الله ورسله أو من الصحابة أو من التابعين أو ممن تبعهم بإحسان أو من علماء
هذا العصر كالشيخ بن باز والشيخ الألباني والشيخ بن عثيمين والشيخ مقبل
رحمة الله عليهم وأمثالهم من أهل العلم , كيف كانوا يعملون بعلمهم ؟! كيف
كانوا يتقون الله ويراقبون الله ويخشون الله , كيف كانوا يعملون بهذا
العلم ويدعون إليه ويصبرون على أذى الناس ويتحملون في ذات الله هذا هو
العلم النافع , فإن الله سبحانه يقول : {أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} (الأعراف 99) .
[size=16]فالإنسان
متى أمن مكر الله فهو خاسر والعياذ بالله , بل مرتكب لكبيرة من الكبائر ,
المؤمن يكون دائما خائفا من الله يرجو رحمة الله ويخشى عذابه ولا يدري ما
الله فاعل به هذا المؤمن فالعالم من باب أولى , يخشى الله ويراقب الله
ويتقي الله , لا يدري ما الله فاعل به , لا يتكبر على الناس ولا يفتخر
عليهم , لأن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول : "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" رواه مسلم عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه .
يتبع باذن الله تعالى منقول من منتديات صوت الحق
عدل سابقا من قبل الفقيه الداودي في الأحد 22 نوفمبر 2009, 10:26 عدل 1 مرات